قال عكرمة : وكان ابن عباس (رضي الله عنه) يحدث فيقول : أمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عليّا (عليه السلام) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين » (١).
أقول : لقد أخرج هذه الخطبة ـ كلاً أو بعضاً ـ كثير من الأعلام بدءاً من فرات ابن إبراهيم (المعاصر للإمام الرضا (عليه السلام) المتوفى سنة ٢٠٣ هـ) فقد رواها بسنده كما مر ، ثمّ رواها نصر بن مزاحم المتوفى سنة ٢١٢ في كتابه وقعة صفين كما حكاها عنه ابن أبي الحديد (٢) وإن خلت النسخة المطبوعة من كتاب صفين عن ذلك ، ورواها الجاحظ المتوفى سنة ٢٥٥ هـ (٣) ، ورواها ابن قتيبة المتوفى سنة ٢٧٦ هـ (٤) ، والمسعودي المتوفى سنة ٣٤٦ هـ في مروج الذهب (٥) ، والشريف الرضي المتوفى سنة ٤٠٦ هـ (٦) ، والقاضي القضاعي المتوفى سنة ٤٥٤ هـ (٧) ، والبيهقي المتوفى سنة ٤٥٨ هـ (٨) ، والزمخشري المتوفى سنة ٥٣٨ هـ (٩) ، وابن عساكر المتوفى سنة ٥٧ هـ (١٠) ، والطبري الإمامي من علماء القرن السادس (١١) ، والمتقي الهندي (١٢) ، وغير هؤلاء من المتأخرين عنهم ، فجميع الذين ذكروا الخطبة بتمامها مروية عن ابن عباس (رضي الله عنه) وروايته لها
____________
(١) بشارة المصطفى لشيعة المرتضى / ١٧٢ ط الحيدرية.
(٢) شرح النهج ١ / ٤٨٣ ط مصر الأولى.
(٣) البيان والتبيين ٢ / ٢٤.
(٤) عيون الأخبار ١ / ١١٠ ط.
(٥) مروج الذهب ٢ / ٣٨٩.
(٦) نهج البلاغة المختار / ٦٤.
(٧) دستور معالم الحكم / ١٢٤.
(٨) المحاسن والمساوي / ٤٥.
(٩) الفائق مادة (زنن) و (نتر) وغيرهما.
(١٠) تاريخ دمشق (ترجمة الإمام) ٣ / ١٤٥ ـ ١٥٠.
(١١) بشارة المصطفى / ١٧٢.
(١٢) كنز العمال ١١ / ٣٣٨ ط حيدر آباد الثانية.