قلنا لكم : فما بالكم ان كانت أختا (١) واحدة لأب وأمّ أعطيتموها النّصف ثلاثة أسهم ولمّا كانوا (٢) إخوة وأخوات أسقطهم زيد جميعا وتابعتموه على ذلك ، وأمرهم عمر أن يشاركوا الإخوة من الامّ فى ثلثهم ، فلئن كنتم تعقلون ما تصنعون إنّكم لتقصدون الى شنيع القول وقبيحه ، ولئن كنتم لا تعقلون إنّكم لتخبطون العشواء (٣) ولا تعلمون حقّ ما تأتون به من باطله ، هذا وأنتم تروون أنّ أبا بكر سئل عن الكلالة فقال : اللهمّ انّى
__________________
أقول : قد نقل المحدث النورى (ره) فى المستدرك بعد نقل كلام الفضل المشار إليه عبارة هى نظير كلام المتن فأوردها هنا بتلك العبارة حتى تكون مؤيدة لما ذكره الفضل فى كتابه هذا وهى هكذا : « دعائم الاسلام ـ وبلغنا أنه يعنى عمر ارتفع إليه نفر فى امرأة تركت أمها وزوجها واخوتها لابيها واخوتها لامها ؛ فقال عمر : للام السدس سهم ، وللزوجة النصف ثلاثة أسهم ؛ فذهبت أربعة من ستة وبقى سهمان وهو الثلث فقال : هذا الثلث للاخوة من الام لان لهم فى القرآن فريضة وقال : للاخوة للاب والام : ولا أرى لكم شيئا ، فقالوا : يا أمير المؤمنين كأن قرابة أبينا زادتنا سوء فهب أن أبانا كان حمارا ؛ ألسنا فى قرابة الام سواء؟! قال : قد رزقتم فأشرك بينهم فسميت هذه الفريضة المشتركة » أقول : يظهر من آخر القضية ان تلك الفريضة مسماة عند العامة بالمشتركة فمن أراد الخوض فى تفصيلها فليراجع مظان ذكرها فى كتبهم فان المقام لا يسع البحث عنها أكثر من ذلك.
__________________
(١) ح : « أخت ».
(٢) ح : « ولما كانت ».
(٣) قال الجوهرى : « العشواء الناقة التى لا تبصر أمامها فهي تخبط بيديها كل شيء ، وركب فلان العشواء اذا خبط أمره على غير بصيرة ، وفلان خابط خبط عشواء » وقال ابن الاثير فى النهاية ضمن ذكره معنى خبط : « ومنه حديث على خباط عشوات اى يخبط فى الظلام وهو الّذي يمشى فى الليل بلا مصباح فيتحير ويضل وربما تردى فى بئر او سقط على سبع وهو كقولهم : يخبط فى عمياء اذا ركب أمرا بجهالة » ونقل فى « عشا » ما يقرب منه. أقول ومنه قول زهير فى معلقته المشهورة :
« رأيت المنا يا خبط عشواء من تصب |
|
تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم » |