وبالسراء الضراء وبالسعة الضنك إلا جزاء اقترافه وسوء خلافه فليوقنوا بالوعد على حقيقته وليستيقنوا بما يوعدون يوم تأتي « الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً » إلى آخر السورة (١)
( خطبة الطالوتية )
٥ ـ محمد بن علي بن معمر ، عن محمد بن علي قال حدثنا عبد الله بن أيوب الأشعري ، عن عمرو الأوزاعي ، عن عمرو بن شمر ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الهيثم بن التيهان أن أمير المؤمنين عليهالسلام خطب الناس بالمدينة فقال الحمد لله الذي لا إله إلا هو كان حيا بلا
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : « واقتحم » الاقتحام الدخول في الأرض من غير روية.
قوله عليهالسلام : « إلا جزاء » استثناء من النفي المفهوم من قوله : « فما جزاء ».
خطبة الطالوتية
الحديث الخامس : ضعيف. على مصطلح القوم لكن بلاغة الكلام ، وغرابة الأسلوب والنظام تأبى عن صدوره عن غير الإمام عليهالسلام ، وإنما سميت بالطالوتية لذكره فيها.
قوله عليهالسلام : « كان حيا بلا كيف » أي بلا الحياة زائدة يتكيف بها ، ولا كيفية من الكيفيات التي تتبع الحياة في المخلوقين ، بل حياته علمه وقدرته وهما غير زائدتين على ذاته.
قوله عليهالسلام : « ولم يكن له كان » الظاهر أن « كان » اسم « لم يكن » لأنه لما قال عليهالسلام « كان » أو هم العبارة زمانا ، فنفى عليهالسلام ذلك ، بأنه كان بلا زمان ، أو لأن الكون يتبادر منه الحدوث عرفا ، ويخترع الوهم للكون مبدأ نفي عليهالسلام ذلك بأن وجوده تعالى أزلي لا يمكن أن يقال حدث في ذلك الزمان ، فالمراد بكان على التقديرين ما يفهم ويتبادر أو يتوهم منه.
__________________
(١) سورة ق : ٤٢. وفيها « يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ».