فزعمتم فى روايتكم عنه أنّه قد أقرّ على نفسه أنّه قد احتاج الى أن يقوّم ؛ والّذي يقوّمه أقوم (١) بالحقّ منه ، وأنّه لا يؤمن اذا غضب أن يؤثر (٢) بأشعار المسلمين (٣) وأبشارهم ؛ وقد قال النّبيّ (ص) فيما تروون عنه : المؤمن اذا غضب لم يخرجه غضبه من الحقّ ، واذا رضى لم يدخله رضاه فى باطل ؛ ورويتم أنتم عن أبى بكر أنّه [ قال : اذا غضبت فتجنّبونى لا أوثر (٤) بأشعاركم (٥) وأبشاركم وأىّ (٦) وقيعة أكثر من هذه فى أبى بكر ان كنتم
__________________
أقول : هذه العبارة مسلمة الصدور عند الفريقين وانما الكلام فى دلالتها فان علماء الشيعة يستدلون بها على عدم صلاحية أبى بكر للخلافة ، وعلماء العامة يجيبون عن استدلالهم ويقولون : انها لا تدل على عدم صلاحيته لها فللبحث عن مدلولها مضمار واسع ومجال فسيح فى كتب الكلام وقد أطال البحث عنه ابن أبى الحديد فى شرح نهج البلاغة بعد نقل الخطبة ( راجع ج ٤ من طبعة مصر سنة ١٣٢٩ ه ؛ ص ١٦٦ ـ ١٦٩ ) وكذا جعلها المجلسى فى ثامن البحار الطعن السادس من مطاعن أبى بكر وخاض فى بيان مرامه بالنقض والابرام ( ص ٢٦٨ ـ ٢٧٠ ) ومما قال ابن أبى الحديد فى توجيه كلام أبى بكر هذه العبارة : « وليس قوله : فاجتنبونى لا أوثر فى أشعاركم وأبشاركم محمولا على ظاهره وانما اراد به المبالغة فى وصف القوة الغضبية عنده والا فما سمعنا ولا نقل ناقل من الشيعة ولا من غير الشيعة أن أبا بكر فى ايام رسول الله (ص) ولا فى الجاهلية ولا فى أيام خلافته احتد على انسان فقام إليه فضربه بيده ومزق شعره ( الى آخر ما قال ) وأجاب عنه المجلسى فى الموضع المشار إليه من ثامن البحار بكلام طويل منه هذه الجملة ( ص ٢٧٠ ؛ س ٨ من طبعة أمين الضرب ) : « وبعد تسليم أنه لم ـ يقدم قط على جرح الابشار ونتف الاشعار نقول ( الى آخر ما قال ) » أقول : من أراد استقصاء الكلام فى ذلك المبحث فليراجع الطعن الثامن من مطاعن أبى بكر من كتاب تشييد المطاعن ( انظر المجلد الاول ص ١٢٤ ـ ١١٢ ).
(١) غير م : « أعلم ».
(٢) غير م : « ان يمثل ».
(٣) غير م : « المؤمنين ».
(٤) كذا صريحا فى جميع النسخ فما سبق نقله من نسخ غير م بلفظ « يمثل » كأنه مما تصرف فيه.
(٥) م : « فى أشعاركم ».
(٦) غير م : « فأى ».