البراهين الجليّة - ج ٢

السيّد حسن الصدر

البراهين الجليّة - ج ٢

المؤلف:

السيّد حسن الصدر


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ مشهد المقدسة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-629-5
ISBN الدورة:
978-964-319-618-9

الصفحات: ٤١٦
الجزء ١ الجزء ٢

غلام عليّ آزاد (١) في مآثر الكرام وفي سبحة المرجان ، فراجع ذلك .

ومنهم : صلاح الدين الصفدي ، قال في ينابيع المودة : قال الشيخ الكبير العارف بأسرار الحروف صلاح الدين الصفدي في شرح الدائرة : إنّ المهدي الموعود هو الإمام الثاني عشر من الأئمّة ، أولهم سيدنا عليّ وآخرهم المهدي عجل اللَّه فرجه ونفعنا اللَّه بهم (٢) .

نص القاضي الساباطي :

ومنهم : القاضي جواد الساباطي (٣) في كتابه البراهين الساباطيّة بعد نقله ما في كتاب شعيا وردّه لما تولّته اليهود والنصارى لذلك الكلام قال : فيكون المنصوص عليه هو المهدي‏ رضي‌الله‌عنه بعينه بصريح قوله : ولا يدين بمجرّد السمع ، لأنّ المسلمين أجمعوا على أنّه رضي‌الله‌عنه لا يحكم بمجرّد السمع والحاضر بل لا يلاحظ إلّا الباطن ، ولم يتّفق ذلك لأحد من الأنبياء والأوصياء .

إلى أن قال : وقد اختلف المسلمون في المهدي رضي‌الله‌عنه :

فقال أصحابنا من أهل السنّة والجماعة : إنّه رجل من أولاد فاطمة يكون اسمه محمّداً ، واسم أبيه عبد اللَّه ، واسم اُمّه آمنة .

__________________

(١) الحسيني الواسطي البلگرامي الهندي الحنفي ، كان فاضلاً أديباً ولد سنة ١١١٦ ه ، وتوفّي سنة ١١٩٤ ه من تصانيفه سبحة المرجان في آثار هندوستان في التاريخ والتراجم . أبجد العلوم ٣ : ١٩٩ـ٢٠١ ، الأعلام للزركلي ٥ : ١٢١ .

(٢) ينابيع المودّة ٣ : ٣٤٧ ، وانظر الوافي بالوفيات ٢ : ٣٣٦ / ٧٨٦ .

(٣) ابن إبراهيم بن محمّد باسفين ، الهَجَري الأصل ، البصري الحنفي ، ولد في مارية سنة ١١٨٨ ه ، وتوفّي حدود سنة ١٢٥٠ ه ، ومن مصنّفاته الاُنموذج في القوافي والعروض . هدية العارفين ١ : ٢٥٨ ، معجم المؤلِّفين ٣ : ١٦٣ .

٤١

وقال الإماميون : بل إنّه هو محمّد بن الحسن العسكري رضي اللَّه عنهما ، وكان قد تولّد في سنة خمس وخمسين ومائتين من فتاة للحسن العسكري‏ رضي‌الله‌عنه اسمها نرجس في سرّ من رأى بزمن المعتمد ، ثمّ غاب سنة ، ثمّ ظهر ، ثمّ غاب وهي الغيبة الكبرى ولا يؤوب بعدها إلّا إذا شاء اللَّه ، ولمّا كان قولهم أقرب لتناول هذا النصّ ، وكان غرضي الذبّ عن ملّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله مع قطع النظر عن التعصّب في المذهب ، ذكرت لك مطابقة ما يدّعيه الإماميون مع هذا النصّ (١) ، انتهى ..

فراجعه فإنّه قد طبع هذا الكتاب مذ مدّة وهو في ردّ النصارى لأنّ صاحبه كان منهم ثمّ أسلم وكان من أعاظم علماء السنّة (٢) .

