السيّد علي الحسيني الميلاني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٨
المتوفى سنة ٩٣٢ بتفسير قوله تعالى : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) قال :
« اعلم ـ يا هذا ـ إن الآية لبيان فرضيّة حبّ أهل البيت على جميع المسلمين إلى يوم القيامة ، صلّى الله على محمّد وأهل بيته ، فقد روي أنها لمّا نزلت قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال : علي وفاطمة وابناهما » ثم قال بعد ذكر نبذة من مناقب أهل البيت عليهمالسلام :
« عن عمران بن الحصين قال قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ : علي منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي. رواه صاحب الفردوس » ثم قال بعد أخبار أخرى في فضائل الإمام عليهالسلام :
« اعلم ـ يا هذا ـ إن هذه الأحاديث وردت عن رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في علي رضياللهعنه ، وما ازداد علي فضلا إلاّ بتزويج فاطمة بنت سيد المرسلين ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وما تزوّج فاطمة إلاّ بكونه أهلا لها رضي الله عنها ».
ترجمة الحاج عبد الوهاب البخاري
وقد ترجم له الشيخ عبد الحق الدهلوي في كتابه ( أخبار الأخيار ) فأثنى عليه الثناء البالغ ، ومدح تفسيره المذكور ، وذكر له ولكتابه كرامات ... (١).
__________________
(١) أخبار الأخيار : ٢٠٦.
(٤٥)
رواية الشّامي صاحب السّيرة
ورواه محمّد بن يوسف الصّالحي الشامي في ( سيرته ) حيث قال :
« روى الإمام أحمد ، والبخاري ، والإسماعيلي ، والنسائي : عن بريدة ابن الحصيب ـ رضياللهعنه ـ قال : أصبنا سبيا ، فكتب خالد إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ابعث إلينا من يخمّسه ، وفي السّبي وصيفة هي من أفضل السّبي ، فبعث رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ عليّا إلى خالد يقبض منه الخمس. وفي رواية : لتقسيم الفيء. فقبضه منه ، فخمّس وقسّم ، واصطفى علي سبيّة ، فأصبح وقد اغتسل ليلا ، وكنت أبغض عليا لم أبغضه أحدا ، وأحببت رجلا من قريش لم أحببه إلاّ بغضه عليّا ، فقلت لخالد : ألا ترى إلى هذا؟ وفي رواية : فقلت : يا أبا الحسن ما هذا؟ قال : ألم تر إلى الوصيفة فإنّها صارت في الخمس ، ثم صارت في آل محمّد ، ثم في آل علي ، فواقعت بها.
فلمّا قدمنا على رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ذكرت له ذلك. وفي رواية : فكتب خالد إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بذلك. فقلت : ابعثني ، فبعثني ، فجعل يقرأ الكتاب وأقول : صدق. فإذا النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قد احمرّ وجهه ، فقال : من كنت وليّه فعليّ وليّه. ثم قال : يا بريدة أتبغض عليا؟ فقلت : نعم. قال : لا تبغضه فإنّ له في الخمس أكثر من ذلك.
وفي رواية : والذي نفسي بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة ، وان كنت تحبّه فازدد له حبّا.
وفي رواية : لا تقع في علي فإنّه منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي.
قال بريدة : فما كان في الناس أحد أحب إليّ من علي » (١).
ترجمة الصالحي الشامي
ومحمّد بن يوسف الصالحي الشامي من مشاهير علماء القوم المحققين المعتمدين :
١ ـ الشعراني : « ومنهم : الأخ الصالح العالم الزاهد المتمسّك بالسنة المحمدية الشيخ محمّد الشامي ، نزيل التربة البرقوتية ، رضياللهعنه. كان عالما صالحا متفنّنا في العلوم ، وألّف السّيرة المشهورة التي جمعها من ألف كتاب ، وأقبل الناس على كتابتها ، ومشى فيها على أنموذج لم يسبق إليه ... وكان لا يقبل من الولاة وأعوانهم شيئا ، ولا يأكل من طعامهم ... » (٢).
