نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٥

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٥

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٨

قال : حدّثنا أبو بلج قال : حدّثنا عمرو بن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس ، إذ أتاه تسعة رهط ... » (١) الحديث إلى آخره. وقد تقدم في رواية أحمد ، ورواية الحاكم.

وقال : « أنبأني مهذّب الأئمة أبو المظفّر عبد الملك بن علي بن محمّد الهمداني ـ إجازة ـ قال : أخبرنا محمّد بن الحسين بن علي البزار قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز قال : أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن عمرو الحافظ قال : حدّثني أبو الحسن علي بن موسى الجزار ـ من كتابه ـ قال : حدّثنا الحسن بن علي الهاشمي قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان قال : حدّثنا أبو مريم ، عن ثور بن أبي فاختة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال قال أبي :

دفع النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب ففتح الله عليه ، وأوقفه يوم غدير خم فأعلم الناس أنه مولى كلّ مؤمن ومؤمنة ، وقال صلّى الله عليه وسلّم : أنت منّي وأنا منك. وقال له : تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل. وقال له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، وقال له : أنا سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت. وقال له : أنت العروة الوثقى. وقال له : أنت تبيّن لهم ما اشتبه عليهم بعدي. وقال له : أنت إمام كلّ مؤمن ومؤمنة ووليّ كلّ مؤمن ومؤمنة بعدي. وقال له : أنت الذي أنزل الله فيه : ( وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ) وقال له : أنت الآخذ بسنّتي والذابّ عن ملتي. وقال له : أنا أول من تنشق الأرض عنه وأنت معي. وقال له : أنا عند الحوض وأنت معي. وقال له : أنا أول من يدخل الجنّة وأنت معي تدخلها والحسن والحسين وفاطمة. وقال له : إن الله تعالى أوحى إلي بأن أقوم بفضلك ، فقمت به في الناس وبلّغتهم ما أمرني الله بتبليغه. وقال له : اتق

__________________

(١) مناقب علي بن أبي طالب : ١٢٥.

١٦١

الضّغائن التي لك في صدور لا يظهرها إلاّ بعد موتي ، أولئك يعلنهم الله ويلعنهم اللاّعنون » (١).

وروى الخوارزمي كتاب عمرو بن العاص إلى معاوية وقد جاء فيه : « وأمّا ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ووصيّه إلى الحسد والبغي على عثمان ، وسمّيت الصحابة فسقة ، وزعمت أنّه أشادهم على قتله ، فهذا كذب وغواية. ويحك يا معاوية.

أما علمت أن أبا حسن بذل نفسه بين يدي رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وبات على فراشه.

وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة.

وقد قال فيه رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ هو منّي وأنا منه.

وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

وقد قال فيه رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يوم غدير خم : ألا من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله.

وهو الذي قال عليه‌السلام فيه يوم خيبر : لأعطينّ الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله.

وهو الذي قال فيه يوم الطير : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك فلمّا دخل عليه قال : اللهم وإليّ وإليّ.

وقد قال فيه يوم النضير : علي إمام البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله.

وقد قال فيه : علي وليّكم من بعدي ـ وذلك عليّ وعليك وعلى جميع المسلمين.

__________________

(١) المناقب : ٦١.

١٦٢

وقال : إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي.

وقال : أنا مدينة العلم وعلي بابها » (١).

فيا للعجب ، يثبت عمرو بن العاص حديث الولاية والطير ومدينة العلم حتما ، ويرغم بذلك أنف معاوية رغما ، ومع ذلك ( الدهلوي ) الحقود يزيد في البغضاء على ابن النابغة الكنود ومعاوية اللدود ، فيرمي هذه الأحاديث الشريفة بالكذب والبطلان؟!

من مصادر ترجمة الخوارزمي

والخطيب الخوارزمي أثنى عليه ومدحه كلّ من ترجم له. انظر :

١ ـ فريدة القصر ـ قسم شعراء خوارزم.

٢ ـ تاريخ ابن النجار : ٣٦٠.

٣ ـ الفوائد البهيّة في طبقات الحنفيّة : ٤١٠.

٤ ـ الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية ٢ / ١٨٨.

٥ ـ العقد الثمين في تاريخ بلد الله الأمين ٧ / ٣١٠.

٦ ـ بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ٢ / ٣٠٨.

٧ ـ كتاب أعلام الأخيار في فقهاء مذهب النعمان المختار ـ مخطوط.

وقد أوردنا ترجمته عن هذه وغيرها من المصادر في حديث ( التشبيه ).

