ولا نريد الدخول في تفاصيل هذا الموضوع ، حتّى لا نخرج عن هدف المقدّمة ، وهو موكول إلى محلّ آخر إن شاء الله .
ما الذي يمثّل رأي المذهب الإسلامي ؟
عرفنا في ما تقدّم من الكلام ، أنّ المسلمين اختلفوا في أمر مهم وأساسي ، وهو الإمامة .
والاختلافات الواردة بين المسلمين ، سواء في العقائد والأحكام وغيرها ، ناشئة من ذلك الاختلاف :
إذ الشيعة يعتقدون بعصمة الإمام علي عليهالسلام وأولاده الأئمة عليهمالسلام ، وكون كلامهم وفعلهم وتقريرهم حجّة عليهم ، كما هو ثابت للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، فإنّ السنّة ـ وهي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن ـ تشمل أحاديث الأئمة عليهمالسلام كما تشمل أحاديث النبي صلىاللهعليهوآله .
وأتباع مدرسة الخلفاء لا يرون هذا المقام للإمام علي عليهالسلام ولأولاده المعصومين عليهمالسلام ، إذ الحجّة عندهم قول النبي صلىاللهعليهوآله فقط ، أما الأئمة عليهمالسلام وإن كانوا من أهل البيت ، ويجب احترامهم وحبّهم ، إلا أنّهم يعتبرونهم من الأصحاب والتابعين والرواة والعلماء .
ونتيجة لذلك فقد اختلفت الأحكام بين السنّة والشيعة ، بل اختلفت حتّى في دائرة أحدهما ، فانقسم السنّة إلى مذاهب كثيرة انتشر أربعة منها وهي : الحنفية ، والمالكية ، والشافعية ، والحنبلية .
وانقسم الشيعة إلى عدّة مذاهب أيضاً عبر القرون الماضية ، انقرض أكثرها ، وبقي منها ثلاثة : الإمامية ، والزيدية ، والإسماعيلية وإن كانت الأخيرتان قليلة جداً الآن قياساً إلى الأولى .