٢ ـ الخفاجي : « وممّن أخذت عنه الأدب والشعر شيخنا العلاّمة أحمد العلقمي ، والعلاّمة محمّد الصّالحي الشّامي » (٣).
٣ ـ ابن حجر المكّي : وصفه في كلام له بـ « الإمام العلاّمة الصالح الفهامة الثقة المطّلع والحافظ المتتبّع الشيخ محمّد الشامي الدمشقي ثم المصري » (٤).
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ٦ / ٢٣٥ ـ ٢٣٦.
(٢) لواقح الأنوار. الباب الأوّل من القسم الثالث.
(٣) ريحانة الألباء ١ / ٢٧.
(٤) الخيرات الحسان :
السيرة الشامية
وكتابه ( سبل الهدى والرشاد ) المعروف بـ ( السيرة الشامية ) من أجلّ كتب القوم في السّيرة ، فقد عرفت أنّه جمعه من ألف كتاب ، وقال ( كاشف الظنون ) : « هو أحسن كتب المتأخرين وأبسطها في السيرة النبوية » و « أتى فيه من الفوائد بالعجب العجاب » (١). وعدّه أحمد بن زيني دحلان في مصادر كتابه ( السيرة النبوية ) وقد قال بعد ذكرها : « وهذه الكتب هي أصحّ الكتب المؤلّفة في هذا الشأن » (٢) ، كما اعتمد عليه كثير من العلماء من محدّثين ومتكلّمين ، ونقلوا عنه واستندوا إليه في بحوثهم المختلفة.
(٤٦)
رواية ابن حجر المكي وتصحيحه
ورواه شهاب الدين أحمد بن حجر المكي وحكم بصحته بكلّ صراحة في ( المنح المكيّة شرح القصيدة الهمزية ) ، بشرح قوله :
« علي صنو النبيّ ومن دين فؤادي وداده والولاء ».
قال : « وذلك عملا بما صحّ عنه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وهو : اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه. وإنّ عليا منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي ».
__________________
(١) كشف الظنون ٢ / ٩٧٨.
(٢) السيرة الدحلانية ـ مقدمة الكتاب ١ / ٧ ـ المقدّمة.
ترجمة ابن حجر المكي
وابن حجر المكي من أعاظم الأثبات المعتبرين عندهم :
١ ـ الشعراني : « ومنهم ـ الشيخ الإمام العلاّمة المحقق الصالح الورع الزاهد الخاشع الناسك الشيخ شهاب الدين ابن حجر نزيل الحرم المكّي ـ رضياللهعنه ـ. أخذ العلم عن مشايخ الإسلام بمصر ، وأجازوه بالفتوى والتدريس ، وأفتى بجامع الأزهر والحجاز ، وانتفع به خلائق ... وهو مفتي الحجاز الآن ، يصدرون كلّهم إلاّ عن قوله ، وله أعمال عظيمة في الليل ، لا يكاد يطّلع عليها إلاّ من خلى من الحسد من صغره إلى الآن ... » (١).
٢ ـ الخفاجي : « العلاّمة شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي ، نزيل مكة ، شرّفها الله ، علاّمة الدهر خصوصا الحجاز ، فإذا نشرت حلل الفضل فهو طراز الطراز. فكم حجّت وفود الفضلاء لكعبته ، وتوجّهت وجوه الطلب إلى قبلته ، إن حدّث عن الفقه والحديث لم تتقرط الأذان بمثل أخباره في القديم والحديث ... » (٢).
٣ ـ العيدروس اليمني : « الشّيخ الإمام شيخ الإسلام خاتمة أهل الفتيا والتدريس ، ناشر علوم الإمام محمّد بن إدريس ، الحافظ شهاب الدين ... وكان بحرا في علم الفقه وتحقيقه لا تكدّره الدّلاء ، وإمام الحرمين كما أجمع على ذلك العارفون وانعقدت عليه خناصر الملأ ، إمام اقتدت به الأئمّة وهمام صار في إقليم الحجاز أمة ... برع في علوم كثيرة من التفسير
__________________
(١) لواقح الأنوار. الباب الأوّل من القسم الثالث.
(٢) ريحانة الألباء ١ / ٤٣٥.
