مشتبهات القرآن

أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي

مشتبهات القرآن

المؤلف:

أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي


المحقق: الدكتور محمّد محمّد داود
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المنار
الطبعة: ١
الصفحات: ١٨١

ومن الثابت تاريخيّا : أن الرشيد زار الريّ في سنة (١٨٩) هـ ، من ذلك قول الأزهري :

« ولما نهض هارون الرشيد إلى خراسان ، أنهضه (١) معه ، فكان يزامله في سفره ، ولما انتهى إلى الري مات (٢) بها » (٣).

مؤلفاته :

أودع الكسائيّ كنوز علمه ومعارفه وخبراته ـ في النحو واللغة والقراءات ـ في مؤلفات متنوعة ، جاوزت هذه المؤلفات الأربعين كتابا ، وما أن يسعد الباحث بالوقوف على هذا الكنز لهذه الشخصية الفذّة حتى يدركه الأسى ؛ بسبب عوادي الزمن ، التي أتت على معظم هذه المؤلفات ، فلم يبق منها إلا القليل.

وفيما يلي قائمة بأهم مؤلفات الكسائيّ ، حسب ما وردت بالمصادر التي بين أيدينا :

(١) الآثار في القراءات (٤).

__________________

(١) يقصد الكسائيّ.

(٢) يقصد الكسائيّ.

(٣) تهذيب اللغة ( ١ / ١٦ ).

(٤) تاريخ القراءات ( ١١ / ٤٠٣ ) ، إنباه الرواة ( ٢ / ٢٥٧ ).

٢١

(٢) العدد ، واختلافهم فيه (١).

(٣) الحدود في النحو (٢).

(٤) الحروف (٣).

(٥) القراءات (٤).

(٦) ما تلحن فيه العوام (٥).

(٧) ما تشابه من ألفاظ القرآن ، وتناظر من كلمات الفرقان ، وهو هذا الكتاب الذي ننشره لأول مرة ، وسيأتي الحديث عنه فيما بعد.

(٨) مختصر في النحو (٦).

(٩) المصادر (٧).

__________________

(١) غاية النهاية (٥٣٩).

(٢) إنباه الرواة ( ٢ / ٧١ ).

(٣) غاية النهاية ( ١ / ٥٣٩ ) ، بغية الوعاة ( ٢ / ١٦٤ ).

(٤) المرجع السابق.

(٥) نال هذا الكتاب اهتماما ملحوظا من الأستاذ الدكتور / رمضان عبد التواب ، وأخرجه كاملا ومحقّقا لأول مرة ، ونشرته مكتبة الخانجي ، القاهرة. ط ١ ـ ١٩٨٢ م.

(٦) غاية النهاية ( ١ / ٥٣٩ ) ، بغية الوعاة ( ٢ / ١٦٤ ).

(٧) المرجع السابق.

٢٢

(١٠) معاني القرآن (١).

(١١) مقطوع القرآن وموصوله (٢).

(١٢) النوادر (٣).

(١٣) النوادر الأوسط (٤).

(١٤) النوادر الأصغر (٥).

(١٥) الهاءات المكنى بها في القرآن (٦).

(١٦) الهجاء (٧).

__________________

(١) غاية النهاية ( ١ / ٥٣٩ ) ، بغية الوعاة ( ٢ / ١٦٤ ).

(٢) غاية النهاية ( ١ / ٥٣٩ ).

(٣) غاية النهاية ( ١ / ٥٣٩ ) ، بغية الوعاة ( ٢ / ١٦٤ ).

(٤) المرجع السابق.

(٥) المرجع السابق.

(٦) غاية النهاية ( ١ / ٥٣٩ ).

(٧) غاية النهاية ( ١ / ٥٣٩ ) ، بغية الوعاة ( ٢ / ١٦٤ ).

٢٣

مشتبهات القرآن

ذكر بروكلمان ( ٢ / ١٩٩ ) : أنه يوجد ثلاث مخطوطات لهذا الكتاب ، هي :

الأولى : في باريس ( أول ٦٦٥ ) رقم ٤ ، بعنوان : « المشتبه في القرآن ».

الثانية : في الكتبخانه العمومية باستانبول (٤٣٦) بعنوان : « مشتبهات القرآن » ، ومنها نسخة مصورة بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة ، تحت رقم ٢٤٠ / تفسير ، وعدد لوحاتها (٨٠) ثمانون ، وتشتمل اللوحة على صفحتين ، كل صفحة (١١) إحدى عشر سطرا ، وهي أدق وأكمل النسخ التي وقعت بين أيدينا ، كتبت بخط نسخ جيد ، وعليها اعتمد التحقيق ، وبدأها المصنف مباشرة بقوله :باب الواحد من سورة البقرة ، وآخرها : ( وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ ) تمّ كتاب المتشابه ، وتوجد بها العلامة التي تفيد أنها مقروءة ومراجعة.

ثم ألحق به أبوابا ، أغلب الظنّ أنها من إضافة الناسخ ؛ وذلك لأن هذه الأبواب الملحقة تختلف تماما من نسخة إلى أخرى.

الثالثة : في مكتبة قولة ، بدار الكتب المصرية ( ١ / ٢٨ ) رقم (١٥) قراءات ، بعنوان : « ما تشابه من ألفاظ القرآن ، وتناظر من كلمات الفرقان ».

وهي رقم (٢) في المجموعة.

٢٤

وكتبت نسخة دار الكتب المصرية بخط عربي جيّد ، تسهل قراءته ، وعدد لوحاتها (٢٩) تسع وعشرون لوحة ، وتشتمل اللوحة الواحدة على صفحتين ، كل صفحة ثلاثة عشر سطرا.

وبدأها المصنف بقوله : « رب يسّر يا كريم ... قال الشيخ أبو الحسن عليّ ابن حمزة الكسائيّ المقرئ الأسديّ ـ رحمة الله عليه ـ : الحمد لله ذي المنن والأفضال ، ورب النعمة والإحسان ».

ثم رتب كتابه بعد المقدمة إلى أبواب ، واختتم المخطوطة بقوله : « تمت بحمد الله وعونه ، والحمد لله وحده ، وصلواته على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل. غفر الله له ، ولوالديه ، ولمن نظر فيه ».

وهذه النسخة يظهر أنّها كانت مسودة للنسخة الأصلية ؛ حيث لوحظ بها نقص واضطراب كبير في إحصاء الآيات تحت كثير من العناوين ، في حين استكمل هذا النقص في نسخة استانبول ، وهذا ما دعاني إلى استبعاد نسخة دار الكتب من المقابلة ، ولم ألجأ إليها إلا حين تدعوني الضرورة إلى ذلك.

ومما يبعث على الطمأنينة في قلب الباحث ؛ بشأن صحة نسبة الكتاب إلى الكسائيّ ، الأدلة التالية :

١ ـ التعيين نصّا في مقدمة نسخة دار الكتب على اسم المؤلف ، واسم الكتاب.

٢٥

٢ ـ ما أورده السيوطي في الإتقان ، عند ذكر النوع الثالث والستين في الآيات المشتبهات ، حيث قال : أفرده بالتصنيف خلق ، أولهم ـ فيما أحسب ـ الكسائيّ.

٣ ـ ما أورده صاحب كشف الظنون ، بقوله :

« علم متشابه القرآن : أول من صنف فيه الكسائيّ ».

٢٦

عنوان الكتاب ومنهج التأليف

أولا : العنوان :

بتأمل عنوان الكتاب نجد أنّ نسخ المخلوط كلها اتفقت على « المتشابه » ، وإن ورد ذلك بألفاظ مختلفة ؛ فنسخة باريس بعنوان : « المشتبه في القرآن » ، ونسخة استانبول بعنوان : « مشتبهات القرآن » ، ونسخة دار الكتب بعنوان : « ما تشابه من ألفاظ القرآن وتناظر من كلمات الفرقان ».

وبتأمّل عنوان نسخة دار الكتب يتّضح أنها اتفقت مع غيرها في ذكر كلمة « المتشابه » ، ثم أضافت « تناظر ». وبالمقابلة بين الجزء الأول من العنوان « ما تشابه من ألفاظ القرآن » والجزء الثاني « ما تناظر من كلمات الفرقان » نلاحظ الآتي :

أنّ « تشابه » مرادفة لـ « تناظر » ، و « ألفاظ » ترادف « كلمات » ، و « القرآن » يرادف « الفرقان ».

فالمسألة ـ كما هو واضح ـ لا تخرج عن إرادة السجع ، وهو من سنن العربية ، ويطلق عليه المزدوج من التعبيرات ، وسبب عناية العرب بظاهرة السجع يظهره الجاحظ لمّا سأله أحد الأعراب : لم تؤثر السّجع؟ فأجاب الجاحظ :« لأن الحفظ إليه أسرع ، والآذان لسماعه أنشط ، وهو أحقّ بالتقييد وقلّة التفلّت » (١).

__________________

(١) الجاحظ « البيان والتبيين » ( ١ / ٢٨٧ ) ، تحقيق / عبد السلام هارون ( الخانجي ) ، ١٩٦٠ م.

٢٧

والعنوان المختار هو عنوان النسخة المعتمدة في التحقيق ( نسخة استانبول ) وعنوانها : « مشتبهات القرآن » فهو مختصر ومعبّر.

