الكاظم عليهالسلام ومرّة في باب : من لم يروِ عنهم عليهمالسلام ، وهو لا يدلّ على التعدّد ، لأنّه رحمهالله كثيراً ما يذكر الرجل مرّتين أو أكثر لبعض الاعتبارات
ولو باختلاف أوصافه وأحواله ، كما لا يخفى على مَنْ راجع فهرسته وكتاب رجاله.
وكيف كان ،
فالتقريب فيه كالأوّل.
٣
ـ ومنها
: ما رواه رئيس
المحدّثين محمّد بن علي الصدوق في ( العيون ) بسنده المتّصل إلى تميم بن عبد الله
القرشي ، قال : ( حدّثني أبي ، عن أحمد بن علي الأنصاري ، قال : سمعت رجاء بن أبي
الضحّاك يقول : بعثني المأمون في إشخاص علي بن موسى الرضا عليهالسلام من المدينة .. ) ، ثمّ حكى جملةً وافرة من أحواله
الطاهرة ، وعبادته الوافرة ، إلى أنْ قال : ( وكان عليهالسلام يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع صلاته بالليل
والنهار ) .
أقول
: لا يخفى على
ذي فكر نقّاد وفهمٍ وقّاد ما في هذا الخبر الشريف من الدلالة على عموم جهره عليهالسلام بها في حال الائتمام والانفراد ، إلّا إنّه مختصٌّ
بالأُوليين ؛ لأنّه عليهالسلام لا يقرأ في الأخيرتين ، بل كان عمله التسبيح ؛ لقوله
فيه : ( وكان يسبّح في الأُخراوين ، يقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا
الله والله أكبر ، ثلاث مرّات ).
وفيه دلالةٌ
على أنّه عليهالسلام كان يجهر بالتسبيح ، كما لا يخفى على ذي فكر صحيح ،
إلّا أنْ يُلتزم بعدم المنافاة بين الإخفات وسماع الغير ، كما مرّ فيه الكلام ،
وأنّه غير رجيح.
وحينئذٍ ، لا
دلالة فيه على أحد الدعويين ، وإنّما الغرض من ذكره الردّ على ابن الجنيد ؛ لتخصيصه
الجهر بالإمام.
بل ربّما
يستفاد من قوله : ( وكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ) .. إلى آخره ، أنّه لو
كان يقرأ في الأخيرتين لجهر فيها بها ، ويستفاد منه ومن أمثاله أنّ السبب في عدم
__________________