ومنهم : وحيد عصره العلّامة عبد الرحمن بن خلدون المغربي ، فإنّه نصّ على أنّ للحسن العسكري ابناً هو محمّد المهدي في مقدّمة تاريخه ، قال في آخر صفحة ١٧٥ من النسخة المطبوعة بالمطبعة الأدبية في‏بيروت سنة ١٨٨٦ عيسوية ، قال : وأمّا الاثنا عشريّة فربّما خصّوا باسم الإماميّة عند المتأخّرين منهم ، فقالوا بإمامة موسى الكاظم بن جعفر الصادق لوفاة أخيه الأكبر إسماعيل الإمام في حياة أبيهما جعفر فنصّ على إمامة موسى هذا ، ثمّ ابنه الرضا الذي عهد إليه المأمون ومات قبله فلم يتمّ له أمر ، ثمّ ابنه محمّد التقي ، ثمّ ابنه عليّ الهادي ، ثمّ ابنه أبو محمّد العسكري ، ثمّ ابنه محمّد المهدي المنتظر الذي قدّمناه قبل (٣) .

أقول : قال قبل هذا في صفحة ١٧٣ : الإثنا عشريّة منهم يزعمون أنّ

__________________

(١) انظر النجم الثاقب ١: ٤١٢ ـ ٤١٣ / ٢٠ ، وإلزام الناصب ١ : ٣٣ .

(٢) وكتابه هذا في ردّ القسيس الپادري و إثبات حقيقة مذهب الإسلام .

(٣) تاريخ ابن خلدون ١ : ٢١٣ .

٤٢

الثاني عشر من أئمّتهم وهو محمّد بن الحسن العسكري ، و يلقّبونه بالمهدي ، دخل سرداباً بدارهم في الحلّة وتغيّب حين اعتقل مع اُمّه وغاب هنالك ، وهو يخرج آخر الزمان فيملأ الأرض عدلاً ، يشيرون بذلك إلى الحديث الواقع في كتاب الترمذي في المهدي ، وهم إلى الآن ينتظرون ويسمّونه المنتظر لذلك (١) ، انتهى .

ومنهم : القاضي أحمد الشهير بابن خلكان فإنّه نصّ على ولادته من الحسن العسكري في كتابه وفيات الأعيان المعروف ، قال ـ في باب حرف الميم في أواخر الجزء الأوّل المطبوع بمصر في المطبعة الميمنيّة سنة ١٣١٠ ه في صفحة ٤٥١ ما لفظه بحروفه ـ : أبو القاسم محمّد بن الحسن العسكري ابن عليّ الهادي بن محمّد الجواد المذكور قبله ، ثاني عشر الأئمّة الإثنا عشر على اعتقاد الإماميّة المعروف بالحجّة ، وهو الذي تزعم الشيعة أنّه المنتظر والقائم والمهدي ، وهو صاحب السرداب عندهم ، وأقاو يلهم فيه كثيرة ، وهم ينتظرون ظهوره في آخر الزمان من السرداب بسرّ من رأى ، كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، ولمّا توفّي أبوه ـ وقد سبق ذكره ـ كان عمره خمس سنين ، واسم اُمّه خمط ، وقيل : نرجس ، والشيعة يقولون : إنّه دخل السرداب في دار أبيه واُمّه تنظر إليه فلم يخرج بعد إليها ، وذلك في سنة خمس وستين ومائتين وعمره يومئذ تسع سنين .

وذكر ابن الأزرق (٢) في تاريخ ميافارقين : أنّ الحجّة المذكور ولد

__________________

(١) نفس المصدر ١ : ٢١٠ .

(٢) عبد اللَّه بن عبد الوارث الفارقي ، أبو الفضل ابن الأزرق ، مؤرّخ ، توفّي سنة ٥٩٠ ه . كشف الظنون ١ : ٣٠٧ .

٤٣

تاسع شهر ربيع الأوّل سنة ثمان وخمسين ومائتين . وقيل : في ثامن شعبان سنة ست وخمسين وهو الأصحّ . وأنّه لمّا دخل السرداب كان عمره أربع سنين . وقيل : إنّه دخل السرداب سنة خمس وسبعين ومائتين وعمره سبع عشر سنة ، واللَّه أعلم أي ذلك كان (١) ، انتهى .

نصّ الحافظ أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس :

ومنهم : الحافظ أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس الذي وصفه الحفّاظ بالحافظ ، و بالغوا في الثناء عليه ، كالحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ في الطبقة الثالثة عشر قال : الحافظ المجود (٢) ، فراجعه صفحة ٢٥٥ من المجلد الثالث المطبوع بالهند (٣) . وأثير الدين في تاريخ الكامل (٤) ، والتاج السبكي في الطبقات الكبرى وغيرهم (٥) . فإنّه أخرج في كتاب الأربعين النصّ على أنّ المهدي ابن الحسن العسكري كما ستعرف .

