( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) (١) ، قال : « خَلْقٌ أعظمُ مِنْ جبرئيل وميكائيل ، لم يكن مع أحد ممَّنْ مضى غير محمَّد صلىاللهعليهوآله وهو مع الأئمّة يسدّدهم » (٢) ومثله صحيحاه الآخران (٣) ، وما رواه [ ... (٤) ].
وفي المقام أبحاث نفيسة ذِكرها يفضي إلى الإطناب والخروج عن موضوع الكتاب.
وكما أنّ الله تعالى أرسله وجعله خاتم الأنبياء والمرسلين فكذلك شرّفه ( على ) جميع ( العالَمين ) وهو جمع ( عَالَم ) كخَاتَم وقَالَب وطَابَع ، وجمعه لاستغراق العوالم ، والألف واللام لاستغراق أفرادها ، كما يدلّ عليه قول أمير المؤمنين عليهالسلام حين سُئل عن تفسير ( رَبِّ الْعالَمِينَ ) (٥) ، فقال : « هم الجماعات من كلّ مخلوق ؛ من الجمادات والحيوانات » (٦).
واختلف في تعيين معنى ( العَالَم ) ، ففي ( القاموس ) : إنّه ( الخَلقُ كلُّه أو ما حواه بطنُ الفَلَكِ ) (٧). انتهى.
وقيل : إنّه اسم لما يُعلم به كالخاتم لما يُختم به ، فغلِّب فيما يعلم به الصانع ، وهو ما سوى الله تعالى من الجواهر والأعراض. وإنّما لم يجمع بالألف والتاء تغليباً للعقلاء ، وعلى هذا فيصير مفرده أعمّ من جمعه ؛ لأنّ مفرده ما سوى الله تعالى وجمعه مخصوص بالعقلاء.
ولا يجمع هذا الجمعَ لفظٌ على هذا الوزن غيره وغير ياسَمٍ ، كما قاله في ( القاموس ) (٨).
__________________
(١) الإسراء : ٨٥.
(٢) الإسراء : ٨٥.
(٣) الكافي ١ : ٢٧٣ / ١ ، ٣.
(٤) سقط في أصل المخطوط.
(٥) الفاتحة : ٢.
(٦) الفاتحة : ٢.
(٧) القاموس المحيط ٤ : ٢١٦ / باب الميم فصل العين.
(٨) القاموس المحيط ٤ : ٢١٦ / باب الميم فصل العين.
(٩) الكشّاف ١ : ١٠.