وينتصرون على أعدائهم. وهذا هو تفسير قول الله تعالى : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ) (١).
فعن القمّي في تفسيره بسنده عن جميل ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال :« قلت : قول الله تبارك وتعالى : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ) ، قال : ذلك والله في الرجعة ، أما علمت أنّ أنبياء كثيرة لم ينصروا في الدنيا وقتلوا ، والأئمّة بعدهم قتلوا ولم ينصروا ، ذلك في الرجعة » (٢).
وفي رواية عنه عليهالسلام قال : « ويقبل الحسين في أصحابه الذين قتلوا معه ، ومعه سبعون نبيّاً كما بعثوا مع موسى بن عمران ... » (٣).
يستفاد من رواية الإمام الباقر عن أمير المؤمنين عليهماالسلام في تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ) (٤) أنً جميع الأنبياء سوف يحييهم الله حتّى يجاهدوا ويقاتلوا بين يدي الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، حيث قال : « إي ، ولتنصرون وصيّه ، وسينصرونه جميعاً ، وأنّ الله أخذ ميثاقي وميثاق محمّد بنصرة بعضنا لبعض ، لقد نصرت محمّداً ، وجاهدت بين يديه ، وقتلت عدوّه ، ووفيت لله بما أخذ علَيَّ من الميثاق والعهد والنصرة لمحمّد ولم ينصرني أحد من أنبياء الله ورسله ، وذلك لمّا قبضهم إليه ، وسوف ينصرونني ويكون لي ما بين مشرقها إلى مغربها ، ليبعثهم الله أحياء من آدم إلى محمّد ، كلّ نبيّ مرسل يضربون بين يدي
_________________________
(١) غافر (٤٠) : ٥١.
(٢) تفسير القمّي : ٢ / ٢٥٨.
(٣) معجم الإمام المهدي عليهالسلام : ٤ / ٨٩.
(٤) آل عمران (٣) : ٨١.