قال في أوّل كتابه : أخرج الرجال الثقات من قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من حفظ عنّي من اُمّتي أربعين حديثاً كنت له شفيعاً » .

إلى أن قال : فإن قال لنا سائل : ما هذه الأربعون حديثاً الذي إذا حفظها الإنسان كان له هذا الأجر والثواب والفضل العظيم ؟

قلنا : الجواب : اعلم أنّ هذا السؤال وقع في مجلس السيّد محمّد بن إدريس الشافعي فقال : هي مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، وأسند

__________________

(١) وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ٤ : ٣١  / ٥٦٢ .

(٢) في النسختين : الموجود ، والمثبت عن المصدر .

(٣) في تذكرة الحفّاظ ٣ : ١٠٥٣ / ٩٦٢ .

(٤) الكامل في التاريخ ٩ : ٣٢٦ .

(٥) طبقات الشافعيّة الكبرى ٦ : ٥٣ ، وانظر تاريخ بغداد ١ : ٣٥٢ / ٢٧٩ .

٤٤

الحديث بذلك عن أحمد بن حنبل قال : سمعت من الشافعي أنّ الأحاديث الأربعين أراد بها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وأهل بيته عليهم‌السلام قال : قال أحمد بن حنبل : فخطر ببالي من أين صحّ عند الشافعي ؟ ! فرأيت النبيّ‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله في النوم وهو يقول : « شككت في قول محمّد ابن إدريس الشافعي عن قولي : من حفظ من اُمّتي أربعين حديثاً في فضائل أهل بيتي كنت له شفيعاً يوم القيامة ، أما علمت أنّ فضائل أهل بيتي لا تحصى » (١) .

قال أبو الفتح بعد روايته للأربعين في أهل البيت : و إنّما ملت إلى تفضيلهم بعد أن تقدّمت مذاهب فحرّفتها ، وبان لي الحقيقة فعرفتها ، وتبيّنت الطريقة فسلكتها بالشواهد اللائحة ، والأخبار الصحيحة الواضحة ، ونبأت بها من الثقات وأهل الورع والديانات، وكذلك أدّيناها حسب ما رويناها، قال رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من كذّب عليّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار » (٢) .

أقول : فإذا عرفت أنّ رواياته في كتابه هذا كلّها عن الثقات وأهل الورع والديانات ، وهو الحافظ المجوّد ، فاعلم أنّه قال : الحديث الرابع : أخبرنا محمود بن محمّد الهروي ، قال : أخبرنا أبو عبد اللَّه محمّد بن أحمد ابن عبد اللَّه ، عن سعد بن عبد اللَّه ، عن عبد اللَّه بن جعفر الحميري ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى الأشعري ، عن أبي حفص أحمد بن نافع البصري ، قال : حدّثني أبي وكان خادماً للإمام أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا ، قال : حدّثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر الصادق قال : حدّثني أبي الباقر علم الأنبياء محمّد بن عليّ ، قال : حدّثني

__________________

(١) انظر ينابيع المودّة ٢ : ٢٧١ / ٧٧٢ ، وأعيان الشيعة ٣ : ٢٩٤ .

(٢) مسند أحمد ٢ : ٥١٩ ، صحيح البخاري ١ : ١١٧ الباب ٨١ ، صحيح مسلم ١ : ١٠ / ٣ و ٤ .

٤٥

أبي سيّد العابدين عليّ بن الحسين قال : حدّثني أبي سيّد الشهداء الحسين ابن علي قال : حدّثني أبي سيّد الأوصياء عليّ بن أبي طالب أنّه قال : قال لي أخي رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أحبّ أن يلقي اللَّه عزّ وجلّ وهو مقبل عليه غير معرض عنه فليتوال علياً ، ومن سرّه أن يلقى اللَّه عزّ وجلّ وهو عنه راض [ فليتولّ ] ابنك الحسن ، ومن أحبّ يلقى اللَّه عزّ وجلّ ولا خوف عليه [ فليتولّ ] ابنك الحسين ، ومن أحبّ أن يلقى اللَّه عزّ وجلّ وهو تمحص عنه ذنوبه [ فليتولّ ] عليّ بن الحسين فإنّه كما قال اللَّه تعالى : ( سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) (١) ، ومن أحبّ أن يلقى اللَّه عزّ وجلّ وهو قرير العين فليتوال محمّد بن عليّ ، ومن أحبّ أن يلقي اللَّه عزّ وجلّ فيعطيه كتابه بيمينه [ فليتولّ ] جعفر بن محمّد ، ومن أحبّ أن يلقي اللَّه طاهراً مطهّراً فليوال موسى بن جعفر النور المعظّم ، ومن أحبّ أن يلقي اللَّه وهو ضاحك [ فليتولّ ] عليّ بن موسى الرضا ، ومن أحبّ أن يلقي اللَّه عزّ وجلّ قد رفعت درجاته وبدّلت سيّئاته حسنات [ فليتولّ ] ابنه محمّد التقي عليه‌السلام ، ومن أحبّ أن يلقي اللَّه عزّ وجلّ فيحاسبه حساباً يسيراً و يدخله جنّة عرضها السموات [ فليتولّ ] ابنه عليّ بن محمّد ، ومن أحبّ أن يلقي اللَّه عزّ وجلّ وهو من الفائزين [ فليتولّ ] ابنه الحسن العسكري ، ومن أحبّ أن يلقي اللَّه عزّ وجلّ وقد كمل إيمانه وحسن اسلامه [ فليتولّ ] ابنه صاحب الزمان المهدي ، فهؤلاء مصابيح الدجى ، وأئمّة الهدى ، وأعلام التقى ، فمن أحبّهم وتولّاهم كنت ضامناً له على اللَّه الجنّة » (٢) .

__________________

(١) سورة الفتح ٤٨ : ٢٩ .

(٢) انظر عبقات الأنوار ٢ : ٢٥٣ ـ ٢٥٤ ، كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار : ٦٠ ، وإلزام الناصب في إثبات الحجّة الغائب ١ : ٣٢٦ .

٤٦

وصاحب هذا الكلام ومخرج هذا الحديث في أربعينه قائل به لا محالة .

منهم : ملك العلماء شهاب الدين بن شمس الدين عمر الهندي صاحب المصنّفات الكثيرة في فنون العلم منها التفسير الكبير الموسوم بالبحر الموّاج بالفارسية ، وله هداية السعداء في المناقب قال في الأخير : و يقول أهل السنّة : إنّ خلافة الخلفاء الأربع ثابت بالنصّ ، كذا في العقيدة الحافظيّة ، قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : « خلافتي ثلاثون سنة وقد تمّت بعليّ عليه‌السلام » .

كذلك خلافة الأئمّة الاثنى عشر :

أوّلهم : الإمام عليّ كرّم اللَّه وجهه وفي خلافته ورد حديث ثلاثون سنة .

والثاني : الإمام الشاه حسن رضي‌الله‌عنه ، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « هذا ابني سيّد سيصلح بين المسلمين » .

الثالث : الحسين رضي‌الله‌عنه قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « هذا ابني سيّد سيقتله الباغية » .

وتسعة من ولد الشاه حسين‏ رضي‌الله‌عنه قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «بعد الحسين بن عليّ كانوا من أبنائه تسعة أئمّة آخرهم القائم عليهم‌السلام».

وقال جابر بن عبد اللَّه الأنصاري : دخلت على فاطمة بنت رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وبين يديها ألواح وفيها أسماء الأئمّة من ولدها فاعددت أحد عشر اسماً آخرهم القائم .

ثمّ أورد على نفسه سؤالاً هو : أنّه لِم لَم يدّع زين العابدين خلافة ؟

فأجاب بما حاصله : أنّه رأى ما فعل بجدّه وأبيه الحسين من الخروج والقتل والظلم ، وسمع أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله رأى في منامه أنّ أجربة الكلاب تصعد على منبره وتعوي ، فحزن فنزل عليه جبرئيل بالآية : ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ

٤٧

أَلْفِ شَهْرٍ ) (١) ، وهي مدّة ملك بني اُميّة وتسلّطهم على عباد اللَّه ، فخاف وسكت إلى أن يظهر المهدي من ولده ، فيرفع الألوية ، و يخرج السيف فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً .

إلى أن قال : أوّلهم يعني التسعة : الإمام زين العابدين ، والثاني : الإمام محمّد الباقر ، والثالث : الإمام جعفر الصادق ابنه ، والرابع : الإمام موسى الكاظم ابنه ، والخامس الإمام عليّ الرضا ابنه ، والسادس الإمام محمّد التقي ابنه ، والسابع الإمام عليّ النقي ابنه ، والثامن الإمام الحسن العسكري ابنه ، والتاسع الإمام حجّة اللَّه القائم الإمام المهدي ابنه ، وهو غائب وله عمر طويل كما بين المؤمنين عيسى وإلياس والخضر ، وفي الكافرين الدجّال والسامري (٢) ، انتهى موضع الحاجة من كلامه .

وهو إمام عصره في العلوم فراجع ترجمته في سبحة المرجان فإنّه يقول فيه : وألّف كتباً سارت بها ركبان العرب والعجم ، وأذكى مسرجاً أهدى من النار الموقدة على علم ، منها البحر الموّاج تفسير القرآن العظيم بالفارسيّة . إلى أن قال : ومناقب السادات بتلك العبارة يعني بالفارسية توفّي سنة ٨٤٩ .

نصّ الشيخ عبد الملك العصامي في تاريخه :

ومنهم : الشيخ الحافظ عبد الملك العصامي (٣) في تاريخه فإنّه قد

__________________

(١) سورة القدر ٩٧ : ٣

(٢) انظر النجم الثاقب ١ : ٤٠٥ ، والزام الناصب ١ : ٣٢٩ .

(٣) عبد الملك بن الحسين بن عبد الملك العصامي الشامي ، المؤرّخ ، من آثاره

٤٨

نصّ عليه ، وأنّه ابن الحسن العسكري ، وذكر تاريخ ولادته وألقابه وصفته .

ثمّ قال : ولمّا توفّي أبوه كان عمره خمس سنين ، والشيعة يقولون : إنّه دخل السرداب سنة خمس وسبعين ومائتين وعمره سبع عشر سنة ، وهم ينتظرون خروجه في آخر الزمان من السرداب ، وأقاويلهم فيه كثيرة ، واللَّه أعلم أين ذلك يكون (١) ، انتهى .

نصّ المطيري :

ومنهم : الشيخ محمّد المطيري المشهور المدني ، الشافعي مذهباً ، الأشعري اعتقاداً ، والنقشبندي طريقةً نفعنا اللَّه من بركاتهم ، صاحب كتاب الرياض الزاهرة في فضل آل بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وعترته الطاهرة ، الذي صدّره بكتاب إحياء الميّت للجلال السيوطي ، المشتمل على ستّين حديثاً في مناقب أهل البيت ، وأنهاها المطيري إلى مائة وواحد وخمسين ، وذكر في آخرها : أنّ من ذريّة الحسين بن عليّ ـ رضي اللَّه عنهما ـ المهدي المبعوث في آخر الزمان ، ثمّ ذكر أنّ جميع نسل السيد الحسين وذريّته يرجعون إلى إمام الأئمّة المحقّق المجمع على جلالته وغزارة علمه وزهده وورعه وكماله سلالة الأنبياء والمرسلين وسلالة خير المخلوقين زين العابدين عليّ بن الحسين ـ رضي اللَّه عنه وأرضاه ـ ثمّ ذكر بعض مناقبه وجماعة من ذريّته وجملة من المنامات في فضيلتهم .

ثمّ قال : فالإمام الأوّل عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه وساق أسامي باقي

__________________

النجوم العوالي في أبناء الأوائل والتوالي ، توفّي سنة ١١١١ ه . الأعلام للزركلي ٤ : ١٥٨ .

(١) سمط النجوم العوالي ٤ : ١٥٠ .

٤٩

الأئمّة .

إلى أن قال : والحادي عشر ابنه الحسن العسكري رضي‌الله‌عنه ، الثاني عشر ابنه محمّد القائم المهدي رضي‌الله‌عنه ، وقد سبق النصّ عليه في ملّة الإسلام من النبيّ محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكذا من جدّه عليّ رضي‌الله‌عنه ومن بقيّة آبائه أهل الشرف والمراتب وهو صاحب السيف القائم المنتظر كما ورد ذلك في صحيح الخبر وله قبل قيامه غيبتان إلى آخر ما قاله (١) .

