« ومتى كان هذا الشأن بالشام ؟! إنّما هذا الشأن وقف على أهل المدينة والكوفة » (١) .
الطعن بالشعر
وكان للشعراء ـ ولا زال ـ دور في ذكر هذه الطعون إذ أوردوها في مقطوعاتهم الشعرية ، نذكر منها :
(١) قال أحمد بن علي الخطيب البغدادي ( ت ٤٦٣ هـ ) في تاريخ بغداد بسنده عن علي بن صالح البغوي ، قال : أنشدني أبو عبد الله محمّد بن يزيد الواسطي لأحمد بن المعدّل :
إن كنت كاذبة التي حدّثتني |
|
فعليكِ أثم أبي حنيفة أو زفر |
المائلين إلى القياس تعمّداً |
|
والراغبين عن التمسّك بالخبر (٢) |
(٢) وقال فيه أيضاً : وقال بعض الشعراء :
إذا ذُو الرأي خاصم عن قياس |
|
وجاء ببدعة هنة سخيفة |
أتيناه بقول الله فيها |
|
وآيات محبرة شريفة |
فكم من فرج مُحصنة عفيف |
|
اُحلّ حرامها بأبي حنيفة (٣) |
(٣) ذكر أبو عمر يوسف بن عبد البرّ ( ت ٤٦٣ هـ ) في كتابه صحيح جامع بيان العلم وفضله أنّ أبا سعيد الرازي هجا أهل المدينة ومدح أهل الكوفة بمقطوعة شعرية ، منها :
لا تسألنّ مدينياً فتُحرجه |
|
إلا عن اليمّ والممشاة والزير |
______________________
(١) جامع بيان العلم وفضله : ٤٧٠ / ١٥٥٩ .
(٢) تاريخ بغداد ١٣ : ٣٩٣ / ٣٠ .
(٣) المصدر السابق ١٣ : ٤٠٩ / ٧٩ .