معد بن عدنان وأولجناهم باب الهدى وأدخلناهم دار السلام وأشملناهم ثوب الإيمان وفلجوا بنا في العالمين وأبدت لهم أيام الرسول آثار الصالحين من حام مجاهد ومصل قانت ومعتكف زاهد يظهرون الأمانة ويأتون المثابة حتى إذا دعا الله عز وجل نبيه صلىاللهعليهوآله ورفعه إليه لم يك ذلك بعده إلا كلمحة من خفقة أو وميض من برقة إلى أن رجعوا على الأعقاب وانتكصوا على الأدبار وطلبوا بالأوتار وأظهروا الكتائب وردموا الباب وفلوا
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : « معد بن عدنان » هو أبو العرب أي ظهر بنا فخر العرب وعزهم عليهالسلام.
قوله عليهالسلام : « وأولجناهم » أي أدخلناهم قوله : « دار السلام » أي الجنة لسلامة من من يدخلها عن الآفات أو بيت السلامة والأمن في الدنيا.
قوله عليهالسلام : « وأشملناهم » أي ألبسناهم وأعطيناهم.
قوله عليهالسلام : « وفلجوا » الفلج الظفر والفوز.
قوله عليهالسلام : « من حام » أي من يحمى الدين بالجهاد.
قوله عليهالسلام : « ويأتون المثابة » أي الكعبة لقوله تعالى : « وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ » (١) أي مرجعا لهم أو محلا لتحصيل الثواب.
قوله عليهالسلام : « إلا كلحة من خفقة » اللمح سرعة الإبصار والخفقة النفسة والاضطراب ، ويقال : خفق السراب أي اضطرب ولمع ، والحاصل المبالغة في سرعة ارتدادهم عن الدين بعد فوت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ووميض البرق لمعانه.
قوله عليهالسلام : « وانتكصوا » أي رجعوا قهقرى.
قوله عليهالسلام : « وطلبوا بالأوتار » الأوتار جمع وتر بالكسر ، وهي الجناية أي طلبوا دعاء من قتل من الكفار بسيف أمير المؤمنين وسائر المؤمنين وطلبوا تدارك ما وصل من الرسول إلى عشائرهم في أهل بيته.
قوله عليهالسلام : « وأظهروا الكتائب » هي جمع كتيبة بمعنى الجيش أي رتبوا الجيوش لغزاء أهل بيت الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إن خالفوهم.
قوله عليهالسلام : « وردموا الباب » والردم السد سدوا باب بيت الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) البقرة : ١٢٥.