مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ » (١) في مناقب لو ذكرتها لعظم بها الارتفاع فطال لها الاستماع ولئن تقمصها دوني الأشقيان ونازعاني فيما ليس لهما بحق وركباها ضلالة واعتقداها جهالة فلبئس ما عليه وردا ولبئس ما لأنفسهما مهدا يتلاعنان في دورهما ويتبرأ كل واحد منهما من صاحبه يقول لقرينه إذا التقيا « يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ
______________________________________________________
أن المولى الذي أثبت لي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو بالمعنى الذي أثبته الله لنفسه ، في قوله « مَوْلاهُمُ الْحَقِّ » أي السيد المطاع ، والأولى بالنفس والمال. والثاني : أن يكون المراد إنزال الآية اللاحقة بأن يكون مولاهم مبتدأ ، والحق خبره ، ويكون المراد بالمولى أمير المؤمنين عليهالسلام كما ورد به بعض الأخبار في تفسيرها ، ويكون في قراءة أهل البيت عليهمالسلام الحق بالرفع ، ويمكن توجيهه على القراءة المشهورة التي هي بالجر أيضا بهذا المعنى ، بأن يكون مولاهم بدل اشتمال للجلالة ، والرد إليه تعالى يكون على المجاز ، والمعنى الرد إلى حججه للحساب ، وقد شاع أن الملوك ينسبون إلى أنفسهم ما يرتكبه خدمهم كما ورد في تفسير قوله تعالى : « إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ » (٢) أنهم عليهمالسلام قالوا : إلينا إياب الخلق ، وعلينا حسابهم ، والحق خلاف الباطل ، والثابت الباقي ، وقيل : هو بمعنى المحق.
قوله عليهالسلام : « في مناقب » متعلق بأول الكلام أي قائلا في محفلة هذا في جملة مناقب ، ويمكن أن يقرأ « في » بالتشديد ومناقب بالضم بأن يكون مبتدأ والظرف خبره.
قوله عليهالسلام : « ولئن تقمصها » يقال : تقمص القميص أي لبسه ، والضمير راجع إلى الخلافة أي لبسوها كالقميص.
قوله عليهالسلام : « واعتقداها » أي حفظاها وشداها على أنفسهما أو اعتقدا وظنا أنها لهما ، قال الجوهري (٣) : اعتقد ضيعة ومالا أي اقتناهما واعتقد كذا بقلبه.
قوله عليهالسلام : « يتلاعنان في دورهما » أي في نار البرزخ ونار الخلد أقول
__________________
(١) الأنعام : ٦٢.
(٢) الغاشية : ٢٥.
(٣) الصحاح : ج ١ ص ٥٠٧.