روي عن الباقر عليهالسلام أنه قال لأبي بصير : « لا بدّ لصاحب هذا الأمر من عزلة ، ولا بدّ في عزلته من قوّة ، وما بثلاثين من وحشة ، ونِعم المنزل طيبة » (١).
ويستفاد من هذا الحديث أنّ الإمام المهدي يتواجد في أغلب الأوقات في المدينة المنّوره لكن في أيّ نقطة فهو غير معلوم أبداً ، فمن الممكن أنّه يدور في البلدان ومن جملتها طيبة من دون اختيار مكان ثابت له لئلا يهتدوا إلى مكانه.
وقيل : إنّه يسكن في رضوى ، وهو جبل مطلّ على الروحاء (٢) ، كما أشار إليه الإمام الصادق عليهالسلام ، فعن الطوسي عن ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن ابن معروف ، عن عبدالله بن حمدويه بن البراء ، عن ثابت ، عن إسماعيل ، عن عبدالأعلى مولى آل سام ، قال :
« خرجت مع أبي عبدالله عليهالسلام ، فلمّا نزل الروحاء نظر إلى جبلها مطلاًّ عليها ، فقال لي : ترى هذا الجبل ؟ هذا جبل يدعى رضوى من جبال فارس أحبّنا فنقله الله إلينا ، أما إنّ فيه كلّ شجر مطعم ، ونعم أمانَ للخائف ( مرّتين ) أما إنّ لصاحب هذا الأمر فيه غيبتين واحدة قصيرة ، والاُخرى طويلة » (٣).
_________________________
(١) بحار الأنوار : ٥٢ / ١٥٣.
(٢) بين مكّة والمدينة على نحو أربعين ميلاً من المدينة ، وهو الموضع الذي نزل به تبع حين رجع من قتال أهل المدينة يريد مكّة ، فأقام بها وأراح فسمّاها الروحاء ـ معجم البلدان : ٤ / ٢٣٦.
(٣) كتاب الغيبة : ١٠٣.