البيت عليهمالسلام ، وما هو معروف عند الشيعة الإمامية ، فاضطرّوا إلى نقل مثل هذه الروايات عنه للادعاء بأنّه عليهالسلام على مذهب السنّة ، وهو موضوع الشبهة الأصلي كما تعرف ، حيث كان يكرّر عثمان الخميس أنّ جعفرنا غير جعفركم ، وهو نوع من المغالطة.
على كلّ ، فإنّ ما نقل من الروايات بعضه الأكثر عن سالم بن أبي حفصة وهو ضعيف ، كان زيدياً بترياً ، وقد ضعّفه الألبانيّ عندهم ، ومن الواضح أنّ من مثله يتقيّ منه الإمام عليهالسلام ، وبعضها الآخر إمّا عن غيره من الضعفاء أو رجال العامّة ، وأمّا ظاهرة واضحة في التقيّة ، أو لا تدلّ على المطلوب أصلاً.
وقد أجاب عن أكثرها القاضي التستري في ( الصوارم المهرقة ) ، الذي هو ردّ على ( الصواعق المحرقة ) لابن حجر الهيتميّ.
ثمّ أنّ ما ذُكر في أصل الشبهة مجمل يراد به خلط الأوراق وإيهام السامع ، إذ يجب أن تطرح الشبهة على عدّة أقسام :
١ ـ أنّ الإمام الصادق عليهالسلام كان ينهى عن سبّ ولعن الشيخين ، أو أن يفاضل أحد بينهما وبين علي عليهالسلام.
٢ ـ أنّ الإمام الصادق عليهالسلام كان يقول بأفضليتهما على جدّه أمير المؤمنين عليهالسلام.
٣ ـ أنّه كان يرجو شفاعتهما يوم القيامة.
٤ ـ أنّه كان يتولاّهما.
٥ ـ أنّه كان يعتقد بأنّهما تسلّما موضع الخلافة عن حقّ.
٦ ـ أنّه كان يعتقد أنّهما لم يظلما فاطمة عليهاالسلام ، أو أهل البيت عليهمالسلام عموماً ، ولم يغتصبا حقّهم.
ولعلّ بعض الأقسام داخلة في البعض ، ونحن نحاول أن نجيب على بعضها مختصراً ، ونكتفي به عن الجواب عن الباقي من الأقسام.
وللجواب نقدّم مقدّمة وهي : إنّ كلّ ما روي من طرق الآخرين ليس حجّة علينا ، وإنّما الحجّة أن تكون من طرقنا ، هذا فضلاً عمّا ذكرناه سابقاً