ومنه كما قيل ظهور الفرق عند الأصحاب بينهما بردّهم أخبار السهو وعدم تجويزه الإمامية ، عدا ما في المحكيّ عن أبي علي الطبرسي عن بعضهم من تجويزه السهو والنسيان على الأنبياء في غير ما يؤدّونه عن الله تعالى مطلقا ، ما لم يؤدّ ذلك إلى الإخلال بالعقل ، كما جوّزوا عليهم النوم والإغماء الذين هما من قبيل السهو ، ولم يردّ أحد أخبار النوم عن الصلاة ، وفي الذكرى لم أقف على رادّ لهذا الخبر من حيث توهّم القدح في العصمة ، بل عن صاحب رسالة نفي السهو وهو السيّد المرتضى التصريح بالفرق بين السهو والنوم ، بل ربما يظهر منه نفي ذلك كذلك بين الإمامية ، كما عن والد البهائي في بعض المسائل المنسوبة إليه أنّ الأصحاب تلقّوا أخبار نوم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الصلاة بالقبول.
ولا يستلزم تيقّظ قلبه عدم إحساسه الوقت في النوم ولا استواء حالتي النوم واليقظة وعدم تغيّر شيء له ولو من جهة الإدراك ، وإن ورد فيه خبر ، فهو على معنى عدم تغيّر ما في عادة الناس من نوم قلوبهم واستيلاء الخيال الاضطراري عليها وغفلتها عن شئون تلك النشأة ، فإنّ حالة النوم ولو للحجج المعصومين غير حالة اليقظة ، وإلّا لم يسترح به البدن ، وليس هو مجرّد عدم إبصار المحسوسات وعدم سماع الأصوات اللذان يحصلان في اليقظة أيضا ، بغضّ العينين وسدّ الأذنين ، بل هو تعطيل النفس عن التصرفات البدنية والإدراكات الحسّية ، وفرقهم عن غيرهم في عدم تعطّل نفوسهم القدسية عن تصرفاتها وعدم غفلتهم عن الأعمال القلبية والإدراكات العقلية دون غيرهم ، وهو معنى : ينام عينه ولا ينام قلبه.
والالتفات إلى وقت الصلاة من المدركات الحسّية ، فلا ينافي عدم نوم قلبه عدم التفاته إليه ، وإن كان على خلاف عادتهم بمشيئته سبحانه.
وما دلّ على شهود الملائكة معهم عند وقت كلّ صلاة غايته الدلالة عليه عند