والحديث وعلم الكلام واصول الفقه وفروعه والفرائض والحساب والنحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق والتصوّف ... » (١).
٤ ـ الشرقاوي : « العلاّمة المحقّق الناسك الخاشع الزاهد السّمح شهاب الدين ابن حجر ، نزيل مكة المشرفة ، أخذ رضياللهعنه العلم عن جماعة من مشايخ الإسلام بمصر ، وأجازوه بالإفتاء والتدريس ، فدرّس وأفتى بالجامع الأزهر والحجاز ، وانتفع به خلائق كثيرة ، وصنف عدّة كتب نافعة محرّرة في الفقه والأصول » (٢).
هذا ، وقد رووا كتب ابن حجر المكي بأسانيدهم ، واعتمدوا عليها ونقلوا عنها في مؤلّفاتهم ، واستندوا إلى آرائه في بحوثهم ، ولا حاجة إلى إيراد شيء من ذلك بعد ثبوت الأمر ووضوحه ...
(٤٧)
رواية علي المتقي الهندي
ورواه الشيخ علي بن حسام الدين المتقي الهندي بطرق متعددة في كتابه ( كنز العمال ) الذي رتّب فيه كتاب ( جمع الجوامع للسيوطي ) ففيه : « ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي. ت ك عن عمران بن حصين » (٣).
« دعوا عليا ، دعوا عليا ، دعوا عليا ، إنّ عليا منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ
__________________
(١) النور السافر في أعيان القرن العاشر : ٢٨٧.
(٢) التحفة البهية في طبقات الشافعيّة.
(٣) كنز العمال ١١ / ٥٩٩ رقم : ٣٢٨٨٣.
مؤمن بعدي. حم عن عمران بن حصين » (١).
« يا بريدة ، إنّ عليا وليّكم بعدي ، فأحبّ عليا فإنّه يفعل ما يؤمر.
الديلمي عن علي » (٢).
ورواه في ( منتخب كنز العمال ) في فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام : « ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليّا منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي. ت ك عن عمران بن حصين » (٣).
« سألت الله ـ يا علي ـ فيك خمسا ، فمنعني واحدة وأعطاني أربعا ، سألت الله أن يجمع عليك امّتي فأبى عليّ ، وأعطاني فيك أنّ أوّل من تنشقّ عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي معك لواء الحمد وأنت تحمله بين يديّ ، تسبق به الأوّلين والآخرين ، وأعطاني أنك ولي المؤمنين بعدي. الخطيب والرافعي ، عن علي » (٤).
ترجمة المتقي الهندي
والمتّقي الهندي ، من كبار علماء أهل السنّة في الهند ، في الفقه والحديث ، حتى لقد أفرد بعضهم ترجمته بكتاب مفرد ، وتجد الثناء عليه في :
__________________
(١) المصدر ١١ / ٦٠٨ رقم : ٣٢٩٤.
(٢) المصدر ١١ / ٦١٢ رقم : ٣٢٩٦٣.
(٣) منتخب كنز العمّال. ط هامش مسند أحمد ٥ / ٣٠ ، ٣٥.
(٤) كنز العمال ١١ / ٦٢٥ رقم : ٣٣٠٤٧.
١ ـ النور السّافر : ٣١٤.
٢ ـ سبحة المرجان : ٤٣.
٣ ـ شذرات الذهب ٨ / ٣٧٩.
٤ ـ نزهة الخواطر ٤ / ٢٣٤.
(٤٨)
رواية العيدروس اليمني
ورواه شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس اليمني بقوله :
« أخرج الترمذي والحاكم عن عمران بن حصين : أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليّا منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي » (١).
ترجمة العيدروس
وترجم له عبد القادر بن شيخ بن عبد الله قال : « وفي ليلة السبت لخمس وعشرين خلت من رمضان سنة تسعين ، توفي الشيخ الكبير والعلم الشهير القطب العارف بالله شيخ بن عبد الله العيدروس بأحمدآباد ، ودفن بها في صحن داره ، وعليه قبّة عظيمة ، وكان مولده سنة ٩١٩ بتريم ، ولفضلاء الآفاق فيه جملة مستكثرة من المراثي ، حتى أني لم أر أحدا رثي بهذا القدر ، وكان مدة إقامته بالهند ٣٢ سنة ، لأنّه دخلها سنة ٩٥٨.
