دسّ. تفضحه مواقفه في الجمل وصفين ضدّ المطالبين بدم عثمان فيما يزعمون ، ثمّ محاوراته مع معاوية وعمرو بن العاص وقد مرّت بما فيها في جرأة وشجاعة ، فراجع.
لمّا فشل ولاة معاوية ـ مروان وسعيد بن العاص ـ في حمل الناس بالمدينة على بيعة يزيد ، رغم الترهيب والترغيب ، والذي أقلق معاوية إمتناع النفر الذين ينظر الناس إليهم على أنّهم أهل الحلّ والعقد ، وهم أولى بالبيعة لهم من يزيد ، وفي مقدمتهم بنو هاشم وعلى رأسهم الإمام الحسين عليه السلام ، ثمّ العبادلة وفي مقدمتهم عبد الله بن عباس.
ولمّا وافته جوابات الكتب تحمل النذير بخلاف شرّ مستطير ، قرّر أن يذهب بنفسه إلى المدينة ، ويأخذ البيعة لابنه قهراً وقسراً ، ويبدو من حديث ابن قتيبة وابن أعثم أنّه هيّأ الأجواء لاستقباله عن طريق واليه ورجاله ، قال : ( فقدم معاوية المدينة حاجاً ، فلمّا أن دنا من المدينة خرج إليه الناس يتلقونه ما بين راكب وماشي ...
قال : حتى إذا كان بالجرف ـ موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام ـ لقيه الحسين بن عليّ وعبد الله بن عباس.
فقال معاوية : مرحباً بابن بنت رسول الله وابن صنو نبيّه ، ثمّ انحرف إلى الناس ، فقال : هذان شيخا بني عبد مناف ، وأقبل عليهما بوجهه وحديثه ، فرحّب وقرّب ، فجعل يواجه هذا مرّة ويضاحك هذا أخرى ، حتى