« بسم الله الرحمن الرحيم
يا عليّ بن محمّد السُّمري ، أعظم الله أجر إخوانك فيك ، فإنّك مّيت ما بينك وبين ستّة أيّام ، فاجمع أمرك ، ولا توصِ إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامّة ، ... وسيأتي من شيعتي من يدّعي المشاهدة ، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفترٍ » (١) ، فيقول العلاّمة المجلسي : « لعلّه محمول على من يدّعي المشاهدة مع النيابة وإيصال الأخبار من جانبه عليهالسلام إلى الشيعة على مثال السفراء (٢).
ولعلّ الإمام المهدي أراد بهذه الرسالة إيقاظ الشيعة عن مؤامرات الأعداء ضدّهم ، الذين يريدون بالإسلام كيداً للتلاعب بأحكام الإسلام أو بتغيير ما ثبت بدعوى التشرّف بلقاء الإمام الحجّة الغائب عليهالسلام ، ولذلك سدّ هذا الباب حتّى لا يدّعي أحد ـ كائناً من كان ـ أنّه سفير ، ونائب خاصّ عنه عليهالسلام.
هل يمكن رؤية الإمام في عالم الرؤيا ؟
الجواب : نعم يمكن ذلك ، بل ثبت ذلك في عصر حضور النبيّ صلىاللهعليهوآله والأئمّة عليهمالسلام ؛ لأن ّ الشيطان لا يمكنه أن يتمثّل بصورة النبيّ صلىاللهعليهوآله أو أحد المعصومين كما دلّت الروايات على ذلك.
ولقد رأى بعض الصاحبة النبيّ صلىاللهعليهوآله بعد وفاته كأمير المؤمنين عليهالسلام وبلال الحبشي ، وهكذا رأى بعض أصحاب الأئمّة أئمّتهم ، وتحدّثوا بذلك ولم ينكروا ذلك عليهم.
_________________________
(١) منتهى الآمال : ٢ / ٥٠٨.
(٢) بحار الأنوار : ٥٢ / ١٥١.