__________________
(١) العقد النبوي والسرّ المصطفوي ـ مخطوط.
وكان شيخا كاسمه كما قال بعض الصلحاء في وصفه ، ولقد صار ـ بحمد الله ـ شيخ زمانه باتّفاق عارفي وقته. وروي عن الشيخ الكبير والعلم الشهير أبي بكر ابن سالم باعلوي أنه كان يقول : ما أحد من آل باعلوي أوّلهم وآخرهم أعطي مثله. وروي مثل ذلك عن الولي العلاّمة عبد الله بن عبد الرحمن الشهير بالنحوي باعلوي وزاد : والله ما هو إلاّ آية اليوم ، فهو عديم النظير.
ومن شيوخه : شيخ الإسلام الحافظ شهاب الدين ابن حجر الهيثمي المصري ، والفقيه الصالح العلاّمة عبد الله بن أحمد باقشير الحضرمي. وله من كلّ منهما إجازة ، في جماعة آخرين يكثر عددهم. واجتمع بالعلاّمة الربيع بزبيد.
وأمّا مقروّاته فكثيرة جدا. ومن تصانيفه : العقد النبوي والسرّ المصطفوي ، والفوز والبشرى ، وشرحان على القصيدة المسمّاة : تحفة المريد ...
ومناقبه وكراماته ليس هذا محلّها ، وقد أفردها غير واحد من العلماء بالتّصنيف ... » (١).
(٤٩)
رواية ميرزا مخدوم صاحب النواقض
ورواه عبّاس الشهير بميرزا مخدوم بن معين الدين في كتابه ( النواقض )
__________________
(١) النور السافر : ٣٢٧. ملخصا.
عن الترمذي عن عمران بن حصين ، قال : « بعث رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ جيشا واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ، فمضى في السرية فأصاب جارية ، فأنكروا عليه ، وتعاقد أربعة ... » (١).
كتاب النواقض
وكتاب النواقض هذا من أشهر كتب القوم في الردّ على الإماميّة ، قد ذكره كاشف الظنون بقوله : « نواقض على الرّوافض للشّريف ميرزا مخدوم بن مير عبد الباقي من ذريّة السيّد الشريف الجرجاني ، المتوفى في حدود سنة ٩٥٥ بمكة المشرفة. ذكر فيه تزييف مذهب الروافض وتقبيحه » (٢).
وقد أخذ منه بعض من تأخّر عنه ونسج على منواله كالبرزنجي في ( نواقض الروافض ) والسهارنفوري في ( مرافض الروافض ) بل الأوّل منهما مختصر من ( النواقض ) كما صرّح البرزنجي في مقدمته ، وقد ترجم المرادي للبرزنجي في كتاب ( سلك الدرر ) وقال في نهايتها : « وبالجملة فقد كان من أفراد العالم علما وعملا. وكانت وفاته في غرة محرّم سنة ١١٠٣ ودفن بالمدينة » (٣).
(٥٠)
رواية الوصّابي اليمني
ورواه إبراهيم بن عبد الله الوصّابي اليمني بطرق متعددة عن أساطين
__________________
(١) النواقض. الفرع الثاني من الفصل الأول.
(٢) كشف الظنون
(٣) سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر ٣ / ٦٥ ـ ٦٦.
المحدثين في باب عنونه بقوله « الباب العاشر فيما جاء من الأخبار بأنّه وليّ كلّ مؤمن بعد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، وقول النبي صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، وأنّه لا يجوز الصّراط إلاّ من كان معه براءة بولاية علي ، مع فضائل متفرقة خصّه الله تعالى بها ، رضي الله تعالى عنه » فقال :
« عن عمران بن حصين ـ رضياللهعنه ـ قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية ، واستعمل عليها عليا ، فمضى على السرية ، فأصاب جارية من السّبي ، فأنكروا عليه ، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قالوا : إذا لقينا رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أخبرناه بما صنع علي. قال عمران : وكان المسلمون إذ قدموا من بدءوا برسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وسلّموا عليه ، ثم انصرفوا إلى رحالهم.