نصّ الإمام الشبراوي :

ومنهم : الإمام الهمام الشيخ عبد اللَّه الشبراوي الشافعي صاحب كتاب الإتحاف بحبّ الأشراف المطبوع بمصر عام ١٣١٨ ، قال في آخر صفحة ٦٨ منه : الثاني عشر من الأئمّة أبو القاسم محمّد الحجّة الإمام . قيل : هو المهدي المنتظر ، ولد الإمام محمّد الحجّة بن الإمام الحسن الخالص رضي‌الله‌عنه بسرّ من رأى ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين قبل موت أبيه بخمس سنين ، وكان أبوه قد أخفاه حين ولد ، وستر أمره لصعوبة الوقت وخوفه من الخلفاء ، فإنهم كانوا في ذلك الوقت يتطلبون الهاشمييّن و يقصدونهم بالحبس والقتل و يريدون إعدامهم ، وكان الإمام محمّد الحجّة يلقّب أيضاً بالمهدي والقائم والمنتظر والخلف الصالح وصاحب الزمان ، وأشهرها المهدي ولذلك ذهبت الشيعة إلى أنّه الذي صحّت الأحاديث بأنّه يظهر آخر الزمان ، وأنّه موجود في السرداب الذي دخله في سرّ من رأى ، ولهم في ذلك تأليف ، والصحيح خلاف ما ذهبوا إليه ، وأنّ المهدي الذي صحّت به الأحاديث وأنّه يظهر آخر الزمان خلافه و إن كان أيضاً من أشرف

__________________

(١) حكاه عنه في كشف الأستار : ٩٣ ـ ٩٤ ، إلزام الناصب ٢ : ١٠٩ .

٥٠

آل البيت الكريم لكنّه يولد و ينشأ كغيره لا أنّه من المعمّرين ، وقد أشرق نور هذه السلسلة الهاشميّة ، والبيضة الطاهرة النبويّة والعصابة العلويّة ، وهم إثنا عشر إماماً مناقبهم عليّة ، وصفاتهم سنيّة ، ونفوسهم شريفة أبيّة ، وأرومتهم كريمة محمّدية ، وهم : محمّد الحجّة بن الحسن الخالص بن علي الهادي بن محمّد الجواد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ابن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الإمام الحسين أخي الحسن ولَدَي الليث الغالب عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه تعالى عنهم أجمعين (١) ، انتهى .

[ نصّ الرحّالة ابن بطوطة ] :

ومنهم : العلّامة الشيخ محمّد بن بطوطة ، فإنّه ذكر في رحلته في صفحة ١٣٨ من الجزء الأوّل المطبوع بمطبعة التقدّم بمصر : أنّ أهل الحلّة كلّهم إماميّة اثنا عشريّة ، وأنّ بقرب السوق الأعظم مسجد على بابه ستر حرير مسدول ، وهم يسمّونه مشهد صاحب الزمان ، وهم يقولون : إنّ محمّد بن الحسن العسكري دخل ذلك المسجد وغاب فيه و إنّه سيخرج ، وهو الإمام المنتظر عندهم (٢) ، انتهى ملخّصاً .

والغرض أنّ محمّد بن الحسن العسكري عنده من المعلومين غايته أنّه لا يعتقد أنّه المنتظر .

[ نصّ ابن حجر المكّي ] :

ومنهم : الحافظ ابن حجر المكّي الشافعي فإنّه ذكر في صفحة ١٢٤ من

__________________

(١) الإتحاف بحبّ الأشراف : ١٧٩ .

(٢) رحلة ابن بطوطة ( تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ) ٢ : ٥٦ .

٥١

الصواعق ترجمة أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري قال في آخر كلامه : ولم يخلّف غير ولده أبي القاسم محمّد الحجّة ، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين ، لكن آتاه اللَّه فيها الحكمة ، و يسمّى القائم المنتظر ، قيل : لأنّه ستر بالمدينة وغاب فلم يعرف أين ذهب . ومرّ في الآية الثانية عشر قول الرافضة فيه : إنّه المهدي . وأوردت ذلك مبسوطاً فراجعه فإنّه مهمّ (١) ، انتهى .

والغرض أنّه لا يشكّ في ثبوته وتولّده وأنّه غاب غير أنّه ينكر أن يكون هو المهدي المنتظر الموعود في آخر الزمان فتأمّل .

