عن مذهبه فذكر مذهباً لم أسمع به قط ، قال : ما قال ؟ قال : أنا حنبلي ، فقال : « دعه فكلّ من لم يكن حنبلياً فليس بمسلم » (١) .
قول جماعة في واحد
(١) ذكرنا في ما سبق أسماء الأعلام الذين تكلّموا في أبي حنيفة وطعنوا فيه ، وفي مقدّمتهم : مالك بن أنس ( ت ١٧٩ هـ ) ، ومحمد بن إدريس الشافعي ( ت ٢٠٤ هـ ) ، وأحمد بن حنبل ( ت ٢٤١ هـ ) .
وكذلك ذكرنا حمّاد بن أبي سليمان ( ت ١٢٠ هـ ) وهو أستاذ أبي حنيفة ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ( ت ١٥٧ هـ ) ، وسفيان بن سعيد الثوري ( ت ١٦١ هـ ) ، وغيرهم .
(٢) قال الخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت ( ٤٦٣ هـ ) : حدّثنا محمّد بن علي بن مخلد الورّاق ـ لفظاً ـ قال في كتابي عن أبي بكر محمّد ابن عبد الله بن صالح الأسدي الفقيه المالكي قال : سمعت أبا بكر بن أبي داود السجستاني يوماً وهو يقول لأصحابه : ما تقولون في مسألة اتفق عليها مالك وأصحابه ، والشافعي وأصحابه ، والأوزاعي وأصحابه ، والحسن بن صالح وأصحابه ، وسفيان الثوري وأصحابه ، وأحمد بن حنبل وأصحابه ؟
فقالوا له : يا أبا بكر لا تكون مسألة أصحّ من هذه .
فقال : « هؤلاء كلّهم اتّفقوا على تضليل أبي حنيفة » (٢) .
(٣) ذكر أبو عمر يوسف بن عبد البرّ ( ت ٤٦٣ هـ ) من تكلّم وطعن في مالك بن أنس فقال : « وقد تكلّم ابن أبي ذئب في مالك بن أنس بكلام فيه جفاء وخشونة ، وكرهت ذكره ، وهو مشهور عنه ... وكان إبراهيم بن سعد
______________________
(١) تاريخ الإسلام ٣٣ : ٥٧ .
(٢) تاريخ بغداد ١٣ : ٣٨٢ ـ ٣٨٣ / ٦٦ .