وكذلك شأن الإمام المهدي عليهالسلام ، فالنّاس يرونه ولكنّهم لا يعرفونه شخصيّاً.
قال الصادق عليهالسلام : « وأمّا سنّة من يوسف فالستر ، جعل الله بينه وبين الخلق حجاباً يرونه ولا يعرفونه » (١).
إبتلى أيّوب عليهالسلام ابتلاءً شديداً ، وخرج منها مرفوع الرأس ، وغمرته الرحمة الإلهيّة الواسعة ، وارتفعت عنه الهموم ، وكذلك الإمام المهدي عليهالسلام ، فإنّه سوف يحصل له الفرج ، ويظهر بعد ذلك الإمتحان الكبير.
قال الإمام السجّاد عليهالسلام : « وأمّا من أيّوب ، فالفرج بعد البلوى » (٢).
رجع يونس بن متي عليهالسلام إلى قومه بعدما غاب عنهم سنين طويلة ، وهو ما زال في سنّ الشباب ، وكان يظنّ النّاس أنّه أصبح شيخاً كبيراً ، والحجّة القائم عليهالسلام أيضاً سيظهر بعد غيبة طويلة لا يعرف مقدارها ، على صفة شاب في الأربعين.
قال الإمام الباقر عليهالسلام لمحمّد بن مسلم : « فأمّا شبهه من يونس ، فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر السنّ » (٣).
اختلف النّاس في نبيّ الله عيسى ، فقال قوم : إنّه لم يولد ، وقال الآخرون : إنّه مات ، وهكذا قيل أيضاً في الإمام المهدي عليهالسلام.
_________________________
(١) بحار الأنوار : ٥١ / ٢٢٤.
(٢) كمال الدين : ١ / ٣٢٢.
(٣) بحار الأنوار : ٥١ / ٢١٨.