بهذه الثّلاثة الأشياء أنفذوها بعدى ؛ أنفذوا جيش أسامة بن زيد ، وأجيزوا الوفد كما كنت اجيزهم ، وانفوا المشركين من جزيرة العرب حتّى لا يكون فى جزيرة العرب الاّ دين واحد (١) ؛ فأبوا أمره (٢).
__________________
(١) قال العلامة المجلسى (ره) فى ثامن البحار فى باب تفصيل مثالب عمرو الاحتجاج بها على المخالفين بايراد الاخبار من صحاحهم : « الطعن الاول ـ ما روته العامة والخاصة أنه أراد النبي (ص) فى مرضه أن يكتب لامته كتابا لئلا يضلوا بعده ولا يختلفوا فطلب دواة وكتفا او نحو ذلك فمنع عمر من احضار ذلك وقال : انه ليهجر او ما يؤدى هذا المعنى وقد وصفه الله سبحانه بأنه لا ينطق عن الهوى ( الى ان قال ) فأما الروايات العامية فروى البخارى فى باب اخراج اليهود من جزيرة العرب من كتاب الجهاد والسير ومسلم فى كتاب الوصايا عن سفيان عن سليمان الاحول عن سعيد بن جبير أنه سمع ابن عباس يقول : يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى قلت : يا ابن ـ عباس ما يوم الخميس؟ ـ قال : اشتد برسول الله (ص) وجعه فقال : ايتونى بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغى عند نبى تنازع فقالوا : ماله؟ أهجر؟ استفهموه فقال : ذرونى فالذى أنا فيه خير مما تدعونى إليه فأمرهم بثلاث قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، والثالثة اما ان سكت عنها واما ان قالها فنسيتها ، قال : قال سفيان هذا من قول سفيان وفى باب جوائز الوفد من الكتاب المذكور عن سليمان الاحول عن جبير عن ابن عباس انه قال : يوم الخميس وما يوم الخميس ؛ الى آخر ما نقله من الاخبار وخاض فى بيان ما يستفاد منه والاحتجاج به على المخالفين فمن أراده فليراجع الكتاب أعنى ثامن البحار ( ص ٢٧٣ ـ ٢٨٣ من طبعة امين الضرب ) ومن أراد البحث عن ذلك بأكثر منه تفصيلا فليراجع تشييد المطاعن وكشف الضغائن ؛ المجلد الاول الطعن الاول من مطاعن عمر ؛ ص ٣٥٥ ـ ٤٣٠ فان فيه كفاية للمكتفى.
(٢) فى الاصل : « فيأبى وأمره ».