والذي أحال عليه ابن حجر وهو صفحة المائة من النسخة المطبوعة بمصر ١٣١٢ قال هناك : و إنّ الجمهور غير الإماميّة على أنّ المهدي غير الحجّة هذا (٢) .

أقول : فيعلم أنّ الجمهور لا ينكرون تولّده بل يثبتونه .

فصل :

وأمّا علماء الطريقة ومشايخ الحقيقة ، فقد ثبت عندهم أنّ المهدي الموعود هو الحجّة محمّد بن الحسن العسكري بالنقل الصحيح والكشف الصريح .

أمّا المتقدّمون :

منهم : فقد نقل ذلك عنه الإمام المجمع على ثقته وصحّة شهادته

__________________

(١) الصواعق المحرقة ٢ : ٦٠١ .

(٢) نفس المصدر ٢ : ٤٨١ ـ٤٨٢ .

٥٢

أبو بكر أحمد البيهقي (١) في كتابه شعب الإيمان قال : اختلف الناس في أمر المهدي ، فتوقّف جماعة وأحالوا العلم إلى عالمه ، واعتقدوا أنّه واحد من أولاد فاطمة بنت رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، يخلقه اللَّه متى شاء يبعثه نصرة لدينه ، وطائفة يقولون : إنّ المهدي الموعود ولد يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، وهو الإمام الملقّب بالحجّة القائم المنتظر محمّد ابن الحسن العسكري ، وأنّه دخل السرداب بسرّ من رأى وهو حي مختف عن أعين الناس منتظر خروجه ، وسيظهر ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ، ولا امتناع في طول عمره وامتداد أيّامه كعيسى بن مريم والخضر عليها السلام ، وهؤلاء الشيعة خصوصاً الإماميّة ووافقهم عليه جماعة من أهل الكشف (٢) ، انتهى .

وقوله : ووافقهم عليه جماعة من أهل الكشف . هو ما قلنا ، والمعروفون منهم في طبقة البيهقي المتوفّي سنة ٤٥٨ : الحلّاج ، والجنيد ، وأبو الحسن الورّاق ، وأبو بكر الشبلي ، وأبو علي الرودباري ، وسهل بن عبد اللَّه التستري ، وأضرابهم ، واللَّه العالم .

وأمّا المتأخّرون عن البيهقي من مشايخ الصوفيّة القائلون بذلك أيضاً فأعدّهم واحداً واحداً حسبما يحضرني من كلامهم ونصوصهم :

الأوّل : أحد أركان هذه الطائفة ومن له المقام الأرفع من مقام القرب الشيخ الأكبر محي الدين أبو عبد اللَّه محمّد بن عليّ المعروف بابن العربي ،

__________________

(١) أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي الخسروجردي البيهقي ، الفقيه الشافعي الحافظ المشهور صاحب التصانيف ، ولد سنة ٣٨٤ ه ، وتوفّي سنة ٤٥٨ ه . تذكرة الحفاظ ٣ : ١١٣٢ / ١٠١٤ .

(٢) عنه في كشف الأستار : ٩٨ .

٥٣

قال في الباب السادس والستّين والثلاثمائة من الفتوحات : هكذا واعلموا أنّه لا بدّ من خروج المهدي رضي‌الله‌عنه لكن لا يخرج حتّى تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً فيملؤها قسطاً وعدلاً ، ولو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد طوّل اللَّه تعالى ذلك اليوم حتّى يلي هذا الخليفة ، وهو من عترة رسول اللَّه ، ومن ولد فاطمة رضي اللَّه عنها ، جدّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، ووالده الحسن العسكري ابن الإمام عليّ النقي ـ بالنون ـ ابن محمّد التقي ـ بالتاء ـ ابن الإمام عليّ الرضا ، ابن الإمام موسى ، ابن الإمام بن جعفر الصادق ، ابن الإمام محمّد الباقر ، ابن الإمام زين العابدين عليّ ، ابن الإمام الحسين ، ابن الإمام عليّ بن أبي طالب ، يواطئ اسمه اسم رسول اللَّه ، يبايعه المسلمون ما بين الركن والمقام ، يشبه رسول اللَّه في الخَلق ـ بفتح الخاء ـ و ينزل عنه في الخُلق ـ بضمّها ـ إذ لا يكون أحد مثل رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله في أخلاقه واللَّه تعالى يقول : ( وَ إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (١) ، وهو أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، أسعد الناس بأهل الكوفة ، إلى آخر كلامه (٢) .

