صلىاللهعليهوآلهوسلم بالعصمة أحسن وأكمل من وصفة بضدها فيجب المصير إليه لما فيه من الأحراز عن الضرر والمظنون بل المعلوم (١).
قال الفاضل المقداد : من صفات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كونه معصوماً ... والدليل على أنه معصوم أنه لو لم يكن معصوماً لجوز المكلفون عند أمره لهم ونهيه أياهم أن يكون كاذباً في ذلك فلا يمتثلون ما يأمرهم به وينهاهم عنه فتنتهي فائدة البعثة لان فائدة البعثة تبليغ التكليف من الله تعالى للمكلف وفيه تعريض للثواب الذي هو وجه حسنن التكليف فلا يكون في بعثة الأنبياء فائدة وكل ما لا فائدة فيه عبث والعبث قبيح والقبيح لا يصدر منه (٢).
قال المحقق في مختصر النافع ، بعدما أورد جملة من فتاواه في أحكام السهو في الزيادة والنقيصة :
( والحق رفع منصب الإمامة عن السهو في العبادة ) (٣).
أقول مقام النبوة أرفع شأناً من منصب الإمامة فمن باب أولى أن ينزه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن السهو.
وقال العلامة في المنتهى ، في مسألة التكبير في سجدتي السهو : احتج المخالف بما رواه أبو هريرة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ثم كبر وسجد ، والجواب : هذا الحديث عندنا باطل لاستحال السهو على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (٤).
__________________
(١) الرساله السعدية للعلامة الحلي الحسن بن المطهر ت ٦٤٨ ـ ٧٢٦ هـ ، من كتاب كلمات المحققين وهو يحتوي على ثلاثين رساله ص ٣٥٥ ، منشورات مكتبة المفيد ثم ١٤٠٢.
(٢) شرح الاعتماد على واجب الاعتقاد ، الفاضل المقداد ص ٣٩٦ ، وهذه الرسالة من بين ثلاثين رساله جمعت تحت عنوان كلمات المحققين منشورات مكتبة المفيد ـ قم ط حجرية ١٣١٥.
(٣) مختصر النافع ـ نجم الدين جعفر بن حسن الحلي ت ٦٧٦ هـ ، ص ٤٥ ، وزارة الأوقاف المصرية ، دار الكتب العربي ، القاهرة.
(٤) منتهى المطلب ـ العلامة الحسن بن يوسف الحلي ت ٧٦٢ هـ ، ١ | ٤١٨ ط حجرية.