صلىاللهعليهوآله لما نزل قديد قال لعلي عليهالسلام يا علي إني سألت ربي أن يوالي بيني وبينك ففعل وسألت ربي أن يواخي بيني وبينك ففعل وسألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل فقال رجلان من قريش والله لصاع من تمر في شن بال أحب إلينا مما سأل محمد ربه فهلا سأل ربه ملكا يعضده على عدوه أو كنزا يستغني به عن فاقته والله ما دعاه إلى حق ولا باطل إلا أجابه إليه فأنزل الله سبحانه وتعالى : « فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ » إلى آخر الآية.
٥٧٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان قال سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن قول الله عز وجل : « وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ » (١) فقال كانوا « أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ » ليتخذ عليهم الحجة
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : « لما نزل قديد » هو ـ كزبير ـ اسم واد وموضع ، والشن : بالفتح ـ القربة البالية.
قوله عليهالسلام : « والله ما دعاه » أي إنما سأل هذه المنازل لعلي عليهالسلام لوفور محبته له ، وسبب ذلك كثرة انقياده له في كل ما دعاه إليه ، فلذا يفتري فيه هذه الأشياء.
الحديث الثالث والسبعون والخمسمائة : حسن.
ورواه الصدوق في العلل بسند صحيح (٢) قوله عليهالسلام : « كانوا أمة واحدة » ذكر المفسرون أن المراد بجعلهم أمة واحدة ، جبرهم على الإسلام ليكونوا جميعا مسلمين (٣) ، وظاهر الخبر أن المراد أنهم كانوا جميعا على الشرك والضلالة ولو شاء لتركهم كذلك ولكن بعث الله النبيين ليتخذ عليهم الحجة ، فأسلم بعضهم فلذا صاروا مختلفين ، ويحتمل أن
__________________
(١) سورة هود : ١١٨ ـ ١١٩.
(٢) علل الشرائع : ج ١ ص ١٠.
(٣) مجمع البيان : ج ٥ ص ٢٠٣.