نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٥

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٥

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٨

(٦٤)

رواية محمد سالم الدهلوي

ورواه محمّد سالم بن محمد سلام الله الدهلوي ، في الفصل الثالث من رسالته المسمّاة بـ ( اصول الإيمان ) عن الترمذي ... وقد نص في مقدّمة هذه الرسالة على أنّها مستمدة من الكتب المعتبرة ، وأن الأحاديث الواردة فيها صحيحة.

ترجمة محمد سالم الدهلوي

وهذا الشيخ حفيد المحدّث الكبير الشيخ عبد الحق الدهلوي ، قال في ( نزهة الخواطر ) : « الشّيخ الفاضل أبو الخير محمد سالم بن سلامة ابن شيخ الإسلام الحنفي البخاري الدهلوي ، كان من ذريّة الشيخ المحدّث عبد الحق ابن سيف الدين البخاري ... له مصنفات عديدة ، أشهرها : اصول الإيمان في حبّ النبيّ وآله من أهل السعادة والإيقان ... » ٧ / ٤٤٠ ـ ٤٤١.

(٦٥)

رواية المولوي وليّ الله اللكهنوي

ورواه المولوي ولي الله بن حبيب الله السّهالي اللكهنوي ، في الفصل الثاني من الباب الأول من كتابه ( مرآة المؤمنين في مناقب آل سيّد المرسلين ) ، وقد عنون الفصل بعنوان : « الفصل الثاني في بيان مناقب سيدنا علي المرتضى

٢٦١

ومآثره القاطعة التي هي نصوص على فضيلته وخلافته ».

رواه عن النّسائي عن ابن عباس عن بريدة ، وعنه عن عمران بن حصين ، وعنه عن بريدة.

وروى أيضا حديث عمرو بن ميمون بطوله عن الحاكم والنسائي.

هذا ، وقد ذكر في صدر كتابه ما نصه :

« وبعد فهذه أحاديث مشتملة على مناقب أهل البيت النبوية ، والعترة الطّاهرة المصطفويّة ، من الكتب المعتبرة ، من الصّحاح والتواريخ ، منبّها على أسامي الكتب ، معرضا عن الضعاف المتروكة عند علماء الحديث ، مقتصرا على ما تواتر من الأحاديث أو اشتهر ، أو من الحسان ...

ترجمة ولي الله اللكهنوي

وترجم صاحب ( نزهة الخواطر ) الشيخ ولي الله اللكهنوي المتوفى سنة ١٢٧٠ قال : « الشيخ الفاضل العلاّمة ، أحد الأساتذة المشهورين » ثم ذكر مصنفاته ، وعدّ منها : ( مرآة المؤمنين ) (١).

(٦٦)

رواية القندوزي البلخي

ورواه الشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزي البلخي بطرق متعددة.

فرواه عن الترمذي عن عمران بن حصين.

وعن ( الإصابة ) عن وهب بن حمزة قال : « سافرت مع علي بن أبي

__________________

(١) نزهة الخواطر ٧ / ٥٢٧.

٢٦٢

طالب ، فرأيت منه بعض ما أكره ، فشكوته النبي صلّى الله عليه وسلّم. فقال : لا تقولنّ هذا لعلي ، فإنّه وليّكم بعدي ».

وعن ( المشكاة ) عن عمران بن حصين.

وقال : « قال الحسن بن علي ـ رضي الله عنهما ـ في خطبته قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ حين قضى بينه وبين أخيه جعفر ومولاه زيد في ابنة عمّه حمزة : أما أنت ـ يا علي ـ فمنّي وأنا منك وأنت وليّ كل مؤمن بعدي ».

وقال : « في كنوز الدقائق للمناوي : علي منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي. لأبي داود الطّيالسي » (١).

ترجمة القندوزي

وهو : الشيخ سليمان بن إبراهيم المعروف بـ ( خواجه كلان ) الحسيني القندوزي البلخي ، ولد سنة ١٢٢٠ وسافر إلى البلاد في طلب العلم ، فكان من أعلام الفقهاء الحنفية ومن رجال الطريقة النقشبندية ، له مؤلّفات ، منها ( ينابيع المودة ) دلّ على سعة اطّلاعه ووفور علمه. وتوفي سنة ١٢٩٤ أو ١٢٩٣ أو ١٢٧٠ على اختلاف الأقوال. وتوجد ترجمته في ( معجم المؤلّفين ) و ( الأعلام ).

(٦٧)

رواية حسن زمان الحيدرآبادي

ورواه المولوي حسن زمان بن محمد بن قاسم التركماني الحيدرآبادي

__________________

(١) ينابيع المودة ١ / ١٦٩ ، ١٧١ ، ١٧٢.

٢٦٣

وصحّحه ، فإنّه قال بعد ذكر حديث الغدير :

« ثم معنى المولى هنا : الولي والسيّد قطعا. قال العلاّمة الحرالي :

والمولى هو الولي اللازم الولاية ، القائم بها الدائم عليها ، ذكره الفاضل المنّاوي في شرح الجامع الصغير ، في حديث : علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه.

ويدل عليه ما مضى في روايات أخرى صحيحة : من كنت وليّه فعليّ وليّه.

وفي حديث بريدة عند إمامي السنّة أحمد والنسائي في خصائصه وغيرهما : لا تقع يا بريدة في عليّ ، فإنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي ، وإنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي.

وقول ابن حجر الهيتمي ـ : في سنده الأجلح ، وهو وإن وثّقه ابن معين لكنّ ضعّفه غيره ، على أنّه شيعي ، وعلى تقدير الصحة فيحتمل أنّه رواه بالمعنى بحسب عقيدته ـ ليس بشيء.

فإنّه مع كون الأجلح قد صحّ توثيق جماعة ، وضعف تضعيف فرقة له بعلّة تشيّعه ، قد ورد مثله في روايات أخرى صحيحة أيضا :

ففي الرياض والاكتفاء عن عمران بن حصين قال : بعث رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ سرية واستعمل عليها عليّا ... أخرجه الترمذي في جامعه وقال : حسن غريب. وأبو حاتم ابن حبان في صحيحه.

قلت : وقال أبو يعلى في مسنده : نا عبيد الله ، ثنا جعفر بن سليمان ، نا يزيد الرشك ، عن مطرف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين. فذكره به نحوه.

وقال النّسائي في خصائصه : أنا قتيبة بن سعيد ، ثنا جعفر. فذكره به.

وقال أحمد : ثنا عبد الرزاق وعفان المعنى. وهذا حديث عبد الرزاق قالا : ثنا جعفر بن سليمان. فذكره به.

وفيه : فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الرابع ـ وقد تغيّر

٢٦٤

وجهه ـ فقال : دعوا عليّا ، دعوا عليّا ، دعوا عليّا ، إنّ عليّا منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.

وقال الترمذي : أنا قتيبة بن سعيد ، ثنا جعفر. فذكره به. قال : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلاّ من حديث جعفر بن سليمان.

قلت : هو من زهّاد الشّيعة ، ثقة ، كثير العلم ، احتج به البخاري في الأدب ، ومسلم ، والأربعة ، وصحّح له التّرمذي ، فتحسينه له هذا غريب. وقد حدّث عنه : السفيان الثوري ـ مع تقدّمه ـ وابن المبارك ، وسيّار بن حاتم ، وقتيبة ، ومسدّد ، ويحيى بن يحيى ، وابن مهدي وابن المديني وهما لا يحدّثان إلاّ عن ثقة ، وعبد الرزاق وقال : رأيته فاضلا حسن الهدي ، وأهل صنعاء ، وأهل العراق ، وخلق. وقال أحمد : لا بأس به. وقال ابن معين : ثقة ، كان يحيى بن سعيد يستضعفه ـ أي : وهو منه غير مقبول ـ وقلّده ابن سعد فقال : كان ثقة به ضعف. وكأن استضعاف يحيى لتشيّعه قال ابن حبان في كتاب الثقات :

كان من الثقات المتقنين في الروايات ، غير أنّه كان ينتحل الميل إلى أهل البيت ، ولم يكن بداعية إلى مذهبه ، وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أنّ الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة ولم يكن يدعو إليها أنّ الاحتجاج بأخباره ، ولهذه العلّة تركنا حديث جماعة ممّن كانوا ينتحلون البدعة ويدعون إليها وإن كانوا ثقات ، فاحتججنا بأقوام ثقات انتحالهم سوء ، غير أنهم لم يكونوا يدعون إليها ، وانتحال العبد بينه وبين ربّه ، إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له ، وعلينا قبول الروايات عنهم إذا كانوا ثقات على حسب ما ذكرنا في غير موضع من كتبنا. انتهى.

وقد ذكر قوله في ترجمة عبد الملك. وتقدّم في المقدمة في مرسل الحسن كلام الخطيب في هذا الباب.

وقال ابن عدي : هو حسن الحديث ، معروف بالتشيّع وجمع الرقائق ، جالس زهّاد البصرة فحفظ عنهم. وقد روى أيضا في فضل الشيخين ، وهو

٢٦٥

عندي ممّن يجب أن ينقل حديث. انتهى. وقال الذهبي : كان شيعيا صدوقا.

ويزيد عابد ثقة ، وقال ابن حجر : وهم من ليّنه ، احتجّ به الأئمة الستة.

وكذا مطرف.

وقد صرّح الحافظ ابن حجر في الإصابة بأنّ سنده قوي. وعزي إلى الطيالسي ، والنسائي في الكبرى ، والحسن بن سفيان في فوائده ، وأبي نعيم في فضائل الصحابة ، والطبراني ، والحاكم في مستدركه.

وفي جمع الجوامع : أخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح ، وابن جرير وصحّحه ، ولفظهما : علي منّي وأنا من علي وعلي وليّ كلّ مؤمن بعدي.

وهذه الجملة عند الديلمي في مسند الفردوس عن أبي ذر الغفاري.

وللحاكم في مستدركه والضياء في مختارته عن ابن عباس : إنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال لبريدة : إنّ عليا وليّكم بعدي فأحبّ عليّا فإنّه يفعل ما يؤمر به.

وللديلمي عن بريدة مثله.

وقال أبو داود الطيالسي : حدّثنا أبو عوانة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس : إن رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال لعلي : أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي. وأخرجه أحمد والنسائي ، وعنه الطّحاوي في حديث ابن عباس الطويل في خصائص علي بهذا السند ، مصرّحا بالتحديث في جميعه. وسكت عليه ابن حجر في الإصابة. قال عمر في الإستيعاب : هذا إسناد لا مطعن فيه لأحد ، لصحته وثقة نقلته.

وكأنّه لم يعبأ بتشديد البخاري في قوله وحده في أبي بلج : فيه نظر. وكذا لم يقبله منه من عاصره ومن تأخّر عنه من النقدة المتشدّدة ، منهم أبو حاتم قال : صالح الحديث ، لا بأس به. ووثّقه النسائي وابن سعد وابن حبان ـ كما عزي له ـ واحتجّ به في صحيحه ، والدارقطني والحاكم. وألزما مسلما إخراج حديثه ، واحتجّ به الأربعة. وقال الحاكم : واحتجّ به مسلم ، ولعلّه في نسخة الصحيح

٢٦٦

من روايته ، وهو بلديّ مسلم ، فهو أعلم بكتابه.

وسبقهم إلى توثيقه من المتقدّمين : ابن معين ، وحدّث عنه إمام النقدة شعبة ، وإبراهيم بن المختار ، وحاتم بن أبي صغيرة ، وحصين بن نمير ، وزائدة ابن قدامة ، وزهير بن معاوية ، والثوري ، وسويد بن عبد العزيز ، وشعيب بن صفوان ، وأبو حمزة السكّري ، وأبو عوانة ، وهشيم ، وغيرهم.

وعن وهب بن حمزة قال : قدم بريدة من اليمن ، وكان خرج مع علي بن أبي طالب ، فرأى منه جفوة ، فأخذ يذكر عليّا وينتقص من حقّه ، فبلغ ذلك رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فقال له : لا تقل هذا ، فهو أولى الناس بكم بعدي يعني عليا.

أخرجه الطّبراني في الكبير ، وذكره المناوي بتغيير يسير وقال : قال الهيثمي : فيه ذكرين ذكره أبو حاتم ولم يضعّفه أحد وبقية رجاله وثّقوا.