فلمّا قدمت السرية سلّموا على رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ. فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ألم تر أنّ عليا صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه. ثم قام الثاني فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه. ثم قام الثالث فقال مثل مقالتهما ، فأعرض عنه. ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا.
فأقبل إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ والغضب يعرف في وجهه ـ فقال : ما تريدون من علي؟ ـ ثلاثا ـ إنّ عليا منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.
أخرجه الترمذي ، وابن حبان في صحيحه ، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده وقال فيه : فأقبل رسول الله على الرابع ـ وقد تغيّر وجهه ـ فقال : دعوا عليا ، علي منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي ».
ورواه عن بريدة بن الحصيب قال :
« وعنه ـ رضياللهعنه ـ في رواية أخرى : إنّ خالد بن الوليد قال : اغتنمها يا بريدة فأخبر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما صنع ، فقدمت ودخلت المسجد ورسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في منزل وناس من أصحابه على بابه ،
فقالوا : ما الخبر يا بريدة؟ فقلت : خيرا ، فتح الله على المسلمين ، فقالوا : ما أقدمك؟ فقلت : جارية أخذها علي من الخمس ، فجئت لأخبر النبي صلّى الله عليه وسلّم.
قالوا : فأخبر النبي صلّى الله عليه وسلّم ، فإنّه سيسقط من عينه ، ورسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يسمع الكلام. فخرج مغضبا فقال : ما بال القوم ينتقصون عليا ، من أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن فارق عليّا فقد فارقني ، إنّ عليا منّي وأنا منه ، خلق من طينتي ، وخلقت من طينة إبراهيم ، وأنا أفضل من إبراهيم ، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم.
يا بريدة ، أما علمت أنّ لعلي أكثر من الجارية التي أخذ ، وإنّه وليّكم بعدي.
أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار ، وابن أسبوع الأندلسي في الشفاء ».
قال :
« وعنه ـ رضياللهعنه ـ قال قال لي رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ : يا بريدة ، إنّ عليا وليّكم بعدي ، فأحبّ عليّا فإنّه يفعل ما يؤمر به.
أخرجه الديلمي في مسند الفردوس ».
قال :
« وعن عمران بن حصين ـ رضياللهعنه ـ قال : سمعت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يقول : إنّ عليا مني وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.
أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ، والحسن بن سفيان في فوائده ، وأبو نعيم في فضائل الصحابة ».
« وعنه ـ رضياللهعنه ـ قال قال رسول الله : دعوا عليا ـ ثلاثا ـ إنّ عليا منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده ».
قال :
« عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ إن رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال لبريدة : إنّ عليّا وليّكم بعدي ، فأحبّ عليّا فإنّه يفعل ما يؤمر به أخرجه الحاكم في المستدرك ، والضّياء في المختارة ».
قال :
« وعن أبي ذر الغفاري ـ رضياللهعنه ـ قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ عليّ منّي وأنا من علي ، وليّ كلّ مؤمن بعدي ، وحبّه إيمان وبغضه نفاق ، والنظر إليه رأفة.
أخرجه الديلمي في مسند الفردوس » (١).
الوصابي وكتابه
وإبراهيم بن عبد الله الوصّابي من علماء أهل السنّة المتعمدين ، عدّه العجيلي في ( ذخيرة المآل ) من أجلّة العلماء ، ووصفه المولوي حسن زمان في ( القول المستحسن ) لدى النقل عن كتابه بـ « الشّيخ المحدّث » ، كما نقل عنه العجيلي في كتابه المذكور ، والشيخ محمد محبوب عالم في ( تفسيره ) وكذا ( الدهلوي ) وتلميذه الرشيد ... وستطّلع على ذلك في مجلّد حديث التشبيه.
وقد ترجم له في ( معجم المؤلفين ١ / ٥٦ ) وذكر كتابه المذكور.
(٥١)
رواية الحافي الحسيني الشّافعي
ورواه أحمد بن محمد بن أحمد الحافي الحسيني الشافعي ضمن
__________________
(١) أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب. الباب الرابع ـ مخطوط.
فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : « روى الإمام أحمد في المسند عن بريدة ، وفي كتاب فضائل علي ، ورواه أكثر المحدثين : إن النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بعث خالد بن وليد في سرية وبعث عليّا في سرية أخرى ، وكلاهما إلى اليمن وقال : إن اجتمعتما فعلي على الناس ، وإن افترقتما فكلّ واحد منكما على جنده. فاجتمعا وأغارا وسبيا نساء وأخذا أموالا وقتلا ناسا ، وأخذ علي جارية فاختصّها لنفسه. فقال خالد لأربعة من المسلمين ـ منهم بريدة الأسلمي ـ اسبقوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاذكروا له كذا ، واذكروا له كذا ـ الأمور عدّدها على علي ـ فسبقوا إليه.
فجاء واحد من جانبه فقال : إن عليا فعل كذا. فأعرض عنه. فجاء الآخر من الجانب الآخر فقال : إنّ عليا فعل كذا ، فأعرض عنه. فجاء بريدة الأسلمي فقال : يا رسول الله : إنّ عليا فعل كذا ، وأخذ جارية لنفسه. فغضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى احمرّ وجهه فقال : دعوا لي عليا ـ يكرّرها ـ إنّ عليا منّي وأما من علي ، وإنّ حظّه من الخمس أكثر ممّا أخذ ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي » (١).
ترجمة الحافي
وهذا الكتاب ذكره له صاحب ( إيضاح المكنون ) ولم يؤرّخ وفاته.
ثم أنه وصفه بـ « الشيعي » ولعلّه لما رأى في كتابه من فضائل مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام ، وإلاّ فإنّه ليس من الشّيعة الإماميّة الاثني عشريّة لأنّهم لا يرون فضيلة لأولئك الذين ذكرهم الحافي في هذا الكتاب.
__________________
(١) التبر المذاب في ترتيب الأصحاب. ترجمة أمير المؤمنين.
(٥٢)
رواية الجمال المحدّث الشّيرازي
ورواه جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي ، قال :
« الحديث الثالث عن عمران بن حصين قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية وأمّر عليهم عليا ، فصنع علي شيئا أنكروه ، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله لنخبرنّه به ، وكانوا إذا قدموا من سفر بدءوا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسلّموا عليه ونظروا إليه ثم ينصرفون إلى رحالهم. قال : فلمّا قدمت السرية سلّموا على رسول الله ، فقام أحد من الأربعة فقال :
يا رسول الله ألم تر أن عليّا صنع كذا وكذا؟
فأقبل رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يعرف الغضب من وجهه فقال : ما تريدون من علي؟! علي منّي وأنا منه وعلي وليّ كلّ مؤمن بعدي ».
وقال بعد ذكر حديث الغدير برواية الإمام الصادق عليهالسلام المشتملة على شعر حسان : « ورواه أبو سعيد الخدري ، وفيه الاستشهاد بالشعر المذكور ، وفيه من التاريخ وزيادة البيان ما لم يرو عن غيره. فقال : لمّا نزل النبي صلّى الله عليه وسلّم بغدير خم ـ يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة ـ دعا الناس إلى علي ، فأخذ بضبعيه فرفعهما ، حتى نظر الناس إلى بياض إبط رسول الله فقال :
الله أكبر الحمد لله على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضي الربّ برسالتي ، والولاية لعلي من بعدي ، من كنت مولاه فعليّ مولاه » (١).
__________________
(١) الأربعين في فضائل أمير المؤمنين ـ الحديث الثالث.
ترجمة جمال الدين الشيرازي
فهذا جمال الدين شيخ إجازة ( الدهلوي ) ، يروي هذا الحديث في كتاب ( الأربعين ) الذي نصّ في خطبته على جمعها من الكتب المعتبرة. وقد ذكرنا مناقبه ومآثره في مجلّد ( حديث الغدير ) ، ومجلّد ( حديث التّشبيه ).
