جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهمالسلام قال : ( خطب أمير المؤمنين عليهالسلام خطبة بالكوفة ، فلمّا كان في أخر كلامه قال : ألا وإنّي لأولى الناس بالناس ، وما زلت مظلوماً منذ قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقام إليه الأشعث بن قيس فقال : يا أمير المؤمنين لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق إلاّ وقلت : والله أنّي لأولى الناس بالناس ، وما زلت مظلوماً منذ قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولمّا ولي تيم وعدي ألا ضربت بسيفك دون ظلامتك؟
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : ( يا بن الخمّارة ، قد قلت قولاً فاسمع منّي : والله ما منعني من ذلك إلاّ عهد أخي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أخبرني وقال لي : يا أبا الحسن ، إنّ الأُمّة ستغدر بك وتنقض عهدي ... ) (١).
فهذه صريحة بأنّهما لم يجلسا مجلس الخلافة بحقّ ، وهي عن الإمام الصادق عليهالسلام.
وعلى السادس : عن أبان بن تغلب عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : ( لمّا انصرفت فاطمة عليهاالسلام من عند أبي بكر ، أقبلت على أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقالت : يا ابن أبي طالب ، اشتملت مشيمة الجنين ، وقعدت حجرة الظنين ، نقضت قادمة الأجدل ، فخانك ريش الأعزل ، هذا ابن أبي قحافة قد ابتزّني نحلة أبي وبليغة ابني ، والله لقد أجدّ في ظلامتي ، وألدّ في خصامي ... ) (٢) ، فهي صريحة في ظلامة فاطمة عليهاالسلام.
وعن الفضيل بن يسار قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : لمن كان الأمر حين قبض رسول الله؟ قال : ( لنا أهل البيت ) ، فقلت : فكيف صار في تيم وعدي؟
قال : ( إنّك سألت فافهم الجواب : إنّ الله تعالى لمّا كتب أن يفسد في الأرض ، وتنكح الفروج الحرام ، ويحكم بغير ما أنزل الله ، خلا بين أعدائنا
____________
١ ـ الاحتجاج ١ / ٢٨٠.
٢ ـ الأمالي للشيخ الطوسيّ : ٦٨٣.