وكذلك ورد لفظ البداء في صحيح البخاريّ عن أبي هريرة قال : أنّه سمع رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : ( إنّ ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأعمى وأقرع بدا لله عزّ وجلّ أن يبتليهم ، فبعث إليهم ملكاً ... ) (١) ، وهناك أحاديث كثيرة بهذا اللفظ ، أو بمعنى البداء.
س ٤١ : حصر الإمامة في اثني عشر ، وضع حلاً لانعدام ذرّية الإمام الحادي عشر عندكم.
ج ٤١ : ثبت ذلك في كتب السنّة قبل وفاة الإمام العسكريّ عليهالسلام ، فروى حديث الأئمّة الاثني عشر ، كلّ من أحمد بن حنبل (٢) ، والبخاريّ (٣) ، ومسلم (٤) ، وكلّ هؤلاء ألّفوا كتبهم قبل وفاة الإمام الحسن العسكريّ عليهالسلام.
حتّى قال ابن كثير في البداية والنهاية ، بعدما نقل من التوراة أنّ الله بشّر إبراهيم بإسماعيل ، وإنّه ينمّيه ويكثّره ، ويجعل من ذرّيته اثني عشر عظيماً ، ونقل عن شيخه ابن تيمية ، أنّه قال : ( وهؤلاء المبشّر بهم في حديث جابر بن سمرة ، وقرّر أنّهم يكونون مفرقين في الأُمّة ، ولا تقوم الساعة حتّى يوجدوا ، وغلط كثير ممّن تشرف بالإسلام من اليهود ، فظنّوا أنّهم الذين تدعو إليهم فرقة الرافضة فاتبعوهم ) (٥).
وكلّ ذلك يا أخي ، يدلّ على وجود النصّ على الأئمّة الاثني عشر حتّى في الأديان السابقة ، ناهيك عن كتب المسلمين المتقدّمين منهم والمتأخّرين ، فهي من الأُمور المتسالمة.
س ٤٢ : جاء في نهج البلاغة ذكر صفات هامّة لإمام المسلمين ، من ذلك :
____________
١ ـ صحيح البخاريّ ٤ / ١٤٦.
٢ ـ مسند أحمد ١ / ٣٩٨ و ٥ / ٨٦ و ٩٠ و ٩٥ و ١٠١ و ١٠٧.
٣ ـ صحيح البخاريّ ٨ / ١٢٧.
٤ ـ صحيح مسلم ٦ / ٣.
٥ ـ البداية والنهاية ٦ / ٢٨٠.