المحدث التقي عبد الله بن عباس وهو ابن عم النبيّ محمد ( u ) وعليّ بن أبي طالب ، وبما أنّه استجاز أن يبيع نفسه لمعاوية فقد ظل على صِلات حسنة بالأمويين مذمذماً عليهم في الستر ) (١)!!
وهذه بعض جنايات المستشرقين سيأتي الكلام عليها في الحلقة الرابعة في ( ابن عباس في الميزان ).
بالرغم ممّا كان يجد ابن عباس في نفسه على معاوية ، لم يكن يمنعه ذلك من إسداء النصائح الكافية ، فالدين النصيحة ، وحبر الأمة من حماة الدين ، ومعاوية خارج على الشرعية بكلّ معنى الكلمة ، وما أكثر موبقاته ، وهو مع ذلك ينافق فيتظاهر بالخوف من النار.
وإلى القارئ شواهد على نصائح ابن عباس له :
روى الغزالي في كتابه ( مقامات العلماء بين يدي الخلفاء والأمراء ) : ( قال معاوية ذات يوم وعنده عبد الله بن عباس : أمّا إنّ نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم لم تخلق الدنيا له ، ولم يخلق لها ، وأمّا أبو بكر فلم يردها ولم ترده ، وأمّا عمر فأرادته ولم يردها ، وأمّا عثمان فنالت منه ونال منها ، وأمّا أنا فمالت بي وملت بها ، وتلطمت في أمواجها ، فأي أمر تعلمون غداً إذا لم يكن المصير
____________________
(١) الدولة العربية وسقوطها ، ولهاوزن ترجمة الدكتور يوسف العش / ٣٩٦ الهامش ط الجامعة السورية.