(٥٣)
رواية علي بن سلطان القاري
ورواه علي بن سلطان محمد الهروي القاري في فضائل الإمام من شرح المشكاة حيث قال :
« في الرياض ، عن عمران بن حصين قال : بعث رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ سرية واستعمل عليها عليّا. قال : فمضى على السرية فأصاب جارية ، فأنكروا عليه ، وتعاقد أربعة من أصحاب النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فقالوا : إذا لقينا رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أخبرناه بما صنع علي. فقال عمران : وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدءوا برسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وسلّموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم. فلمّا قدمت السرية سلّموا على رسول الله ، فقام أحد الأربعة فقال :
يا رسول الله ، ألم تر أنّ عليّا صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه.
ثم قام الثاني ، فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه.
ثم قام الثالث فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه.
ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا.
فأقبل إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ والغضب يعرف في وجهه ـ
فقال : ما تريدون من علي؟ ثلاثا. إنّ عليا منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.
أخرجه الترمذي وقال : حسن غريب.
وأخرجه أحمد وقال فيه : فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الرابع ـ وقد تغيّر وجهه ـ فقال : دعوا عليا ، علي منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.
وله طريق آخر عن بريدة.
وأصله في صحيح البخاري » (١).
دفاع القاري عن عمر بن سعد
هذا ، والقاري من المتعصّبين المتحاملين على أهل البيت الطاهرين ، حتّى جعل يدافع عن عمر بن سعد اللعين فقال : « قال ابن معين في عمر بن سعد : كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟ انتهى. أقول : رحم الله من أنصف ، والعجب ممن يخرّج حديثه في كتبهم مع علمهم بحاله. تم كلام ميرك.
وفيه : إنّه قد يقال : إنه لم يباشر لقتله ، ولعل حضوره مع العسكر كان بالرأي والاجتهاد ، وربما حسن حاله وطاب مآله ، ومن الذي سلم من صدور معصية عنه وظهور زلّة منه ، فلو فتح الباب أشكل الأمر على ذوي الألباب » (٢).
هذا ، ولا يخفى الاضطراب في كلامه ، فهو في حين تجويزه حضوره مع العسكر بالرأي والاجتهاد يقول : « وربما حسن حاله وطاب مآله ... ».
__________________
(١) المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٥٨١.
(٢) المرقاة. كتاب الجنائز ، الفصل الثاني من باب البكاء على الميت ٢ / ٣٩١.
ترجمة القاري
ومع هذا التعصّب القبيح الذي رأيت ، وكذا ما صدر منه في حقّ والدي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كما سترى ، فقد وصفه القوم في تراجمهم إيّاه بأعلى صفات المدح وأثنوا عليه غاية الثناء ، فقد قال المحبّي بترجمته :
« علي بن محمد سلطان الهروي المعروف بالقاري ، الحنفي ، نزيل مكة ، وأحد صدور العلم ، فرد عصره ، الباهر السمت في التحقيق وتنقيح العبارات. وشهرته كافية عن الإطراء في وصفه.
ولد بهراة ورحل إلى مكة وتدبّرها ، وأخذ بها عن الأستاذ أبي الحسن البكري ، والسيد زكريا الحسيني ، والشهاب أحمد بن حجر الهيتمي ، والشيخ أحمد المصري تلميذ القاضي زكريا ، والشيخ عبد الله السّندي ، والعلاّمة قطب الدين المكي ، وغيرهم.
واشتهر ذكره وطار صيته.
وألّف التآليف الكبيرة اللطيفة التأدية ، المحتوية على الفوائد الجليلة ، منها شرحه على المشكاة في مجلّدات وهو أكبرها وأجلّها ، وشرح الشفاء ، وشرح الشمائل ، وشرح النخبة ، وشرح الشاطبية ، وشرح الجزرية ، ولخّص من القاموس مواد وسمّاه الناموس ، وله الأثمار الجنية في أسماء الحنفية ، وشرح ثلاثيّات البخاري ، ونزهة الخاطر الفاتر في ترجمة الشيخ عبد القادر.
لكنّه امتحن بالاعتراض على الأئمة ، لا سيّما الشافعي وأصحابه ، واعترض على الإمام مالك في إرسال اليد في الصلاة ، وألّف في ذلك رسالة فانتدب لجوابه الشيخ محمّد مكين وألف رسالة جوابا له في جميع ما قاله ، وردّ عليه اعتراضاته.