(٢٤)

رواية ابن عساكر

ورواه أبو القاسم علي بن الحسين المعروف بابن عساكر في كتابيه

__________________

(١) مناقب علي بن أبي طالب : ١٩٩.

١٦٣

( الموافقات ) و ( الأربعون الطوال ) كما جاء في ( الرياض النضرة ) للمحبّ الطبري ، حيث روى حديث الرهط مع ابن عباس ، فقال في آخره :

« أخرجه بتمامه أحمد ، والحافظ أبو القاسم في الموافقات وفي الأربعين الطوال ، وأخرج النسائي بعضه » (١).

كما روى الحديث عن ابن عساكر جماعة آخرون كالكنجي في ( الكفاية ) ، وشهاب الدين أحمد بن ( توضيح الدلائل ) ، وابن باكثير المكّي في ( وسيلة المآل ) ، والأمير الصنعاني في ( الرّوضة الندية ). كما ستطّلع عليه فيما بعد إن شاء الله تعالى.

وأخرجه في ( تاريخ دمشق ) بترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام بطرق جمّة وألفاظ مختلفة ... وإليك نصوص رواياته :

« أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو حامد الأزهري ، أنبأنا أبو محمد المخلدي ، أنبأنا المؤمل بن الحسن بن عيسى ، أنبأنا محمد بن يحيى :

أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا ابن أبي غنيّة ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس عن بريدة ، قال : غزوت مع علي إلى اليمن ، فرأيت منه جفوة فقدمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكرت عليّا فتنقصته ، فرأيت وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتغيّر ، فقال : يا بريدة ، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقلت : بلى يا رسول الله فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه.

أخبرنا أبو محمد السيدي ، أنبأنا أبو عثمان البجيري ، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان ، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن إسحاق العطاردي ببغداد ، أنبأنا محمد بن علي بن عمر المقدسي ، أنبأنا الحسين بن الحسن الفزاري ، أنبأنا عبد الغفار بن القاسم ، حدثني عدي بن ثابت ، عن سعيد بن

__________________

(١) الرياض النضرة في مناقب العشرة ٣ / ١٧٤ ـ ١٧٥.

١٦٤

جبير :

عن ابن عباس ، حدثني بريدة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : علي مولى من كنت مولاه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه ، أنبأنا عبد العزيز بن أحمد الكناني ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمّد بن إسحاق ، أنبأنا خالي أبي خيثمة ابن سليمان ، أنبأنا أبو عمرو هلال بن العلاء بالرّقة ، أنبأنا عبيد ابن يحيى أبو سليم ، أنبأنا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري ، عن عدي ابن ثابت ، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس ، عن بريدة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم ، أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، أنبأنا محمد بن هارون ، أنبأنا نصر بن علي ، أنبأنا أبو أحمد ، أنبأنا ابن أبي غنية ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس ، عن بريدة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل ، أنبأنا أبو الحسن الخلعي علي بن الحسن بن الحسين المصري الفقيه ، أنبأنا أبو محمد بن عبد الرحمن بن عمرو بن النحاس ، أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي ، أنبأنا عيسى بن أبي حرب الصفار ، أنبأنا يحيى بن أبي بكير ، أنبأنا عبد الغفار ، حدّثني عدي ، حدثني سعيد بن جبير :

عن ابن عباس ، حدثني بريدة ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه.

أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي : أنبأنا أحمد بن أبي عثمان وأبو طاهر القصاري.

١٦٥

حيلولة : وأخبرنا أبو عبد الله بن القصاري ، أنبأنا أبي ، قالا : أنبأنا إسماعيل بن الحسن بن عبد الله ، أنبأنا أحمد بن محمد بن عقدة ، أنبأنا يعقوب ابن يوسف بن زياد الضبي ، وأحمد بن الحسين بن عبد الملك الأودي ، قالا : أنبأنا خالد بن مخلد ، أنبأنا أبو مريم ، حدثني عدي بن ثابت ، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس ، حدثني بريدة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت وليّه فعلي وليّه.

قصر به بعضهم فلم يذكر فيه بريدة.

أخبرنا أبو الحسن ابن قبيس أنبأنا أبو منصور ابن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر اليزدي بإصبهان ، أنبأنا الحسن بن محمد الزعفراني ، أنبأنا عبيد الله بن جعفر بن محمد الرازي ، أنبأنا عامر بن بشير ، أنبأنا أبو حسّان الزيادي ، أنبأنا الفضل بن الربيع ، عن أبيه :

عن المنصور ، عن أبيه ، عن جدّه عن ابن عباس أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه.