ثانيا : منهج المؤلف في عرض المادة :

بدأ المؤلف كتابه بمقدمة ؛ أشار فيها إلى الدوافع التي حملته على التأليف ، وهي : المعونة على حفظ القرآن الكريم وتثبيته. وذكر الشيخ أنه استقصى مواضع المتشابه في القرآن كي يكون كتابه كافيا في هذا الباب ، ويغني عن غيره.

ثم بدأ المؤلف في ذكر أبواب الكتاب ، فيذكر عنوان الباب ثم يتناول مواضع المتشابه في القرآن بترتيب السور في المصحف ، ولم يخرج المصنف عن هذا الترتيب إلا قليلا ، وقد أشرت إلى ذلك في موضعه من التحقيق. وهذا الحصر الدقيق لمواضع المتشابه يشهد بتمكّن الإمام الكسائيّ في حفظ القرآن الكريم والإحاطة بمواضع المتشابه فيه.

٢٨

منهج التحقيق

كان عملي في المخطوط الذي بين أيدينا على الوجه التالي :

١ ـ التقديم للكتاب ، بالتعريف بالمصنّف والمخطوطة وصحة نسبتها ، وبيان منهج المؤلف في الكتاب ، وبيان منهج المحقّق.

٢ ـ ضبط النص وتحريره.

٣ ـ الإشارة إلى ما سقط سهوا عن المؤلف من مواضع المتشابهات.

٤ ـ التنبيه على ما وضع في غير بابه.

٥ ـ توضيح بعض المصطلحات التي استخدمها الكتاب ، مثل : « فرد » ، « حرف » ، « الرفع » ، « الفتح » ، « الكسر » ... إلخ.

٦ ـ تحديد بداية صفحات المخطوط.

٧ ـ التعليق على الإشارات التي تبدو غامضة ، بما يوضح معناها.

٨ ـ وضع أرقام الآيات التي وردت بجانبها ، وعدم وضعها في الهامش ، وذلك لسببين ؛ هما :

الأول : عدم تشتيت القارئ بين الهامش والمتن.

الثاني : الإشارة إلى أرقام الآيات بالهامش سيعمل على تضخيم الكتاب دونما فائدة.

٩ ـ وضع أسماء السور كما وردت بالمصحف بين معقوفتين بجانب اسم السورة الذي اختاره المصنف.

٢٩

١٠ ـ تصويب الآيات ، دون الإشارة إلى ذلك ، فيما يخصّ الأخطاء الإملائية ، وكان قصدي من وراء ذلك تقديم الصورة الصحيحة للقارئ من ناحية ، ومن ناحية أخرى رعاية خصوصية وقدسية النص القرآني. أضف إلى هذا أن المؤلّف ـ وهو من أئمة القرآن وعلومه ـ لا يتصوّر أن هذا يحدث منه أبدا ، وإنما تعود مثل هذه الأخطاء إلى الناسخ.

١١ ـ عمل فهرس بموضوعات الكتاب.

٣٠

نماذج من المخطوطة ، تضم :

(١) نسخة دار الكتب المصرية :

أ ـ صورة الصفحة الأولى.

ب ـ صورة الصفحة الأخيرة.

(٢) نسخة استانبول :

أ ـ صورة صفحة العنوان.

ب ـ صورة الصفحة الأولى.

ج ـ صورة الصفحة الأخيرة.

٣١
٣٢

٣٣

٣٤

٣٥

٣٦

٣٧

تحقيق كتاب

« مشتبهات القرآن »

للكسائي

٣٨
٣٩

بسم الله الرّحمن الرّحيم

رب يسّر يا كريم

قال الشّيخ أبو الحسن على بن حمزة الكسائي المقرئ الأستاذ ـ رحمة الله عليه ـ : [ الحمد لله ذى المنن والأفضال ، وربّ النعمة والإحسان ، والمؤيّد بالحجّة والبرهان ، وصلّى الله على محمّد خاتم الأنبياء ، وسيد الأصفياء ، وسلّم وشرّف وكرّم.

فإنّى ـ إن شاء الله ـ أذكر في هذا الكتاب ما تشابه من ألفاظ القرآن ، وتناظر من كلمات الفرقان ؛ ليكون كتابنا هذا عونا للقارئ على قراءته ، وتقوية على حفظه.

وأستقصى ذلك وأتبعه ، حتى لا يكون الناظر في كتابنا هذا يحتاج إلى افتقاد ما تشابه عليه في غيره ، ويكون كتابنا مشتملا على ما له قصدنا ، ومستوعبا لما ذكرنا ، وبالله التوفيق ، وعليه توكلنا ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ] (١).

__________________

(١) زيادة من نسخة دار الكتب.

٤٠