وعن بريدة ـ في رواية أخرى ـ إن عليّا منّي وأنا منه ، خلق من طينتي وخلقت من طينة إبراهيم ، وأنا أفضل من إبراهيم ، ذرية بعضها من بعض ، والله سميع عليم. يا بريدة ، أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ ، وأنه وليّكم بعدي.

أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار ، وهو صحيح عنده. قال الخطيب : لم أر سواه في معناه.

أورده واعتمده جماعة من الأئمة من آخرهم : السّبكي والسيوطي ، وقد أخرجه ابن أسبوع الأندلسي في الشفاء. كذا في الاكتفاء.

وقد وردت هذه اللّفظة في أحاديث جماعة من الصّحابة بطرق كثيرة ضعيفة ، يتقوّى مجموعها ، لكن لا حاجة إليها بعد هذه الروايات الثابتات. وممّن جزم بورودها من جهابذة المتأخّرين : الحافظ ابن حجر في الإصابة ، والحافظ الفاسي في العقد الثمين. في آخرين.

فقيلة صاحب القرة : ـ إنّ زيادة « وهو وليّكم بعدي ونحوها » موضوعه ،

٢٦٧

ومن تغييرات الشّيعة ـ شيء عجاب عند أولي الألباب ، مع ذكره لها قبل خمسين ورقة في أجوبة الطوسي ، من حديث الترمذي المذكور ، وقد صرّح الترمذي بحسنه وهو صحيح على شرطه. وكتابه من كتب كان مؤلّفوها ـ كما قال صاحب القرة في الحجة ـ معروفين بالوثوق والعدالة والحفظ والتبحّر في فنون الحديث ، ولم يرضوا في كتبهم هذه بالتساهل فيما اشترطوا على أنفسهم ، فتلقّاها من بعدهم بالقبول. إلى آخر ما قال. نسأل الله العافية » (١).

ترجمة حسن زمان

وهذا الشيخ معاصر للسيّد صاحب العبقات ، وقد وصفه السيّد بـ « الجهبذ المبجّل في عصره وأوانه ، حسن الزمان ، نادرة دهره وحسنة زمانه ».

__________________

(١) القول المستحسن في فخر الحسن : ٢١٤.

٢٦٨

وثاقة الأجلح

وردّ القدح فيه بسبب تشيّعه

٢٦٩
٢٧٠

قوله

لأنّ في سنده الأجلح وهو شيعي متّهم في روايته.

أقول

هذا الكلام مخدوش بوجوه عديدة ، ومنقوض بنقوض سديدة :

١ ـ توثيق يحيى بن معين

لقد وثّقه إمام المنقّدين يحيى بن معين ، قال المزّي : « قال عباس الدوري عن يحيى بن معين : ثقة » (١) وقال ابن حجر : « قال ابن معين : صالح وقال مرة : ثقة. وقال مرة : ليس به بأس » (٢).

ترجمة يحيى بن معين

ولنذكر بعض الكلمات في مناقب يحيى بن معين ومحامده ، لئلاّ يرتاب في سقوط التشكيك في وثاقة الأجلح بعد توثيق يحيى بن معين له :

__________________

(١) تهذيب الكمال بترجمة الأجلح ٣١ / ٥٤٩.

(٢) تهذيب التهذيب ـ ترجمة الأجلح ١ / ١٦٦.

٢٧١

قال السمعاني : « أبو زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام المريّ ، مرّة غطفان ، من أهل بغداد. كان إماما ربّانيّا عالما حافظا ثبتا متقنا ، مرجوعا إليه في الجرح والتعديل ...

روى عنه من رفقائه : أحمد بن حنبل ، وأبو خيثمة ، ومحمد بن إسحاق الصنعاني ، ومحمد بن إسماعيل البخاري ، وأبو داود السجستاني ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وغيرهم.

