ثمّ انظروا الى إباحتكم المعاصى وزعمكم (١) أنّها مغفورة اذا لم نعبد (٢) مع الله إلها آخر ، والى تزكيتكم أنفسكم والله يقول : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) (٣) ( انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَكَفى بِهِ إِثْماً مُبِيناً ) (٤) وانظروا كيف وكّد الله على الحكّام فقال : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً ) (٥) وانّما أمر الله أن يحكم (٦) بالعدل قوما يحسنون أن يحكموا به وهم لا يعرفونه فاذا كان أحدكم يحلّ شيئا يحرّمه صاحبه وكلا الأمرين عندكم حقّ فأين المنهىّ عنه؟! وأين المحرّم منه؟! وأين الّذي يردّ الى الله والى رسوله والى اولى الأمر؟! ولو جهد جاهد على أن يأتى باطلا فى اختلافكم ما قدر عليه اذا كان كلّه عندكم حقّا ولو لا أنّ الحقّ مخالف للباطل والعدل مخالف للجور ما عرف أحدهما من صاحبه ، وكذلك الأشياء كلّها انّما عرفت بمباينة بعضها لبعض ولو لا ذلك ما عرف حقّ من باطل ، ولا حسن من قبيح ، ولا إنسان من إنسان ولا ذكر من انثى ولا شيء من شيء.
وزعمتم أنّه لا يذكر رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ لا عند الذّبيحة ولا عند الجماع (٧) [ قيل لكم : فما بال الجماع؟ (٨) فلم يكن عندكم الاّ قبول قول الخرّاصين وقلتم : هكذا روينا عمّن كان قبلنا (٩) ] قيل لكم : فانّ الوضوء والأذان والصّلاة والمناسك وكلّ ما يتقرّب به الى الله خالصا لا يقبل منه الاّ ما كان خالصا فقد بان منكم فى قياس قولكم أن لا يذكر فى الوضوء ولا فى الأذان ولا فى الصّلاة ولا فى شيء يتقرّب به
__________________
(١) ج : « وزعمتم ».
(٢) س : « لم تعبد » ح : « لم يعبد ».
(٣ و ٤) هما آيتان ( ٤٩ و ٥٠ ) من سورة النساء.
(٥) آية ٥٨ سورة النساء.
(٦) هاتان الكلمتان لم تذكرا فى ج.
(٧) ح : « الجماعة ».
(٨) كذا ولعل الاصل قد كان : « فما بال الذبيحة والجماع؟! ».
(٩) ما بين المعقفتين ليس فى ح ج مث.