الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ » فيجيبه الأشقى على رثوثة يا ليتني لم أتخذك خليلا لقد أضللتني « عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً » فأنا الذكر الذي عنه ضل والسبيل الذي عنه مال والإيمان الذي به كفر والقرآن الذي إياه هجر والدين الذي به كذب والصراط الذي عنه نكب ولئن رتعا في الحطام المنصرم والغرور المنقطع وكانا منه « عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ » لهما على شر ورود في أخيب وفود وألعن مورود يتصارخان باللعنة ويتناعقان بالحسرة ما لهما من راحة ولا عن عذابهما
______________________________________________________
ظاهر هذه الفقرات أن هذه الخطبة كانت بعد انقضاء دولتهما ووصولهما إلى عذاب الله وهو ينافي ما مر في أول الخبر أنها كانت بعد سبعة أيام من وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فيحمل على أنها إخبار عما يكون من حالهما بعد ذهابهما إلى عذاب الله « يقول لقرينة » أي أبو بكر لعمر ، والأشقى هو عمر ، والرثوثة : البذاذة وسوء الحال ، وقد ورد في الأخبار (١) أن المراد « بغلان » في الآية أبو بكر ، والذكر هو ولاية علي عليهالسلام.
قوله عليهالسلام : « والحطام » الحطام المتسكر من الخشب ، والحشيش والنبات ويشبه به الدنيا ، لعدم ثباتها وكونها مشوبة بما يكدرها.
قوله عليهالسلام : « لهما » في موضع جزاء الشرط ، واللام لجواب القسم المقدس قوله عليهالسلام : « في أخيب وفود » الوفود : الورود ، وجمع الوافد ، والمراد هنا الثاني ، قوله عليهالسلام : « وألعن مورود » والظاهر أن « ألعن » هنا مشتق من المبني للمفعول على خلاف القياس كأعذر وأشهر وأعرف : أي يدخلون في قوم مورود عليهم هم أكثر الناس استحقاقا للعن ، ويحتمل أن يكون مشتقا من المبني للفاعل أي القوم الذين هم يردون عليهم يلعنونهم أشد اللعن.
قوله عليهالسلام : « ويتناعقان » النعيق : صوت الغراب ، والصوت الذي يزجر به الغنم وقد شاع في عرف العرب والعجم تشبيه الصوت الذي يصدر عند غاية الشدة بصوت البهائم.
__________________
(١) البرهان في تفسير القرآن : ج ٣ ص ١٦٢ ـ ١٦٥. الأحاديث ٤ و ٥ و ٩ و ١٠.