وانتهى علم العلماء إليه ، حتى قال أحمد بن حنبل : هاهنا رجل خلقه الله لهذا الشأن ، يظهر كذب الكذابين. يعني : يحيى بن معين. وقال علي بن المديني : لا نعلم أحدا من لدن آدم كتب من الحديث ما كتب يحيى بن معين. قال أبو حاتم الرّازي : إذا رأيت البغدادي يحبّ أحمد بن حنبل فاعلم أنّه صاحب سنّة. وإذا رأيته يبغض يحيى بن معين فاعلم أنه كذّاب.

وكانت ولادته في خلافة أبي جعفر سنة ١٥٨ في آخرها ... ومات لسبع ليال بقين من ذي القعدة سنة ٢٣٣ » (١).

وقد فصّلنا الكلام في ترجمة يحيى بن معين في مجلّد ( حديث مدينة العلم ).

٢ ـ توثيق أحمد بن حنبل

وقال أحمد بن حنبل في توثيق الأجلح : « ما أقرب الأجلح من فطر بن الخليفة » روى ذلك : المزّي ، وابن حجر العسقلاني. بترجمة الأجلح ، عن عبد الله بن أحمد ، عن أبيه (٢).

ولا ريب في أنّ « فطر بن خليفة » ثقة عند أحمد بن حنبل ... قال

__________________

(١) الأنساب ـ المري ١٢ / ٢١٦ ـ ٢١٧.

(٢) تهذيب الكمال ٢ / ٢٧٧ تهذيب التهذيب ١ / ١٦٦.

٢٧٢

الذّهبي :

« فطر بن خليفة المخزومي ، مولاهم ، الحناط ، عن : أبي الطفيل ، وعطاء الشيبي ، ومولاه عمرو بن حريث الصحابي ، وعن مجاهد ، والشعبي ، وخلق. وعنه : القطّان ، ويحيى بن آدم ، وقبيصة. وخلق. له نحو ستّين حديثا ، وهو شيعي جلد صدوق ، وثّقه أحمد وابن معين. مات سنة ١٥٣ » (١).

وقال ابن حجر : « قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه : ثقة صالح الحديث » (٢).

فيكون الأجلح ثقة عند أحمد بن حنبل.

٣ ـ توثيق الفلاّس

وهو عند عمرو بن علي الفلاس مستقيم الحديث ، صدوق ، فقد ذكر ابن حجر العسقلاني بترجمته : « وقال عمرو بن علي : مات سنة ١٤٥ أوّل السنة ، وهو رجل من بجيلة ، مستقيم الحديث ، صدوق. قلت : ليس هو من بجيلة » (٣).

ترجمة الفلاس

والفلاّس من أكابر أئمّة المسلمين الأعلام ، وهذه نبذة من كلماتهم بترجمته :

١ ـ السمعاني : « أبو حفص عمرو بن علي بن بحر بن الكنيز السقّاء الفلاّس

__________________

(١) الكاشف ٢ / ٣٣٢ ترجمة فطر.

(٢) تهذيب التهذيب ٨ / ٢٧١ ترجمة فطر.

(٣) تهذيب التهذيب ١ / ١٦٦.

٢٧٣

ـ ذكرته في الفاء ـ كان أحد أئمّة المسلمين ، من أهل البصرة ، قدم أصبهان سنة ستّ عشرة وأربع وعشرين ، وست وثلاثين ومائتين ، وحدّث بها. روى عنه : عفان بن مسلم ، وسئل أبو زرعة الرازي عنه فقال : ذاك من فرسان الحديث. وقال حجّاج بن الشاعر : لا يبالي أن يأخذ من عمرو بن علي من حفظه أو من كتابه. وكان أبو مسعود الرازي يقول : لا أعلم أحدا قدم هاهنا أتقن من أبي حفص » (١).

٢ ـ الذهبي : « الحافظ الإمام الثبت ، أبو حفص ، الباهلي البصري الصيرفي ، الفلاّس ، أحد الأعلام. مولده بعد الستين ومائة. سمع : يزيد زريع ، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمّي ، وسفيان بن عيينة ، ومعتمر بن سليمان ، وطبقتهم ، فأكثر وأتقن ، وجوّد وأحسن.

حدّث عنه : الستّة ، والنسائي أيضا بواسطة ، وعفّان وهو من شيوخه ، وأبو زرعة ، ومحمد بن جرير ، وابن صاعد ، والمحاملي ، وأبو روق الهزاني ، وأمم سواهم.