ورواه [ أيضا ] عبد الله بن بريدة ، عن أبيه :

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الكرماني ، أنبأنا عبد الرحمن بن علي بن محمد الشاهد.

وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنبأنا أبو بكر الخطيب.

حيلولة : وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر ، أنبأنا عاصم بن الحسن بن محمد ، قالوا : أنبأنا أبو عمر بن مهدي ، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي. أنبأنا يحيى بن زكريا بن شيبان الكندي ، أنبأنا إبراهيم بن الحكم بن ظهير ، حدّثني أبي ، عن منصور بن مسلم بن سابور ، عن عبد الله بن عطاء :

١٦٦

عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : عليّ بن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة وهو وليّكم بعدي.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ ، أنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا خيثمة زهير بن حرب ، أنبأنا أبو الجواب ، أنبأنا عمّار بن زريق ، عن الأجلح :

عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثين إلى اليمن ، على الأول علي بن أبي طالب ، وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا اجتمعتما فعليّ على الناس ، وإذا افترقتما فكلّ واحد منكما على جنده ، قال : فلقينا بني زبيد من اليمن فقاتلناهم فظهر المسلمون على الكافرين فقتلوا المقاتل وسبوا الذرية ، واصطفى عليّ جارية من الفيء ، فكتب معي خالد يقع في عليّ وأمرني أن أنال منه ، قال : فلما أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رأيت الكراهة في وجهه فقلت : هذا مكان العائذ بك ، يا رسول الله بعثتني مع رجل وأمرتني بطاعته فبلّغت ما أرسلني [ به ]. قال : يا بريدة لا تقع في عليّ ، عليّ منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي.

أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا عاصم بن الحسن ، أنبأنا عبد الواحد بن محمد ، أنبأنا أبو العباس ابن عقدة ، أنبأنا أحمد بن يحيى ، أنبأنا عبد الرّحمن ـ هو ابن شريك ـ أنبأنا أبي ، عن الأجلح :

عن عبد الله بن بريدة ، [ عن أبيه ] قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع عليّ جيشا ومع خالد بن الوليد جيشا [ آخر ] إلى اليمن ، وقال : إن اجتمعتم فعليّ على النّاس ، وإن افترقتم فكلّ واحد منكما على حده ، [ قال بريدة : ] فلقينا القوم فظهر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية ، وأخذ عليّ امرأة من ذلك السبي قال : فكتب معي خالد بن الوليد ـ وكنت معه ـ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينال [ فيه ] من عليّ ، ويخبره بذلك أن فعل [ كذا ] وأمرني أن أنال منه ، فقرأت عليه الكتاب ونلت من علي ،

١٦٧

فرأيت وجه نبي الله صلّى الله عليه وسلّم متغيرا ، فقلت : هذا مقام العائذ [ بك ، يا رسول الله ] بعثتني مع رجل وأمرتني بطاعته فبلّغت ما أرسلت به. فقال : يا بريدة لا تقع في عليّ فإنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، أنبأنا أبو عليّ بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، أنبأنا عبد الله بن أحمد حدّثني أبي ، أنبأنا ابن نمير ، أنبأنا أجلح الكندي :

عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه بريدة ، قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثين إلى اليمن ، على أحدهما علي بن أبي طالب ، وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا التقيتم فعلي على الناس ، وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده. قال [ بريدة ] : فلقينا بني زيد من أهل اليمن فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة ، وسبينا الذريّة فاصطفى عليّ امرأة من السّبي لنفسه ، قال بريدة : فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخبره بذلك ، فلما أتيت النبي صلّى الله عليه وسلّم دفعت الكتاب [ إليه ] فقرئ عليه ، فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم!!! فقلت : يا رسول الله هذا مكان العائذ [ بالله ، يا رسول الله ] بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه فبلّغت ما أرسلت به. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا تقع في عليّ فإنّه منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي.

أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا عاصم بن الحسن ، أنبأنا أبو عمر بن مهدي ، أنبأنا أبو العباس بن عقدة ، أنبأنا الحسن بن علي بن عفان أنبأنا حسن ـ يعني ابن عطية ـ أنبأنا سعاد ، عن عبد الله بن عطا [ ء ] :

عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد ، كل واحد منهما وحده ، وجمعها فقال [ لهما ] : وإذا اجتمعتما فعليّ عليكم. قال [ بريدة ] فأخذنا يمينا ويسارا ، قال : فأخذ عليّ [ جانبا ] فأبعد فأصاب سبيا فأخذ جارية من الخمس ، قال

١٦٨

بريدة : وكنت من أشدّ الناس بغضا لعليّ ، وقد علم ذلك خالد بن الوليد ، فأتى رجل خالدا فأخبره أنّه أخذ جارية من الخمس فقال : ما هذا؟ ثم جاء [ رجل ] آخر ، ثم أتى آخر ، ثم تتابعت الأخبار على ذلك فدعاني خالد فقال : يا بريدة قد عرفت الذي صنع ، فانطلق بكتابي هذا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأخبره فكتب إليه ، فانطلقت بكتابه حتى دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخذ الكتاب فأمسكه بشماله وكان كما قال الله عزّ وجلّ لا يكتب ولا يقرأ ، وكنت رجلا إذا تكلمت طأطأت رأسي حتى أفرغ من حاجتي ، فتطأطأت رأسي فتكلّمت فوقعت في علي حتى فرغت ، ثم رفعت رأسي فرأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد غضب غضبا لم أره غضب مثله قطّ إلاّ يوم [ بني ] قريضة والنظير ، فنظر إليّ فقال : يا بريدة إن عليا وليّكم بعدي ، فأحبّ عليا فإنّه يفعل ما يؤمر.

قال [ بريدة ] : فقمت وما أحد من الناس أحبّ إليّ منه.

وقال عبد الله بن عطا [ ء ] : حدثت بذلك أبا حرب ابن سويد بن غفلة فقال : كتمك عبد الله بن بريدة بعض الحديث [ وهو ] أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال له : أنافقت بعدي يا بريدة؟

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي ، أنبأنا يحيى بن إسماعيل ، أنبأنا عبد الله بن محمد بن الحسن ، أنبأنا وكيع ، أنبأنا الأعمش ، عن سعد ، عن عبيدة :

عن عبد الله بن بريدة الأسلمي ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت وليه فعليّ وليه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي : أنبأنا أبو الحسن بن النقور ، أنبأنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن النضر الديباجي ، أنبأنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول ، أنبأنا الحسن بن عرفة ، أنبأنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة :

١٦٩

عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت وليه فعلي وليّه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أبو بكر ابن مالك ، أنبأنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، أنبأنا وكيع.

حيلولة : وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم ، أنبأنا أبو الفضل الرازي ، أنبأنا جعفر بن عبد الله ، أنبأنا محمد بن هارون ، أنبأنا عمرو بن علي ، أنبأنا أبو معاوية ، قالا : أنبأنا الأعمش ، عن سعد بن عبيدة :

عن ابن بريدة ، عن أبيه ، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. وفي حديث وكيع قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت وليّه فإنّ عليا وليّه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي ، أنبأنا أبو بكر ، أنبأنا عبد الله ، حدّثني أبي ، أنبأنا أبو معاوية. أنبأنا الأعمش ، عن سعد بن عبيدة :

عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : بعثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سرية ، قال : فلمّا قدمنا قال [ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ] : كيف رأيتم صحابة صاحبكم؟ قال [ بريدة ] : فإما شكوته ـ أو شكاه غيري ـ قال : فرفعت رأسي ـ وكنت رجلا مكبابا ، قال : ـ فإذا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد احمرّ وجهه ـ قال : ـ وهو يقول : من كنت وليه فعليّ وليّه.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، أنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا أبو خيثمة ، أنبأنا محمد بن حازم ، أنبأنا الأعمش ، عن سعد بن عبيدة :

عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : بعثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سرية واستعمل علينا عليا ، فلما رجعنا قال لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : كيف وجدتم صحبة صاحبكم؟ قال [ بريدة ] : فإمّا شكوته وإمّا شكاه غيري وكنت رجلا مكبابا فرفعت رأسي فإذا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد احمرّ وجهه وهو يقول : من كنت وليه فعليّ وليه.

١٧٠

أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد بن عبد الله المسبر بإصبهان ، وأبو محمد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين الرثاني بها ، قالا : أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القفال ، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد ، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب ، أنبأنا علي بن حرب ، أنبأنا أبو معاوية الضرير ، أنبأنا الأعمش ، عن سعد بن عبيدة :

عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : بعثنا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في سرية فاستعمل علينا عليا ، فلما جئناه سألنا كيف رأيتم صاحبكم؟ فإمّا شكوته وإمّا شكاه غيري فرفعت رأسي ـ وكنت رجلا مكبابا ـ فإذا وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد احمرّ وهو يقول : من كنت وليّه فعلي وليّه.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمد ، وحدّثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد عنه ، أنبأنا أبو بكر الحبري.

وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد الله بن أحمد بن علي البيهقي خطيب « خسروجرد » بها ، أنبأنا أبو عبد الرحمن طاهر بن محمد بن محمد الشحامي إملاء بنيسابور ، أنبأنا الشيخ أبو سعيد بن أبي عمرو الصيرفي قالا :

أنبأنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة :

عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : بعثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سرية واستعمل علينا عليا ، فلما قدمنا قال : كيف رأيتم أميركم؟ قال : فإمّا شكوته أو شكاه غيري ، قال : وكنت رجلا مكبابا ، قال : فرفعت رأسي وإذا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد احمرّ وجهه ، قال : فقال : من كنت وليّه فعليّ وليّه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد ابن جعفر ، أنبأنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، أنبأنا وكيع ، أنبأنا الأعمش ، عن سعد بن عبيدة :

عن ابن بريدة ، عن أبيه : أنّه مر على مجلس وهم يتناولون من عليّ ، فوقف عليهم فقال : إنّه قد كان في نفسي من علي شيء ، وكان خالد بن الوليد

١٧١

كذلك ، فبعثني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سرية عليها علي ، فأصبنا سبيا ، فأخذ علي جارية من الخمس لنفسه ، فقال خالد بن الوليد دونك [ يا بريدة ] قال : فلمّا قدمنا على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم جعلت أحدّثه بما كان ، ثم قلت : إنّ عليا أخذ جارية من الخمس قال وكنت رجلا مكبابا ، قال : فرفعت رأسي فإذا وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد تغيّر! فقال : من كنت وليّه فعلي وليّه.

أخبرتنا ام المجتبى العلوية ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ ، أنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن نمير ، أنبأنا وكيع ، أنبأنا الأعمش ، عن سعد بن عبيدة :

عن ابن بريدة ، عن أبيه : أنّه مرّ على مجلس وهم ينالون من عليّ فوقف عليهم وقال : إنّه كان في نفسي على عليّ شيء ، وكان خالد بن الوليد كذلك ، فبعث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سرية عليها عليّ فأصبنا غنائم فأخذ علي جارية من الخمس لنفسه ، فقال خالد بن الوليد : دونك [ يا بريدة ]. فلمّا قدمنا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جعلت أحدّثه بما كان ، ثم قلت : إنّ عليا أخذ لنفسه جارية من الخمس [ قال : ] وكنت رجلا مكبابا فرفعت رأسي فوجدت وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم متغيرا! وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه [ وليّه « خ » ].

أخبرنا أبو القاسم ابن الحصين ، أنبأنا أبو علي ابن المذهب ، أنبأنا أحمد ابن جعفر ، أنبأنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، أنبأنا روح ، أنبأنا روح ، أنبأنا علي بن سويد ابن منجوف :

عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليا إلى خالد بن الوليد ليقسّم الخمس ـ وقال روح مرة : لقبض الخمس ـ قال : فأصبح عليّ ورأسه يقطر ، قال : فقال خالد لبريدة : ألا ترى ما يصنع هذا؟ قال [ بريدة ] فلما رجعت إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أخبرته

١٧٢

بما صنع عليّ ، قال : وكنت أبغض عليا ، قال : فقال يا بريدة ، أتبغض عليا؟ قال : فقلت : نعم. قال : فلا تبغضه ـ [ و ] قال روح مرّة : فأحبّه ـ فإنّ له في الخمس أكثر من ذلك.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل ، وأبو المظفر ابن القشيري ، قالا : أنبأنا أبو عثمان البحيري ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن عمر بن محمد بن بهتة البزّاز بالرصافة ، أنبأنا الحسين بن إسماعيل ، أنبأنا يعقوب بن إبراهيم ، أنبأنا روح ، أنبأنا عليّ بن سويد :

عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليا إلى خالد بن الوليد ليقبض [ منه ] الخمس ، فأخذ منه جارية فأصبح ورأسه يقطر فقال خالد لبريدة : أما ترى ما صنع هذا؟ قال [ بريدة ] : وكنت أبغض عليا ، قال : فذكرت ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال : يا بريدة أتبغض عليا؟ قال : قلت : نعم قال : فأحبّه فإنّ له في الخمس أكثر من ذلك.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنبأنا أبو منصور ابن شكرويه ، وأبو بكر السّمسار ، قالا : أنبأنا إبراهيم بن عبد الله أنبأنا الحسين بن إسماعيل ، أنبأنا أبو حاتم الرازي ، أنبأنا الحسن بن عبد الله بن حرب ، أنبأنا عمرو بن عطية :

