باب ما أوله العين
( عجز )
قوله تعالى : ( وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ) [ ٢٩ / ٢٢ ] الإِعْجَازُ : أن يأتي الإنسان بشيء يعجز خصمه ويقصر دونه. قوله تعالى : ( غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ ) [ ٩ / ٢ ] أي لا يفوتونه وإن أمهلهم. قوله : لِيُعْجِزَهُ [ ٣٥ / ٤٤ ] أي ليسبقه ويفوته. قوله تعالى : ( مُعاجِزِينَ ) [ ٢٢ / ٥١ ] أي يعاجزون الأنبياء وأولياء الله ويقاتلونهم ويمانعونهم ليصيروهم إلى العجز عن أمر الله تعالى. قوله : ( أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ ) [ ٦٩ / ٧ ] أي أصول نخل بالية. قوله : ( أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ) [ ٥٤ / ٢٠ ] أي أصول نخل منقطع.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « وَلَنَا حَقٌّ إِنْ نُعْطَهُ نَأْخُذْهُ ، وَإِنْ نُمْنَعْهُ نَرْكَبْ أَعْجَازَ الْإِبِلِ وَإِنْ طَالَ السُّرَى » (١).
قال بعض المتبحرين : هذا الكلام من لطيف كلامه وفصيحه ، ومعناه إن لم نعط حقنا كنا أذلاء ، وذلك لأن الرديف يركب عجز البعير كالعبد والأسير ومن يجري مجراهما ، ووجه آخر وهو أن الركوب على أعجاز الإبل شاق ، أي إن منعنا حقنا ركبنا مركب المشقة صابرين عليها وإن طال الأمد. وعَجُزُ كل شيء : مؤخره. والعَجُزُ من الرجل والمرأة : ما بين الوركين ، وهي مؤنثة ، والعَجِيزَة للمرأة خاصة ، وبنو تميم يذكرون ، ونقل فيها أربع لغات فتح العين وضمها ومع كل واحد ضم الجيم وسكونها ، والأفصح وزان رجل ، والجمع أَعْجَاز. وعَجِزَ الإنسانُ عَجَزاً من باب تعب : عظم عجزه.
__________________
(١) نهج البلاغة ج ٣ ص ١٥٥ مع بعض اختلاف يسير في الألفاظ.