ليبك على ملحان ضيف مدقّع |
|
وأرملة تزجى مع الليل أرملا (١) |
قال أبو حنيفة في الأ خبار الطوال : « وخرج يوماً ذو الكلاع في أربعة آلاف فارسي من أهل الشام قد تبايعوا على الموت ، فحملوا على ربيعة ، وكانوا في ميسرة عليّ ، وعليهم عبد الله بن عباس ، فتصدعت جموع ربيعة ، فناداهم خالد ابن المعمّر ـ وهو أحد رؤساء الأخماس من البصرة ـ : يا معشر ربيعة أسخطتم الله ، فثابوا إليه فاشتد القتال حتى كثرت القتلى ، ونادى عبيد الله بن عمر : انا الطيب ابن الطيب ، فسمعه عمار فناداه : بل أنت الخبيث ابن الطيّب.
فاقتتلوا بين الصفين ، وعبيد الله أمامهم يضرب بسيفه ، فحمل عليه حُريث ابن جابر الحنفي فطعنه في لبّته فقتله » (٢).
وقال أيضاً : « وخرج ذو الكلاع في كتيبة من أهل الشام من عك ولخم ، فخرج إليه عبد الله بن عباس في ربيعة فالتقوا ، ونادى رجل من مذحج العراق : يا آل مذحج خدّموا (٣) فاعترضت مذحج عكاً يضربون سوقهم بالسيوف فيبركون ، فنادى ذو الكلاع : يا آل عك بروكاً كبروك الإبل ، وحمل رجل من بكر بن وائل يسمّى خندفا على ذي الكلاع فضربه بالسيف على عاتقه ، فقدّ الدرع وفرى عاتقه
____________
(١) أنساب الأشراف (ترجمة الإمام) ٢ / ٣٠٥.
(٢) الأخبار الطوال / ١٧٨.
(٣) خدّموا أي اضربوا السُوق ، والتخديم ضرب مكان الخلخال من الرجل. وقد وهم محقق كتاب الأخبار الطوال طبع وزارة الثقافة والارشاد القومي ـ الاقليم الجنوبي ـ الإدارة العامة. حيث ذكر النص (خذموا) بالذال المعجمة وعلق في الهامش بقوله : في الاصل خدموا والصواب : خذموا أي أسرعوا في السير. وهذا مبلغ علمه فلا غرابة لكن الأغرب مراجعة الدكتور جمال الدين الشيال للكتاب ولم يلتفت إلى خطأ ذلك.