حدثني عبد الله بن بريدة ، أنّ أباه حدثه : أنّ نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم بعث خالد بن الوليد ، وعلي بن أبي طالب ، فقال لهما : إن كان قتال فعليّ عليكم. وإنّه فتح عليهم وذلك قبل اليمن ، فأصابوا سبيا فانطلق علي إلى جارية حسناء ، وأخذها ليبعث بها إلى رسول الله ، فأتى عليه خالد بن الوليد [ كذا ] وقال : لا بل أنا أبعث بها إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فلمّا سمعه خالد ، انطلق فبعث بريدة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال بريدة : أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يغسل رأسه ، فنلت من علي عنده [ قال : ] و [ كنّا ] إذا قعدنا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم نرفع

١٧٣

أبصارنا إليه ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : مه يا بريدة بعض قولك : قال بريدة : فرفعت بصري إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فإذا وجهه يتغيّر! ، فلمّا رأيت ذلك قلت : أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، قال بريدة : والله لا أبغضه أبدا بعد الذي رأيت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

أخبرنا أبو القاسم ابن الحصين ، أنبأنا أبو عليّ بن المذهب ، أنبأنا أحمد ابن جعفر ، أنبأنا عبد الله بن أحمد حدّثني أبي ، أنبأنا يحيى بن سعيد :

أنبأنا عبد الجليل ، قال : أنتهيت إلى حلقة فيها أبو مجلز ، وابن بريدة فقال عبد الله بن بريدة : حدثني أبي بريدة قال : أبغضت عليا بغضا لم أبغضه أحدا قطّ ، قال : وأحببت رجلا من قريش لم أحبّه إلاّ على بغض علي ، قال : فبعث ذلك الرجل على خيل فصحبته ، ما صحبته إلاّ على بغضه عليّا ، فأصبنا سبيا ، قال : فكتب [ ذلك الرجل ] إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ابعث إلينا من يخمّسه. قال : فبعث إلينا عليّا ـ وفي الخمس وصيفة هي من أفضل السبي ـ فخمّس وقسم فخرج ورأسه يقطر ، فقلنا : يا أبا الحسن ما هذا؟ قال : ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي؟ فإنّ قسمت وخمّست فصارت في الخمس ، ثم صارت في أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثم صارت في آل علي ، فوقعت بها. قال : فكتب الرجل إلى نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت : ابعثني فبعثني مصدقا ، قال : فجعلت أقرأ الكتاب وأقول : صدق ، قال : فأمسك [ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ] يدي والكتاب [ و ] قال : أتبغض عليا؟ قال : قلت : نعم. قال : فلا تبغضه وإن كنت تحبّه فازدد له حبّا ، فو الذي نفس محمّد بيده لنصيب آل عليّ في الخمس أفضل من وصيفة. قال : فما كان من الناس أحد بعد قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحبّ إليّ من عليّ.

قال عبد الله : فو الذي لا إله غيره ما بيني وبين نبيّ الله صلّى الله عليه

١٧٤

وسلّم في هذا الحديث غير أبي بريدة.

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم ، أنبأنا أبو الفضل الرازي ، أنبأنا جعفر ابن عبد الله ، أنبأنا محمد بن هارون ، أنبأنا محمد بن إسحاق ، أنبأنا محمد بن عبد الله ، أنبأنا أبو الجواب أنبأنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه :

عن البراء [ بن عازب ] قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جيشين على أحدهما عليّ بن أبي طالب ، وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا كان قتال فعليّ على الناس. [ قال : فذهبا ] فافتتح عليّ حصنا فأخذ جارية لنفسه ، فكتب خالد إلى [ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ] فلمّا قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الكتاب قال : ما تقول في رجل يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله.

أخبرتنا ام البهاء فاطمة بنت محمد ، قالت : أنبأنا سعيد بن أحمد العيار ، أنبأنا أبو الحسين الخفاف ، أنبأنا أبو حامد بن الشرقي ، أنبأنا أبو الأزهر إملاء من أصله ، أنبأنا أبو الجواب ، أنبأنا يونس بن أبي إسحاق :

عن البراء بن عازب قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جيشين ، وأمّر على أحدهما علي بن أبي طالب ، وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا كان قتال فعليّ على النّاس قال : ففتح عليّ قصرا ـ وقال أبو الأزهر مرة : فافتتح عليّ حصنا ـ فأخذ لنفسه جارية ، فكتب معي خالد بن الوليد بشيء به ، فلمّا قرأ رسول الله الكتاب قال : ما تقول في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال [ البراء ] : قلت : أعوذ بالله من غضب الله.

أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، وأبو البركات يحيى بن عبد الرحمن ابن حبيش ، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم الدقيقي قالوا : أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد ابن عبد العزيز ـ إملاء ـ ، أنبأنا أبو الربيع الزهراني ، أنبأنا جعفر بن سليمان ، عن يزيد الرشك :

١٧٥

عن مطرف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين [ قال : ] إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : عليّ منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.

هذا مختصر من حديث :

أخبرناه أبو القاسم ابن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، أنبأنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، أنبأنا عبد الرزاق ، وعفان المعنى. وهذا حديث عبد الرزاق قالا : أنبأنا جعفر بن [ سليمان ] حدّثني يزيد الرشك :

عن مطرف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية وأمّر عليهم علي بن أبي طالب ، فأحدث شيئا في سفره ، فتعاهد ـ قال عفان : فتعاقد ـ أربعة من أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم أن يذكروا أمره لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، قال عمران ، وكنّا إذا قدمنا من سفرنا بدأنا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسلّمنا عليه ، قال : فدخلوا عليه فقام رجل منهم فقال :

يا رسول الله ، إنّ عليّا فعل كذا وكذا. فأعرض عنه.

ثم قام الثاني فقال : يا رسول الله ، إنّ عليّا فعل كذا وكذا. فأعرض عنه.

ثم قام الثالث ، فقال : يا رسول الله ، إنّ عليّا فعل كذا وكذا.

ثم قام الرابع فقال : يا رسول الله ، إنّ عليّا فعل كذا وكذا. قال : فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الرابع ـ وقد تغيّر وجهه! فقال : دعوا عليا ، دعوا عليّا ، دعوا عليا! إن عليّا منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.

[ و ] أخبرنا عاليا أبو المظفر ابن القشيري ، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي ، أنبأنا أبو عمرو بن حداد.

حيلولة : وأخبرناه أبو سهل بن سعدويه ، أنبأنا إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنبأنا أبو يعلى أنبأنا عبيد الله ـ هو ابن عمر ، أنبأنا جعفر ـ زاد ابن حمدان : ـ ابن سليمان ـ أنبأنا يزيد الرشك :

١٧٦

عن مطرف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سريّة واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ، قال : فمضى علي ـ قال ابن المقرئ : في السريّة ـ قال عمران : وكان المسلمون إذا قدموا من سفر أو غزو أتوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يأتوا رحالهم فأخبروه بمسيرهم قال : وأصاب عليّ جارية ، قال : فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا قدموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليخبرنّه ، قال : فقدمت السرية فأتوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فقام أحدهم فقال :

يا رسول الله قد أصاب عليّ جارية. فأعرض عنه.

قال : ثم قام الثاني فقال : يا رسول الله ، وصنع عليّ كذا وكذا. فأعرض عنه.

قال : قام الثالث فقال : يا رسول الله ، وصنع عليّ كذا وكذا. فأعرض عنه.

ثم قام الرابع فقال : يا رسول الله ، وصنع [ عليّ ] كذا وكذا. قال : فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مغضبا الغضب يعرف في وجهه! فقال :

ما تريدون من عليّ ، عليّ منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي!

وأخبرتنا به ام المجتبى العلوية ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ ، أنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا الحسن بن عمر بن شقيق الجرمي ، أنبأنا جعفر بن سليمان ، عن يزيد الرشك :

عن مطرف بن عبد الله الشخير ، عن عمران بن حصين قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سريّة واستعمل عليهم عليا ، قال : فمضى عليّ في السّرية ، فأصاب جارية. فأنكر عليه ذلك أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [ و ] قالوا : إذا لقينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبرناه بما صنع عليّ. قال عمران : وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدءوا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسلّموا عليه ونظروا إليه ، ثم ينصرفون إلى رحالهم ،

١٧٧

قال : فلمّا قدمت السّرية سلّموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، قال : فقام أحد الأربعة فقال :

يا رسول الله ، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا؟. فأعرض عنه.

ثم قام آخر منهم فقال : يا رسول الله ، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا؟. فأعرض عنه.

ثم قام آخر منهم فقال : يا رسول الله ، ألم تر أن عليّا صنع كذا وكذا؟. فأعرض عنه.

ثم قام آخر منهم فقال : يا رسول الله ، ألم تر أنّ عليّا صنع كذا وكذا؟.