قال النسائي : ثقة حافظ صاحب حديث. وقال أبو حاتم : كان أوثق من علي بن المديني. وقال عبّاس العنبري : ما تعلّمت الحديث إلاّ منه. وقال حجّاج بن شاعر : عمرو بن علي لا يبالي أحدّث من حفظه أو من كتابه. وقال أبو زرعة : ذاك من فرسان الحديث ، لم نر بالبصرة أحفظ منه ومن ابن المديني والشاذكوني.

قال الفلاّس : حضرت مجلس حمّاد بن زيد وأنا صبيّ وضيء ، فأخذ رجل بخدّي ففررت فلم أعد.

وقال ابن إشكاب : ما رأيت مثل الفلاس ، وكان يحسن كلّ شيء.

وعنه قال : ما كنت فلاّسا قط » (٢).

__________________

(١) الأنساب ٧٠ / ٩٠.

(٢) تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٨٧.

٢٧٤

وترجم له في ( سير أعلام النبلاء ) فوصفه بـ « الحافظ الإمام المجوّد الناقد » ثم أورد الكلمات في حقّه (١).

وكذا في ( العبر ) بعد أن وصفه بـ « الحافظ أحد الأعلام » (٢).

٣ ـ وكذا ترجم له كلّ من اليافعي (٣) وابن حجر (٤) والسّيوطي (٥).

٤ ـ توثيق العجلي

ووثّقه أحمد بن عبد الله العجلي ، فقد ذكر المزّي : « قال أحمد بن عبد الله العجلي : كوفي ثقة » (٦). وقال ابن حجر : « قال العجلي : كوفي ثقة » (٧) وقال السّيوطي بعد تكلّم ابن الجوزي في الأجلح : « قلت : روى له الأربعة ، ووثّقه ابن معين والعجلي » (٨).

ترجمة العجلي

والعجلي أيضا من كبار الأئمّة الحفّاظ ، المرجوع إليهم في الجرح والتعديل :

١ ـ السمعاني : « أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١١ / ٤٧٠.

(٢) العبر ـ حوادث ٢٤٩.

(٣) مرآة الجنان ـ حوادث ٢٤٩.

(٤) تقريب التهذيب ٢ / ٧٥.

(٥) طبقات الحفّاظ : ٢١٤.

(٦) تهذيب الكمال ٢ / ١٧٧.

(٧) تهذيب التهذيب ١ / ١٦٦.

(٨) اللآلي المصنوعة ١ / ٣٢٢.

٢٧٥

العجلي ، كوفي الأصل ، نشأ ببغداد ، وسمع بها وبالكوفة والبصرة ... وكان حافظا ديّنا صالحا ، انتقل إلى بلاد المغرب فسكن أطرابلس ، وانتشر حديثه هناك. روى عنه ابنه أبو مسلم صالح ، وذكر أنه سمع منه في سنة ٢٥٧. وكان يشبّه بأحمد بن حنبل ، وكان خروجه إلى المغرب أيّام محنة أحمد بن حنبل. وكانت ولادته بالكوفة سنة ١٨٢. ومات في سنة ٢٦١ وقبره بأعلى الساحل باطرابلس ، وقبر ابنه صالح إلى جنبه » (١).

٢ ـ الذّهبي : « العجلي ، الإمام الحافظ القدوة ... حدّث عنه ولده صالح بمصنّفه في الجرح والتعديل ، وهو كتاب مفيد يدلّ على سعة حفظه. ذكره عباس الدوري فقال : كنا نعدّه مثل أحمد ويحيى بن معين » (٢).

وكذا في ( العبر ) وذكر كلمة الدوري (٣).

وفي ( سير أعلام النبلاء ) وصفه : « الإمام الحافظ الناقد الأوحد الزاهد » وذكر كتابه في الجرح والتعديل ومدحه ، ثم ذكر بعض الكلمات في حق العجلي والثناء عليه من الأكابر (٤).

٥ ـ توثيق الفسوي

ووثّقه يعقوب بن سفيان الفسوي بصراحة وإن ناقض نفسه فليّن حديثه قال ابن حجر : « قال يعقوب بن سفيان : ثقة حديثه ليّن » (٥).

