اليهود والنّصارى فى دينهم لتركوا دينا (١) يدخل عليهم فيه مثل هذه الشّنعة (٢) وهذه الشّنعة تتّصل بمثلها من تجهيلكم النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ [ وادّعائكم استنباط ما لم يكن يعرفه (٣) ] من فروع الدّين ويحقّ (٤) الشّيعة الهرب [ ممّا أنتم مقيمون عليه (٥) ] ممّا أقررتم به من هاتين الشّنعتين (٦) اللّتين فيهما الكفر بالله (٧) عزّ وجلّ وبرسوله ـ صلىاللهعليهوآله.
[ (٨) ووقوفكم عند يزيد وبيعته واجتماع النّاس عليه وهو يزيد الفجور ويزيد الغرور (٩) وقد علمتم انّ الحسين ـ عليهالسلام ـ كان أعلم بالله وبرسوله وأتقى وأحقّ بهذا الأمر فتركتموه لا بل قتلتموه واجتمعتم على الضّالّ (١٠) الخبيث المخبث فاذا ألزمناكم الحجّة قلتم : هذا ما لا نجيبكم إليه فهل أنتم الاّ على شفا جرف من النّار لفعالكم ولو أراد لله عزّ وجلّ بكم الخير وهداكم لنصحتم أنفسكم فو الله ما الحقّ الاّ واضح بيّن منير ، وما الباطل الاّ مظلم كدر وقد عرفتم موضعه ومستقرّه الاّ أنّ الميثاق قد تقدّم فى الأظلّة بالسّعادة والشّقاوة وقد بيّن الله جلّ ذكره لنا ذلك بقوله : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي ـ آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ (١١) أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ ) (١٢) فالأمر قد سبق من الله فيكم أنّكم لا ترجعون لقوله : وان تدعهم الى الهدى
__________________
(١) مج مث ج ح س ق « لتركوا ما ».
(٢) ح : « الشنيعة ».
(٣) ما بين المعقفتين ليس فى م.
(٤) ج ح س ق مج مث : « وحق ».
(٥) فى م فقط.
(٦) ح : « من هاتين الشنيعتين ».
(٧) فى م : « بالله العظيم ».
(٨) فليعلم أن ما بين المعقفتين أعنى من قوله « ووقوفكم عند يزيد » الى قوله : « فلعل بقية الاحكام فى القرآن الذي ذهب » لا يوجد منه أثر فى نسخ ج ح س ق مج مث بل هو فى نسخة م فقط.
(٩) كذا والظاهر أنه « يزيد الخمور ».
(١٠) فى الاصل : « الضلال ».
(١١ و ١٢) آية ١٧٢ و ١٧٣ سورة الاعراف وذيل الثانية « أفتهلكنا بما فعل المبطلون ».