وأختم كلامي بذكر حديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، حيث قال لفاطمة عليهاالسلام : ( فاطمة بضعة منّي ، فمن أغضبها أغضبني ) (١).
وقد استدلّ السهيلي بهذا الحديث على أنّ من سبّ فاطمة كفر ، لأنّه يغضبه صلىاللهعليهوآله ، وأنّها أفضل من الشيخين (٢).
وروى البخاريّ : ( أنّ فاطمة غضبت على أبي بكر فهجرته ، فلم تزل مهاجرته حتّى توفّيت ) (٣).
وروى البخاريّ أيضاً : ( أنّ فاطمة وجدت على أبي بكر فهجرته ، فلم تكلّمه حتّى توفّيت ) (٤).
وروى الترمذيّ : ( أنّ فاطمة قالت لأبي بكر وعمر : والله لا أكلّمكما أبداً ، فماتت ولا تكلّمهما ) (٥).
وروى ابن قتيبة : ( فقال عمر لأبي بكر : انطلق بنا إلى فاطمة ، فإنّا قد أغضبناها ، فانطلقا جميعاً ، فاستأذنا على فاطمة ، فلم تأذن لهما ، فأتيا عليّاً فكلّماه ، فأدخلهما عليها ، فلمّا قعدا عندها ، حوّلت وجهها إلى الحائط ، فسلّما عليها ، فلم ترد عليهماالسلام ... فقالت : ( أرأيتكما إن حدّثتكما حديثاً عن رسول الله صلىاللهعليهوآله تعرفانه وتفعلان به )؟ قالا : نعم.
فقالت : ( نشدتكما الله ، ألم تسمعا رسول الله يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحبّ فاطمة ابنتي فقد أحبّني ، ومن
____________
١ ـ صحيح البخاريّ ٤ / ٢١٠ ، ذخائر العقبى : ٣٧ ، فتح الباري ٧ / ٦٣ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٥٢٦ ، الآحاد والمثاني ٥ / ٣٦١ ، نظم درر السمطين : ١٧٦ ، الجامع الصغير ٢ / ٢٠٨ ، كنز العمّال ١٢ / ١٠٨ و ١١٢ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٤٤٤ ، ينابيع المودّة ٢ / ٥٢ و ٧٣ و ٧٩ و ٩٧ و ٣٢٢.
٢ ـ فيض القدير ٤ / ٥٥٤.
٣ ـ صحيح البخاريّ ٤ / ٤٢.
٤ ـ المصدر السابق ٥ / ٨٢.
٥ ـ الجامع الكبير ٣ / ٢٥٥.