__________________

(١) الأنساب ـ الاطرابلسي ١ / ٣٠٤.

(٢) تذكرة الحفّاظ ٢ / ٥٦٠ / ٥٨٢.

(٣) العبر ـ حوادث ٢٦١.

(٤) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٠٥.

(٥) تهذيب التهذيب ١ / ١٦٦ ترجمة الأجلح.

٢٧٦

ترجمة الفسوي

والفسوي من أكابر الأئمة المعتمدين لدى القوم :

١ ـ السمعاني : « الفسوي. بفتح الفاء والسين ، وهذه النّسبة إلى فسا ، وهي بلدة من بلاد فارس ، خرج منها جماعة من العلماء والرحالين ، منهم : أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان الفسوي الفارسي. كان من الأئمة الكبار ، ممّن جمع ورحل من الشرق إلى الغرب ، وصنّف وأكثر ، مع الورع والنسك والصّلابة في السنّة.

رحل إلى : العراق ، والحجاز ، والشام ، والجزائر ، وديار مصر. وكتب عن عبيد الله بن موسى. روى عنه : أبو محمد ابن درستويه النحوي.

مات في رجب الثالث والعشرون منه ، من سنة ٢٧٧ » (١).

٢ ـ الذهبي : « الفسوي الحافظ الإمام الحجة ... عنه : الترمذي ، والنسائي ، وابن خزيمة ، وأبو عوانة ، وابن أبي حاتم ، ومحمد بن حمزة بن عمار ، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي ، وآخرون. وبقي في الرحلة ثلاثين سنة.

قال أبو زرعة الدمشقي : قدم علينا من نبلاء الرّجال يعقوب بن سفيان ، يعجز أهل العراق أن يروا مثله ...

وقيل : كان يتكلّم في عثمان ـ رضي‌الله‌عنه ـ ولم يصح » (٢).

وفي ( العبر ) : « الإمام يعقوب بن سفيان الحافظ ، أحد أركان الحديث ، وصاحب المشيخة والتاريخ » (٣).

__________________

(١) الأنساب ـ الفسوي ٩ / ٣٠٥.

(٢) تذكرة الحفّاظ ٢ / ٥٨٢.

(٣) العبر ـ حوادث ٢٧٧.

٢٧٧

وفي ( سير أعلام النبلاء ) : « الفسوي الإمام الحافظ الحجة الرحال ، محدّث إقليم فارس ... » (١).

٦ ـ توثيق ابن عدي

ووصفه ابن عدي صاحب ( الكامل ) الكتاب الشهير في الجرح والتعديل ، بالصّدق ، والاستقامة في الحديث ، وأضاف أنّه لم ير له حديثا منكرا مطلقا ... فقد قال المزي بترجمة الأجلح :

« قال أحمد بن عدي : له أحاديث صالحة ، يوري عنه الكوفيّون وغيرهم ، فلم أجد له حديثا منكرا متجاوزا للحد لا إسنادا ولا متنا ، إلاّ أنّه يعدّ في شيعة الكوفة وهو عندي مستقيم الحديث » (٢).

وقال ابن حجر : « قال ابن عدي : له أحاديث صالحة ، ويروي عنه الكوفيّون وغيرهم ، ولم أر له حديثا منكرا مجاوزا للحد لا إسنادا ولا متنا ، إلاّ أنّه يعدّ في شيعة الكوفة ، وهو عندي مستقيم الحديث صدوق. وقال شريك عن الأجلح : إنّه ما سبّ أبا بكر وعمر أحد إلاّ مات قتلا أو فقرا » (٣).

ترجمة ابن عدي

وابن عدي من أئمّة أهل الجرح والتعديل المرجوع إليهم عندهم :

١ ـ الذهبي : « ابن عدي ، الإمام الحافظ الكبير ، أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن مبارك الجرجاني ، ويعرف أيضا بابن القطّان ، صاحب كتاب الكامل في الجرح والتعديل ، كان أحد الأعلام ...

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٣ / ١٨٠.

(٢) تهذيب الكمال ٢ / ٢٧٨.

(٣) تهذيب التهذيب ١ / ١٦٦.

