قال صاحب الحدائق الوردية : « ولمّا انقضى ـ كذا ـ حرب الجمل بالفتح المبين لأمير المؤمنين ، وبلغ إلى معاوية ذلك كتب إلى عليّ (عليه السلام).
بسم الله الرحمن الرحيم ، لعليّ بن أبي طالب من معاوية بن أبي سفيان سلام عليك فإنّي أحمد إليك الله الّذي لا إله إلاّ هو ، أمّا بعد : فوالله ما بقي أحد أحبّ أن يكون هذا الأمر إليه منك ، ولقد عرفتَ رأي أبي قبل ، لقد جاءك يوم توفى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يدعوك إلى البيعة ، فأنا على ذلك اليوم أسرع إن أعطيتني النَصَفَ ، وتحاملتَ على نفسك لقرابتي إن استعملتني على الشام ، وأعطيتني ما أثلج به لا تنزلني عنه ، بايعتُ لك ومَن قِبَلي ، وكنا اعوانك ، فقد رأيت عمر قد ولاّني فلم يجد عليّ ، وإن لم تفعل فوالله لأجلبنّ عليك خمسين ألف حصان قارح في غير ذلك من الخيل.
فلمّا قرأ عليّ (عليه السلام) الكتاب استشار فيه عبد الله بن عباس والحسن بن عليّ وعمّار بن ياسر رجلاً رجلاً.
فقال عمّار : والله ما أرى أن تستعمله على الزرقاء ، وإنّما فيها خمسة أنفس.
فقال عليّ : أطو ذلك.
ثمّ دعا الحسن وابن عباس ، فقالا : قد كنّا أشرنا عليك أن تقرّه على عمله ، ولا تحرّكه ، حتى إذا بايع الناس أخذت ما أردت وأقررته إن رأيته أهلاً لذلك » (١).
____________
(١) الحدائق الوردية / ٣٥ نسخة مخطوطة بمكتبة الإمام كاشف الغطاء. وقد طبع الكتاب أخيراً في صنعاء بتحقيق د. المرتضى بن زيد المحطوري الحسني سنة ١٤٢٣ والخبر في ١ / ٦٦ وأشار في الهامش إلى أنّه في المصابيح / ٣٠٨.