وأعجب من ذلك ما نقله عنه السيّد محمد بن عبد الرسول البرزنجي
الحسيني في كتابه سداد الدين في إثبات النجاة في الدرجات للوالدين : أنّه شرح الفقه الأكبر المنسوب إلى الإمام أبي حنيفة ، وتعدّى فيه طوره في الإساءة في حق الوالدين ، ثم إنّه ما كفاه ذلك حتى ألّف فيه رسالة ، وقال في شرحه للشفاء ـ متبجّحا ومفتخرا بذلك ـ إني ألّفت في كفرهما رسالة. فليته إذ لم يراع حقّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ حيث آذاه بذلك ، كان استحيا من ذكر ذلك في شرح الشفاء الموضوع لبيان شرف المصطفى ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ. وقد عاب الناس على صاحب الشّفا ذكره فيه عدم مفروضيّة الصلاة عليه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في الصّلاة ، وادّعاء تفرّد الشافعي بذلك ، بأنّ هذه المسألة ليست من موضوع كتابه.
وقد قيّض الله تعالى الإمام عبد القادر الطبري للردّ على القاري ، فألّف رسالة أغلظ فيها في الردّ عليه.
وبالجملة ، فقد صدر منه أمثال ذلك ، وكان غنيّا عنه أن تصدر منه ، ولولاها لاشتهرت مؤلفاته ، بحيث ملأت الدنيا ، لكثرة فائدتها وحسن انسجامها.
وكانت وفاته بمكة في شوال سنة ١٠١٤ ودفن بالمعلاّة. ولمّا بلغ خبر وفاته علماء مصر صلّوا عليه بجامع الأزهر صلاة الغيبة ، في مجمع حافل يجمع أربعة آلاف نسمة فأكثر » (١).
(٥٤)
رواية المنّاوي
ورواه عبد الرءوف بن تاج العارفين بن علي المنّاوي الشافعي عن الديلمي في الفردوس قائلا :
__________________
(١) خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٣ / ١٨٥.
« يا بريدة ، إن عليّا وليّكم من بعدي. فر » (١).
ورواه مرة أخرى عن الطّيالسي فقال :
« يا علي ، أنت وليّ كلّ مؤمن من بعدي. طيا » (٢).
ترجمة المناوي
وقد قال المحبّي بترجمة المناوي ما ملخّصه :
« عبد الرءوف بن تاج العارفين بن علي بن زيد العابدين الملقب زين الدين الحدادي ثم المناوي القاهري الشافعي ـ وقد تقدم ذكر تتمة نسبه في ترجمة ابنه زين العابدين ـ الإمام الكبير ، الحجة الثبت القدوة ، صاحب التصانيف السائرة ، وأجلّ أهل عصره من غير ارتياب.
وكان إماما ، فاضلا ، زاهدا ، عابدا ، قانتا لله ، خاشعا له ، كثير النفع ، وكان متقرّبا بحسن العمل ، مثابرا على التسبيح والأذكار ، صابرا صادقا ، وكان يقتصر يومه وليلته على أكلة واحدة من الطعام ، قد جمع من العلوم والمعارف على اختلاف أنواعها وتباين أقسامها ما لم يجتمع في أحد ممّن عاصره.
وانقطع عن مخالطة الناس وانعزل في منزل ، وأقبل على التأليف ، فصنّف في غالب العلوم ، ثم وليّ تدريس المدرسة الصّالحية ، فحسده أهل عصره ، وكانوا لا يعرفون مزيّة علمه لانزوائه عنهم ، ولمّا حضر الدرس فيها ردّ عليه من كل مذهب فضلاؤه منتقدين عليه ، وشرع في قراءة مختصر المزني ، ونصب الجدل في المذاهب ، وأتى في تقريره بما لم يسمع من غيره ، فأذعنوا لفضله ، وصار أجلاّء العلماء يبادرون لحضوره ، وأخذ عنه منهم خلق كثير.
__________________
(١) كنوز الحقائق من أخبار خير الخلائق ـ هامش الجامع الصغير :
(٢) نفس المصدر :