٢٧٨

عنه : أبو العباس ابن عقدة شيخه ، وأبو سعد الماليني ، والحسن بن رامين ، ومحمد بن عبد الله بن عبد كويه ، وحمزة بن يوسف السهمي ، وأبو الحسين أحمد بن العالي ، وآخرون.

وهو المصنّف في الكلام على الرجال ، عارف بالعلل.

قال أبو القاسم ابن عساكر : كان ثقة على لحن فيه.

قال حمزة السهمي : سألت الدار قطني أن يصنّف كتابا في الضعفاء.

فقال : أليس عندك كتاب ابن عدي؟ فقلت : بلى. فقال : فيه كفاية لا يزاد عليه.

قلت : قد صنّف ابن عدي على أبواب مختصر المزني كتابا سمّاه الإنتصار.

قال حمزة السهمي : كان حافظا متقنا لم يكن في زمانه أحد مثله ، تفرّد برواية أحاديث ، وبه منها لا بنيه عدي وأبي زرعة ، وتفرّدا بها عنه.

قال الخليلي : كان عديم النظير حفظا وجلالة ، سألت عبد الله بن محمد الحافظ أيهما أحفظ؟ ابن عدي؟ ابن عدي أو ابن قانع فقال : زر قميص ابن عدي أحفظ من عبد الباقي ابن قانع.

قال الخليلي : وسمعت أحمد بن أبي مسلم الحافظ يقول : لم أر أحدا مثل أحمد الحاكم ، وقد قال لي كان حفظ هؤلاء تكلّفا وحفظ ابن عدي طبعا. زاد معجمه على ألف شيخ.

قال حمزة بن يوسف : توفي أبو أحمد في جمادى الآخرة سنة خمس وستين ، وصلّى عليه الإمام أبو بكر الإسماعيلي » (١).

٢ ـ ابن الأثير : « فيها توفي أبو أحمد ابن عدي الجرجاني ، في جمادى

__________________

(١) تذكرة الحفّاظ ٣ / ٩٤٠.

٢٧٩

الآخرة ، وهو إمام مشهور » (١).

٣ ـ اليافعي : « فيها الحافظ الكبير أبو أحمد ، عبد الله بن محمد القطّان الجرجاني ، مصنف الكامل في الجرح » (٢).

٤ ـ السيوطي : « ابن عدي ، الإمام الحافظ الكبير ... صاحب الكامل في الجرح والتعديل ، أحد الأعلام ... » (٣).

٥ ـ المناوي : « هو أبو أحمد عبد الله الجرجاني ، أحد الحفّاظ الأعيان الذين طافوا البلاد وهجروا الوساد وواصلوا السهاد وقطعوا المعتاد ، طالبين للعلم ، روى عن الجمحي وغيره. وعنه : أبو حامد الإسفرايني ، وأبو سعيد الماليني. قال البيهقي : حافظ متقن لم يكن في زمنه مثله. وقال ابن عساكر : ثقة على لحن فيه. مات سنة ٣٦٥ عن ثمان وثمانين.

وفي كتاب الكامل ، الّذي ألّفه في معرفة الضعفاء ، وهو أصل من الأصول المعوّل عليها والمرجوع إليها ، طابق اسمه معناه ، ووافق لفظه فحواه ، من عينه انتجع المنتجعون ، وبشهادته حكم الحاكمون ، وإلى ما قاله رجع المتقدّمون والمتأخّرون » (٤).

٧ ـ تصحيح الحاكم حديثه وتأكيده ذلك

وقال الحاكم :

« حدّثنا أحمد بن إسحاق الفقيه ، أنبأ أبو المثنى ، ثنا مسدّد ، ثنا يحيى القطان ، عن الأجلح ، عن الشعبي ، عن عبد الله بن الخليل ، عن زيد بن أرقم قال : كنت

__________________

(١) الكامل في التاريخ ـ حوادث سنة ٣٥٥.

(٢) مرآة الجنان ـ حوادث سنة ٣٥٥.

(٣) طبقات الحفّاظ : ٣٨٠.

(٤) فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير ـ بيان رموز الكتاب ١ / ٢٩.

٢٨٠