فأقبل إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ والغضب يعرف في وجهه فقال : ما تريدون من علي ، ما تريدون من علي؟ إنّ عليا منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.

قال : وأنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا المعلى بن مهدي ، أنبأنا جعفر بإسناده نحوه ولم أجده ، وقد حفظته عنه.

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، ثم أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا يوسف بن الحسن ، قالا : أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يونس بن حبيب ، أنبأنا أبو داود الطيالسي ، أنبأنا أبو عوانة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس [ قال : ].

إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعليّ : أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن عليّ ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا خيثمة بن سليمان ، أنبأنا أحمد بن حازم ، أنبأنا عبيد الله ابن موسى ، أنبأنا يوسف بن صهيب ، عن ركين ، عن وهب بن حمزة قال : سافرت مع عليّ بن أبي طالب من المدينة إلى مكّة ، فرأيت منه جفوة ، فقلت : لئن رجعت فلقيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأنالنّ منه ، قال :

١٧٨

فرجعت فلقيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكرت عليا فنلت منه ، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، لا تقولنّ هذا لعليّ فإنّ عليّا وليّكم بعدي » (١).

ترجمة ابن عساكر

١ ـ الذهبي : « الحافظ ابن عساكر ، صاحب التاريخ الثمانين مجلدا ، أبو القاسم علي بن الحسين بن هبة الله الدمشقي ، محدّث الشام ثقة الدين ... ساد أهل زمانه في الحديث ورجاله ، وبلغ في ذلك الذروة العليا ، ومن تصفّح تاريخه علم منزلة الرجل في الحفظ » (٢).

٢ ـ اليافعي : « الفقيه الإمام المحدّث ، البارع الحافظ ، المتقن الضابط ، ذو العلم الواسع ، شيخ الإسلام ومحدّث الشام ، ناصر السنّة وقامع البدعة ، زين الحفّاظ وبحر العلوم الزاخر ، الرئيس المقر له بالتقدم ، العارف الماهر ، ثقة الدين ، الذي اشتهر في زمانه بعلو شأنه ، ولم ير مثله في أقرانه ، الجامع بين المعقول والمنقول والمميّز بين الصحيح والمعلول.

كان محدّثا في زمانه حافظا ديّنا ، جمع بين معرفة المتون والأسانيد ، ساد أهل زمانه في الحديث ورجاله. قال الحافظ الرئيس أبو المواهب : لم أر مثله ولا من اجتمع فيه من لزوم طريقة واحدة منذ أربعين سنة. ذكره الإمام الحافظ ابن النجار في تاريخه فقال :

إمام المحدّثين في وقته ومن انتهت إليه الرياسة في الحفظ والإتقان ، والمعرفة التامّة والثقة وبه ختم هذا الشأن. وقال الحافظ عبد القاهر

__________________

(١) ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق ج ١ ص ٣٦٥ ـ ٣٨٥ الأحاديث : ٤٥٨ ـ ٤٩١.

(٢) العبر ٤ / ٢١٢.

١٧٩

الرهاوي : رأيت الحافظ السلفي ، والحافظ أبا العلاء الهمداني ، والحافظ أبا موسى المديني ، فما رأيت فيهم مثل ابن عساكر » (١).

وإن شئت المزيد فراجع :

معجم الأدباء ١٣ / ٧٣.

ووفيات الأعيان ٣ / ٣٠٩.

وطبقات السبكي ٧ / ٢١٥.

وطبقات الأسنوي ٢ / ٢١٦.

وتتمة المختصر ٢ / ١٣٢.

وطبقات الحفاظ : ٤٧٤.

وغيرها.

وقد ذكرنا ترجمته مفصلة في ( حديث الطير ).

(٢٥)

رواية الصالحاني

وروى أبو حامد محمود الصّالحاني خبر ابن عباس والرّهط ، المشتمل على حديث الولاية ، والمتقدم سابقا ... رواه بإسناده إلى أبي يعلى ... كما رواه عنه السيّد شهاب الدين أحمد وقال في آخره : « رواه الصّالحاني بإسناده إلى الحافظ الإمام أبي يعلى الموصلي بإسناده وقال : هذا حديث حسن متين. ورواه الطبري وقال : أخرجه أحمد بتمامه ، وأبو القاسم الدمشقي في الموافقات ، وفي الأربعين الطوال ، وأخرج النسائي بعضه » (٢).

__________________

(١) مرآة الجنان ٣ / ٣٩٣.

(٢) توضيح الدلائل ـ مخطوط.

١٨٠