قَصِيراً وَكَانَ ذلِكَ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بِثَلَاثِينَ سَنَةً (١) ، فَأَرَادَتْ قُرَيْشٌ أَنْ يَهْدِمُوا الْكَعْبَةَ وَيَبْنُوهَا ، وَيَزِيدُوا فِي عَرْصَتِهَا (٢) ، ثُمَّ أَشْفَقُوا مِنْ ذلِكَ ، وَخَافُوا إِنْ وَضَعُوا فِيهَا الْمَعَاوِلَ (٣) أَنْ تَنْزِلَ (٤) عَلَيْهِمْ عُقُوبَةٌ ، فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ : دَعُونِي أَبْدَأُ ، فَإِنْ كَانَ لِلّهِ (٥) رِضىً لَمْ يُصِبْنِي شَيْءٌ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذلِكَ كَفَفْنَا (٦) ، فَصَعِدَ (٧) عَلَى الْكَعْبَةِ ، وَحَرَّكَ مِنْهَا (٨) حَجَراً ، فَخَرَجَتْ عَلَيْهِ حَيَّةٌ ، وَانْكَسَفَتِ الشَّمْسُ ، فَلَمَّا رَأَوْا ذلِكَ بَكَوْا وَتَضَرَّعُوا (٩) ، وَقَالُوا : اللهُمَّ إِنَّا لَانُرِيدُ إِلاَّ الْإِصْلَاحَ (١٠) ، فَغَابَتْ عَنْهُمُ الْحَيَّةُ ، فَهَدَمُوهُ وَنَحَّوْا حِجَارَتَهُ حَوْلَهُ حَتّى بَلَغُوا الْقَوَاعِدَ الَّتِي وَضَعَهَا إِبْرَاهِيمُ عليهالسلام ، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَزِيدُوا فِي عَرْصَتِهِ (١١) وَحَرَّكُوا الْقَوَاعِدَ الَّتِي وَضَعَهَا إِبْرَاهِيمُ عليهالسلام ، أَصَابَتْهُمْ زَلْزَلَةٌ شَدِيدَةٌ وَظُلْمَةٌ ، فَكَفُّوا عَنْهُ (١٢)
__________________
(١) في مرآة العقول ، ج ١٧ ، ص ٥٧ : « قوله عليهالسلام : بثلاثين سنة ، هذا مخالف لما هو المشهور بين أرباب السير أنّ هذا البناء للكعبة كان في خمس وثلاثين من مولده صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيكون قبل البعثة بخمس سنين ، وحمله على أنّ عمره في ذلك الوقت كان ثلاثين سنة بعيد ».
وقال المحقّق الشعراني في هامش الوافي : « قوله : بثلاثين سنة ، وهم فيه الراوي قطعاً ؛ لأنّ ثلاثين سنة قبل المبعث كان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ابن عشر سنين ، واتّفقت الأخبار على أنّه كان صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد ثلاثين من عمره ، وصرّح ابن إسحاق بأنّه كان بلغ خمسة وثلاثين ».
(٢) في « ى ، بس » وحاشية « جن » والوافي والوسائل : « عرضها ».
(٣) في « ظ ، جد » : « المعول ». و « المَعاوِل » : جمع المِعْول ، وهو الفأس العظيمة التي يُنْقَربها الصخر. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٧٨ ( عول ).
(٤) في « بس » والوافي والوسائل : « أن ينزل ».
(٥) في « بس » : + « فيه ».
(٦) في « بح ، بف » وحاشية « بث ، جن » والوافي والبحار : « كففت ».
(٧) في الوسائل : « وصعد ».
(٨) هكذا في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد » والوافي والبحار. وفي « ى ، جن » والمطبوع والوسائل : « منه ».
(٩) في الوافي : « وصرخوا ».
(١٠) في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بف ، جن » والوافي والبحار : « الصلاح ».
(١١) في « بس ، جن » : « عرصتها ». وفي « ى ، بف » والوافي والوسائل : « عرضه ».
(١٢) في « بس » : ـ « عنه ».