« وولى زياداً الخراج وبيت المال ، وأمر ابن عباس أن يسمع منه ويطيع ، وكان زياد معتزلاً » (١).
قال الشيخ المفيد في كتاب الجمل : « وروى أبو مخنف لوط بن يحيى قال : لمّا استعمل أمير المؤمنين عبد الله بن العباس على البصرة ، خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على النبيّ ثمّ قال : (معاشر الناس قد استخلفت عليكم عبد الله بن العباس فاسمعوا له ، وأطيعوا أمره ما أطاع الله ورسوله ، فإن أحدث فيكم ، أو زاغ عن الحقّ فاعلموا أنّي أعزله عنكم ، فإنّي أرجو أن أجده عفيفاً تقياً ورعا ، وإني لم أولّه عليكم إلاّ وأنا أظن ذلك به ، غفر الله لنا ولكم) » (٢).
وهذه أوّل ولاية في تاريخ الخلافة الإسلامية يقوم فيها الخليفة فيعلن بنفسه أمر الاستخلاف على المسلمين! إذ لم يُعهد مثل ذلك من قبل حتى من الإمام يوم استخلف سهل بن حنيف على المدينة وهو يريد الخروج إلى ملاحقة الناكثين ، كما لم تتكرر ثانية منه (عليه السلام) ، فإنّه حينما استقرّ في الكوفة ، ثمّ أراد الخروج إلى صفين واستعمل على الكوفة أبا مسعود الأنصاري ، لم يذكر لنا التاريخ صعوده المنبر وإعلان استخلاف الوالي بمكانه.
____________
(١) الكامل في التاريخ ٣ / ١١٠ ط بولاق بمصر ، وقارن البداية والنهاية لابن كثير ٧ / ٢٤٥ ط السعادة بمصر.
(٢) كتاب الجمل / ٢٠٨ ط الحيدرية سنة ١٣٦٨ هـ.