قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مرآة العقول [ ج ٢٦ ]

307/632
*

منهم ليفتدي بجميع ماله ويطلب النجاة لنفسه فلا يصل إلى شيء من ذلك وقد أخرجونا وشيعتنا من حقنا ذلك بلا عذر ولا حق ولا حجة.

قلت قوله عز وجل : « هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ » (١) قال إما

______________________________________________________

يؤخذ باسم الخراج أو المقاسمة أو الخمس أو الضريبة حرام على آخذيه ، ولو قد ظهر الحق لقد باع الرجل نفسه العزيزة عليه فيمن لا يريد ـ بالراء بدون نقطة ـ وفي ذكر « لا » هنا مبالغة لطيفة ، وفي اختيار لفظ ـ بيع ـ من باب التفعيل على باع مبالغة أخرى لطيفة انتهى.

أقول : لعله قرأ « الكريمة » بالنصب ليكون مفعولا لبيع وجعل « نفسه » عطف بيان للكريمة ، أو بدلا عنها ، والأظهر أن يقرأ « بيع » على بناء المجهول ، فالرجل مرفوع به و « الكريمة عليه نفسه » صفة للرجل أي يبيع الإمام ـ أو من يأذن له الإمام من أصحاب الخمس والخراج والغنائم ـ المخالف الذي تولد من هذه الأموال مع كونه عزيزا في نفسه كريما ، وفي سوق المزاد ، ولا يزيد أحد على ثمنه لهوانه وحقارته عندهم ، هذا إذا قرئ بالزاء المعجمة كما في أكثر النسخ ، وبالمهملة أيضا يؤول إلى هذا المعنى.

قوله عليه‌السلام : « ليفتدي بجميع ماله » أي ليفك من قيد الرقية ، فلا يتيسر له ذلك ، إذ لا يقبل الإمام منه ذلك.

قوله تعالى : « هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا » أي تنتظرون « إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ » أي إلا إحدى العاقبتين اللتين كل منهما حسنى العواقب ، وذكر المفسرون أن المراد النصرة والشهادة ، ولعل الخبر محمول على أن ظاهر الآية متوجه إلى هؤلاء وباطنها متوجه إلى الشيعة في زمان عدم استيلاء الحق ، فإنهم أيضا بين إحدى الحسنيين إما موت على دين الحق وفي طاعة الله ، أو إدراك ظهور إمام.

ويحتمل أن يكون المراد أن نظير مورد الآية وشبيهه جار في حال الشيعة

__________________

(١) سورة التوبة : ٥٢.