باب ما أوله القاف
( قبض )
قوله تعالى : ( فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ ) [ ٢٠ / ٩٦ ] أي أخذت ملء كف من تراب موطىء فرس الرسول ـ يعني جبرئيل. قوله : ( يَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ) [ ٩ / ٦٧ ] أي يمسكونها عن الصدقة والخير. قوله : ( يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ ) [ ٢ / ٢٤٥ ] أي يضيق على قوم ويوسع على قوم. قوله : ( ثُمَ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً ) [ ٢٥ / ٤٦ ] يريد به الظل المنبسط ، ومعنى قَبَضَهُ إليه أنه ينسخه بوجود الشمس ( قَبْضاً يَسِيراً ) أي على مهل ، أي شيئا بعد شيء ، وفي ذلك منافع غير محصورة ، ولو قَبَضَهُ دفعة واحدة لتعطل أكثر منافع الناس بالظل والشمس جميعا. قوله : ( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ) [ ٦٧ / ١٩ ] أي باسطات أجنحتهن وقابضاتها. قوله : ( وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ ) [ ٣٩ / ٦٧ ] أي في ملكه ، مثل قولهم « قد صار الشيء في قَبْضَتِكَ » أي في ملكك. وقَبَضْتُ الشيءَ قَبْضاً : أخذته. و « القَابِضُ » من أسمائه تعالى ، وهو الذي يمسك الرزق وغيره من الأشياء عن العباد بلطفه وحكمته ، ويقبض الأرواح عند الممات والباسط القابض والقَابِضُ هو من أسمائه تعالى ، وهو الذي يوسع الرزق على عباده ، ويحسن القران بين هذين الاسمين ، فيقال القَابِضُ الباسطُ ، وكذلك كل اسمين يردان موردهما مثل الخافض الرافع والمعز المذل والضار النافع ، فإن ذلك أنبأ للقدرة وأدل على الحكمة. وقَبَضَ اللهُ الرزق قَبْضاً من باب ضرب : خلاف بسط. ويَقْبِضُ الله الأرض ، ويَقْبِضُ السماءَ : أي يجمعهما.