ثمّ رويتم أنّ حذيفة قال : كان النّاس يسألون رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ عن الخير وكنت أسأله عن الشّرّ وأنّه كان يعرف أصحاب العقبة فمرّة يقول بفضلهم ومرّة يطعن عليهم.
__________________
قال محمود محمد الطناحى وهو الّذي طبع الكتاب بتحقيقه فى ذيل العبارة ما نصه : ( انظر ج ٤ ص ٢٨٨ ) :
« جاء بهامش ١ : وأقول : لعل وجه قيامه صلى الله عليه وسلّم عدم قدرته على القعود لعلة فى ركبتيه لا لما ذكره لانه لا يظهر وجه للتشفى من تلك العلة بالبول قائما كما لا يخفى ».
قال ابراهيم بن عبد الرحمن بن أبى بكر الازرق فى كتاب تسهيل المنافع فى الطب والحكمة المشتمل على شفاء الاجسام وكتاب الرحمة ( ص ٦٦ من طبعة مصر سنة ١٣١٩ ه ) :
« فصل فى البول قائما من غير عذر ـ وعن عمر ـ رضى الله عنه ـ أنه قال : ما بلت قائما ثم أسملت ، ولا يكره ذلك للمعذور لما روى أن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم أتى سباطة قوم لعلة بمأبضه والسباطة هى الكناسة قاله الجوهرى ، والمأبض بالهمزة والباء الموحدة المكسورة واحد المآبض وهى باطن منعطف الركبتين وقيل : المأبض تحت الركبة من كل حيوان وفى كفاية المتحفظ : المأبض باطن المرفق وهو باطن الركبة ( انتهى ) وقد روى من وجه غير هذا قال : عن أبى هريرة ـ رضى الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم أنه بال قائما من جرح كان بمأبضه.
وقال الشافعى : كانت العرب تستشفى بالبول قائما من وجع الصلب وقد بال النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ قائما وانما كان لعلة بمأبضه. وفى حديث آخر : فيه ثلاثة أوجه : أحدها أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ فعله لمرض منعه من العقود والثانى ـ انه استشفى بذلك من مرض والعرب تستشفى بالبول قائما من علو الى سفل.
قلت : ومن هاهنا يستدل على أن البول قائما دواء لوجع الصلب كما قاله إمامنا الشافعى ـ رضى الله عنه ـ ».