.................................................................................................
______________________________________________________
ورأيت علما من سندس على قضيب من ياقوت قد ضرب بين السماء والأرض ، ورأيت نورا يسطع من رأسه حتى بلغ السماء ، ورأيت قصور الشامات كأنها شعلة نار نورا ، ورأيت حولي من القطاة أمرا عظيما ، وقد نشرت أجنحتها حولي ورأيت شعيرة الأسدية قد مرت ، وهي تقول آمنة ما لقيت الكهان والأصنام من ولدك ، ورأيت رجلا شابا من أتم الناس طولا ، وأشدهم بياضا وأحسنهم ثيابا ما ظننته إلا عبد المطلب قد دنا مني ، فأخذ المولود فتفل في فيه ومعه طست من ذهب مضروب بالزمرد ، ومشط من ذهب فشق بطنه شقا ، ثم أخرج صرة من حريرة خضراء ففتحها فإذا فيها كالذريرة البيضاء ، فحشاه ثم رده إلى ما كان ومسح على بطنه واستنطقه فنطق فلم أفهم ما قال ، إلا أنه قال : في أمان الله وحفظه وكلاءته قد حشوت قلبك إيمانا وعلما وحلما ويقينا وعقلا وشجاعة ، أنت خير البشر ، طوبى لمن اتبعك ، وويل لمن تخلف عنك ، ثم أخرج صرة أخرى من حريرة بيضاء ففتحها فإذا فيها خاتم ، فضرب على كتفيه ، ثم قال أمرني ربي أن أنفخ فيك من روح القدس فنفخ فيه وألبسه قميصا ، وقال : هذا أمانك من آفات الدنيا ، فهذا ما رأيت يا عباس بعيني ، قال العباس : وأنا يومئذ أقرء فكشفت عن ثوبه ، فإذا خاتم النبوة بين كتفيه فلم أزل أكتم شأنه ونسيت الحديث فلم أذكره إلى يوم إسلامي حتى ذكرني رسول الله صلىاللهعليهوآله (١).
وروى أيضا في أماليه عن علي بن أحمد البرقي عن أبيه ، عن جده أحمد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : كان إبليس لعنه الله يخترق السماوات السبع ، فلما ولد عيسى عليهالسلام حجب عن ثلاث سماوات. وكان يخترق أربع سماوات فلما ولد رسول الله صلىاللهعليهوآله حجب عن السبع
__________________
(١) أمالي الصدوق : المجلس الخامس والأربعون ح ٢. وإكمال الدين ح ١ ص ١٧٥.