محمد أو مات لننزعنها من أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم أبدا وأراد الله عز وجل أن يعلم نبيه صلىاللهعليهوآله الذي أخفوا في صدورهم وأسروا به فقال في كتابه عز وجل : « أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ » (١) يقول لو شئت حبست عنك الوحي فلم تكلم بفضل أهل بيتك ولا بمودتهم وقد قال الله عز وجل : « وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ » يقول الحق لأهل بيتك الولاية : « إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ » (٢) ويقول بما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك والظلم بعدك وهو قول الله عز وجل : « وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ » (٣) وفي قوله عز وجل : « وَالنَّجْمِ إِذا هَوى » قال أقسم بقبض محمد إذا قبض : « ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ » بتفضيله أهل بيته : « وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى »
______________________________________________________
قوله عليهالسلام « حبست » أي الختم على القلب كناية عن حبس الوحي الدالة على الولاية.
قوله عليهالسلام : « يقول الحق » أي يعني الله بالحق الولاية.
قوله عليهالسلام : « يقول بما القوة » تفسير لقوله : « بِذاتِ الصُّدُورِ ».
قوله عليهالسلام : « وهو قول الله وَأَسَرُّوا النَّجْوى » أي نزلت في شأن هؤلاء المنافقين المنكرين ، لكون إمامة أمير المؤمنين من عند رب العالمين « الذين عاهدوا وتعاقدوا » أن لا يرد الأمر إلى علي عليهالسلام وهذه كانت نجواهم وظلمهم ، وقالوا : ليس علي عليهالسلام إلا بشر مثلكم ، وما أتى به محمد صلىاللهعليهوآله في أمره سحر ، فتقبلون السحر وأنتم تعلمون أنه سحر.
قوله عليهالسلام : « أقسم بقبر محمد صلىاللهعليهوآله » أي المراد بالنجم : الرسول صلىاللهعليهوآله كما ورد أخبار كثيرة في تفسير قوله تعالى : « وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ » (٤) أن المراد بالعلامات الأئمة والنجم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والمراد بهوايته. أي سقوطه وهبوطه وغروبه ، أو صعوده موته صلىاللهعليهوآله وغيبته في التراب ، أو صعود روحه المقدسة إلى
__________________
(١) سورة الشورى : ٢٤.
(٢) سورة الشورى : ٢٤.
(٣) سورة الأنبياء : ٣.
(٤) سورة النحل : ١٦.