ولو لم يكن لأهلك سواك لكان الله قدكثرهم.
ثم نهض. فقام ابن عباس وأنصرف ) (١).
( إنّما المعيب من يطلب ما ليس له )
( أقبل معاوية ذات يوم على بني هاشم ، فقال : يا بني هاشم ألا تحدثوني عن إدعائكم الخلافة دون قريش بم تكون لكم؟ أبالرضا بكم؟ أم بالإجتماع عليكم دون القرابة؟ أم بالقرابة دون الجماعة؟ أم بهما جميعاً؟ فإن كان هذا الأمر بالرضا والجماعة دون القرابة فلا أرى القرابة أثبتت حقاً ولا أسسّت ملكاً ، وإن كان بالقرابة دون الجماعة والرضا ، فما منع العباس عم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ووارثه وساقي الحجيج وضامن الأيتام أن يطلبها وقد ضمن له أبو سفيان بن عبد مناف ، وإن كانت الخلافة بالرضا والجماعة والقرابة جميعاً ، فإنّ القرابة خصلة من خصال الإمامة لا تكون الإمامة بها وحدها ، وأنتم تدّعون بها وحدها. ولكنّا نقول أحق قريش بها من بسط الناس أيديهم إليه بالبيعة عليها ، ونقلوا أقدامهم إليه للرغبة ، وطارت إليه أهواؤهم للثقة ، وقاتل عنها ( عليها ـ خ ل ـ ) بحقها فأدركها من وجهها ، إنّ أمركم لأمر تضيق به الصدور إذا سئلتم عمن إجتمع عليه من غيركم ، قلتم حق ، فإن كانوا اجتمعوا على حق فقد أخرجكم الحق من
____________________
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦ / ٢٩٥.