فقال عثمان : فما منعك أن تشير عليَّ بهذا قبل أن أفعل ما فعلت؟
فقال ابن عباس باستغراب وتعجب من عثمان : وما علميَ بأنّك تفعل ذلك قبل أن تفعل.
فقال عثمان : فهب لي صمتاً حتى ترى رأيي ) (١).
أخرج ابن عساكر في تاريخه في ترجمة عثمان :
( أنّ عثمان بعث إلى ابن عباس وهو محصور ، فأتاه وعنده مروان بن الحكم.
فقال عثمان : يابن عباس أما ترى إلى ابن عمك ، كان هذا الأمر في بني تيم وعدي فرضي وسلّم ، حتى إذا صار الأمر إلى ابن عمه بغانا الغوائل.
قال ابن عباس : فقلت له : إنّ ابن عمك والله ما زال عن الحق ولا يزول ، ولو أنّ حسناً وحسيناً بغيا في دين الله الغوائل لجاهدهما في الله حق جهاده ، ولو كنت كأبي بكر وعمر لكان لك كما كان لهما ، بل كان لك أفضل لقرابتك ورحمك وسنّك ، ولكنك ركبت الأمر وهاباه.
قال ابن عباس : فأعترضني مروان ، فقال : دعنا من تخطئتك يابن
____________________
(١) الإمامة والسياسة لابن قتيبة ١ / ٢٩ ـ ٣٠ مطبعة الأمة ١٩٢٨ هـ ، وقد مرّ سابقاّ في الحلقة الأولى من هذه الموسوعة ٢ / ٣٤٠.