__________________
« وأخرج تمام بن محمد الرازى فى كتاب الرهبان له وابن عساكر أيضا من طريق تمام الحافظ عن أبى محمد بن هارون الانصارى عن عصمة بن أبى عصمة البخارى عن أحمد ابن خالد التمار عن عصمة العبادانى قال : كنت أجول فى بعض الفلوات اذ أبصرت ديرا واذا فى الدير صومعة وفى الصومعة راهب فقلت له : حدثنى بأعجب ما رأيت فى هذا الموضع فقال : نعم بينا أنا ذات يوم اذا رأيت طائرا أبيض مثل النعامة قد وقع على تلك الصخرة فتقيأ رأسا ثم رجلا واذا هو كلما تقيأ عضوا من تلك الاعضاء التأمت بعضها الى بعض أسرع من البرق حتى اذا استوى رجلا جالسا فاذا هم بالنهوض نقره الطائر نقرة قطعه أعضاء ثم يرجع فيبتلعه فلم يزل على ذلك أياما فكثر تعجبى منه وازددت يقينا لعظمة الله تعالى وعلمت أن لهذه الاجساد حياة بعد الموت فالتفت إليه يوما فقلت : أيها الطائر سألتك بحق الله الّذي خلقك وبرأك الا أمسكت عنه حتى أسأله فيخبرنى بقصته فأجابنى الطائر بصوت عربى طلق : لربى الملك وله البقاء الّذي يفنى كل شيء ويبقى ؛ أنا ملك من ملائكة الله موكل بهذا الجسد لما أجرم فالتفت إليه فقلت : يا هذا الرجل المسمى الى نفسه ما قصتك؟ ومن أنت؟ قال : أنا عبد الرحمن بن ملجم قاتل على ـ رضى الله عنه ـ وانى لما قتلته وصارت روحى بين يدى الله ناولنى صحيفة مكتوب فيها ما عملته من الخير والشر منذ يوم ولدتنى أمى الى أن قتلت عليا وأمر الله هذا الملك بعذابى الى يوم القيامة فهو يفعل بى ما ترى ثم سكت فنقره ذلك الطائر نقرة نثر أعضاءه بها ثم جعل يبتلعه عضوا عضوا ثم مضى.
قلت : هذا الاسناد ليس فيه من تكلم فيه سوى أبى على شيخ تمام فقد قال الذهبى فى الميزان : انه كان يتهم ، وقال ابن رجب : قد رويت هذه الحكاية من وجه آخر أخرجها ابن النجار فى تاريخه من طريق السلفى باسناده الى الحسن بن محمد بن عبيد العسكرى حدثنا اسماعيل بن أحمد بن على بن أحمد بن يحيى بن المنجم سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة انه حضر مع يوسف بن أبى التاح فأحضر راهب فحدث فذكر شبيها بالحكاية.