قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام موسى الكاظم عليه السلام سيرة وتاريخ

الإمام موسى الكاظم عليه السلام سيرة وتاريخ

الإمام موسى الكاظم عليه السلام سيرة وتاريخ

تحمیل

الإمام موسى الكاظم عليه السلام سيرة وتاريخ

117/234
*

وأشار الشيخ المفيد إلى بعض أبعاد الوصية ومعناها الرمزي بقوله : « قد تظاهر الخبر فيما كان عن تدبير أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه‌السلام ، وحراسته ابنه موسى بن جعفر عليهما‌السلام بعد وفاته من ضرر بوصيته إليه ، وأشاع الخبر عند الشيعة إذ ذاك باعتقاد إمامته من بعده ، والاعتماد في حجتهم على إفراده بوصيته مع نصه عليه بنقل خواصه. فعدل عن إقراره بالوصية عند وفاته ، وجعلها إلى خمسة نفر : أولهم المنصور وقدمه على جماعتهم إذ هو سلطان الوقت ومدبر أهله ، ثم صاحبه الربيع من بعده ، ثم قاضي وقته ، ثم جاريته وأم ولده حميدة البربرية ، وختمهم بذكر ابنه موسى بن جعفر عليهما‌السلام يستر أمره ويحرس بذلك نفسه. ولم يذكر مع ولده موسى أحداً من أولاده ، لعلمه بأن منهم من يدعي مقامه من بعده ، ويتعلق بادخاله في وصيته. ولو لم يكن موسى عليه‌السلام ظاهراً مشهوراً في أولاده معروف المكان منه وصحة نسبه واشتهار فضله وعلمه وحكمته وامتثاله وكماله ، بل كان مثل ستر الحسن عليه‌السلام ولده ، لما ذكره في وصيته ، ولاقتصر على ذكر غيره ممن سميناه ، لكنه ختمهم في الذكر به كما بيناه » (١).

إمامة الكاظم عليه‌السلام :

استقبل الإمام الكاظم عليه‌السلام إمامته في جو محفوف بالمخاطر ، فمن جهة يواجه سلطة تراقبه وتذكي عيونها لتبطش به ، فهو يضطر إلى الاستمرار في اتباع اُسلوب الحذر والكتمان من إبداء أي نشاط يدل على إمامته لشدة طلب المنصور لصاحب الوصية من أهل البيت عليهم‌السلام بعد الإمام الصادق عليه‌السلام ، ومن جانب آخر هو مطالب برفع الحيرة عن شيعته ، الذين قال بعضهم بإمامة غيره ، وذلك يستوجب إظهار النص ونشره إلى أوسع قاعدة من أصحابه.

__________________

(١) المسائل العشر في الغيبة : ٧٠ ـ ٧١.