الديار وغيروا آثار رسول الله صلىاللهعليهوآله ورغبوا عن أحكامه وبعدوا من أنواره واستبدلوا بمستخلفه بديلا « اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ » وزعموا أن من اختاروا من آل أبي قحافة أولى بمقام رسول الله صلىاللهعليهوآله ممن اختار رسول الله صلىاللهعليهوآله لمقامه وأن مهاجر آل أبي قحافة خير من المهاجري الأنصاري الرباني ناموس هاشم بن عبد مناف ألا وإن أول شهادة زور وقعت في
______________________________________________________
كناية عن منع إتيان الناس إلى باب بيته ورجوعهم إلى أهل بيته.
قوله عليهالسلام : « وفلوا » بالفاء واللام المشددة أي كسروا إشارة إلى ما فعله قنفذ بأمر عمر أو كناية عن السعي في تزلزل بنيانهم ، وبذل الجهد في خذلانهم وفي بعض النسخ بالقاف أي أبغضوا داره وأظهروا عداوة صاحب البيت.
قوله عليهالسلام : « وبعدوا » من أنواره أي علومه وأحكامه أو الأئمة المنشعبين عن نوره.
قوله عليهالسلام : « من المهاجري الأنصاري » أي المنسوب إلى طائفة المهاجرين الداخل في الأنصار ، لنصرة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم معهم ، وفي بعض النسخ من مهاجر الأنصاري فيكون بفتح الجيم مصدرا في الموضعين وهو أظهر.
قوله عليهالسلام : « ناموس هاشم » أي صاحب أسرار الله وأسرار الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من بني هاشم ، قال الفيروزآبادي (١) : الناموس : صاحب السر المطلع على باطن أمرك ، أو صاحب سر الخير ، وجبرئيل عليهالسلام والحاذق ومن يلطف مدخله ، وقال الجزري (٢) : في حديث المبعث « أنه ليأتيه الناموس الأكبر » الناموس : صاحب سر الملك ، وقيل الناموس : صاحب سر الخير ، والجاسوس صاحب سر الشر ، وأراد به جبرئيل ، لأن الله تعالى خصه بالوحي والغيب اللذين لا يطلع عليهما غيره.
قوله عليهالسلام : « ألا وإن أول شهادة زور » إلخ ، لم أر دعواهم النص على أبي بكر في غير هذا الخبر ، وهو غريب.
قوله عليهالسلام : « عن قليل يجدون غب ما يعملون (٣) » عن : هنا بمعنى بعد كما صرح به الفيروزآبادي ، والغب بالكسر : عاقبة الشيء.
__________________
(١) القاموس المحيط : ج ٢ ص ٢٥٦. (٢) النهاية : ج ٥ ص ١١٩.
(٣) في بعض النسخ المتن : « وعن قليل يجدون غبّ ما يعملون ، وسيجد التالون غبّ ما أسّسه الأوّلون ».