وعصاي ثم خرج على رجليه يريد مكة ليعلم خبر الذئب وما أتاه به حتى بلغ مكة فدخلها في ساعة حارة وقد تعب ونصب فأتى زمزم وقد عطش فاغترف دلوا فخرج لبن فقال في نفسه هذا والله يدلني على أن ما خبرني الذئب وما جئت له حق فشرب وجاء إلى جانب من جوانب المسجد فإذا حلقة من قريش فجلس إليهم فرآهم يشتمون
______________________________________________________
عيدنا رأيناه معلقا فلا تقرب ذلك المكان ، فإنك إن قربته قتلك أبوك.
قال : فجاهدتها حتى جن الليل ونام أبي وأمي فقمت وأخذت الكتاب ، فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهد من الله إلى آدم أنه خالق من صلبه نبيا يقال له محمد يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن عبادة الأوثان ، يا روزبه ائت وصي عيسى وآمن واترك المجوسية ، قال : فصعقت صعقة وزادني شدة ، قال : فعلم أبي وأمي بذلك فأخذوني وجعلوني في بئر عميقة ، وقالوا لي : إن رجعت وإلا قتلناك فقلت لهم : افعلوا بي ما شئتم ، حب محمد لا يذهب من صدري.
قال سلمان : والله ما كنت أعرف العربية قبل قراءتي الكتاب ، ولقد فهمني الله العربية من ذلك اليوم ، قال : فبقيت في البئر فجعلوا ينزلون إلى قرصا صغارا فلما طال أمري رفعت يدي إلى السماء وقلت يا رب إنك حببت محمدا ووصيه إلى فبحق وسيلته عجل فرجي وأرحني مما أنا فيه ، فأتاني آت عليه ثياب بياض قال قم يا روزبه ، فأخذ بيدي وأتى بي الصومعة ، فأنشأت أقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله ، وأن محمدا حبيب الله ، فأشرف على الديراني فقال لي : أنت روزبه؟ فقلت : نعم ، فقال : اصعد فصعدت إليه وخدمته حولين كاملين.
فلما حضرته الوفاة ، قال : إني ميت فقلت له : فعلى من تخلفني؟ فقال : لا أعرف أحدا يقول بمقالتي إلا راهبا بالأنطاكية ، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام وادفع إليه هذا اللوح ، وناولني لوحا فلما مات غسلته وكفنته ودفنته ، وأخذت اللوح وصرت به إلى أنطاكية ، وأتيت الصومعة وأنشأت أقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله ، فأشرف على الديراني فقال لي : أنت روزبه؟