فإن لم يحضرك كتابه فراجع البحث الخامس والستّين من كتاب اليواقيت للشيخ عبد الوهاب الشعراني فإنّه نقل ذلك بطوله ، و إن لم يحضرك اليواقيت فلاحظ مشارق الأنوار للشيخ حسن العدوي الحمزاوي في الفصل الثاني من الباب الرابع ، فإن لم يحضرك ذلك فراجع الإسعاف للمحقّق الصبّان ، و إن لم يحضرك فراجع نور الأبصار للشيخ الشبلنجي ، فإن لم يحضرك فراجع ينابيع المودّة للشيخ سليمان الحسيني البلخي

__________________

(١) سورة القلم ٤: ٦٨ .

(٢) الفتوحات المكّية ٣ : ٣٢٧ .

٥٤

القندوزي ، وكلّ هذه الكتب قد طبعت مرّات (١) .

الثاني : القطب الربّاني الشيخ عبد الوهاب الشعراني ..

والثالث : الشيخ الربّاني حسن العراقي ..

والرابع : سيّدي عليّ الخواص ..

قال الشعراني في البحث الخامس والستّين من اليواقيت في بيان أن جميع أشراط الساعة التي أخبر بها الشارع لا بدّ أن تقع كلّها قبل قيام الساعة وذلك كخروج المهدي (٢) .

إلى أن قال : وهو من أولاد الإمام الحسن العسكري ، ومولده‏ عليه‌السلام ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم عليه‌السلام ، فيكون [ عمره ] (٣) إلى وقتنا هذا ـ وهو سنة ثمان وخمسين وتسعمائة ـ سبعمائة سنة وست سنين ، هكذا أخبرني الشيخ حسن العراقي ـ المدفون فوق كرم الريش المطل على بركة الرطلي بمصر المحروسة ـ عن الإمام المهدي حين اجتمع به ، ووافقه على ذلك شيخنا سيدي علي الخواص رحمهما‌الله (٤) ، انتهى ، موضع الحاجة وإلّا فكلامه طويل جدّاً .

ثمّ إن كنت تريد معرفة الشيخ حسن العراقي ، والشيخ علي

__________________

(١) اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر ٢ : ١٧٧ ـ ١٧٨ ، مشارق الأنوار في فوز أهل الاعتبار : ١١١ ـ ١١٢ ، إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين المطبوع بهامش نور الأبصار للشبلنجي : ١٥٤ ، نور الأبصار : ١٨٧ ، وانظر ينابيع المودّة ٣ : ٣٣٩ .

(٢) اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر ٢ : ١٧٧ .

(٣) الزيادة من المصدر .

(٤) اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر ٢ : ١٧٨ .

٥٥

الخواص ، فراجع لواقح الأنوار في طبقات الأخيار (١) ، وربّما قيل : لواقح الأنوار القدسيّة في مناقب العلماء الصوفيّة (٢) للشيخ الشعراني ، وقد طبع بمصر ، و يعرف بالطبقات الكبرى للشعراني ، فإنّه ذكر الشيخ حسن العراقي بالشيخ الصالح العابد الزاهد ذي الكشف الصحيح والحال العظيم ، وأنّه عمّر مائة وثلاثين سنة ، وذكر قصّة اجتماعه بالإمام المهدي ، وأنّه سأله عن عمره ، فقال : « يا ولدي عمري الآن ستمائة سنة وعشرون سنة » ، قال الشعراني : فقلت ذلك لسيّدي عليّ الخواص فوافقه على عمر المهدي رضي اللَّه عنهما (٣) .

وذكر فيها ـ أعني اللواقح ـ عليّ الخواص ، قال : ومنهم شيخي واستادي سيّدي عليّ الخواص البراسي ـ رضي اللَّه عنه ورحمه ـ كان اُمّيّاً لا يكتب ولا يقرأ ، وكان رضي اللَّه عنه يتكلّم على معاني القرآن العظيم والسنّة المشرّفة كلاماً نفيساً تحيّر فيه العلماء ، وكان محلّ كشفه اللوح المحفوظ عن المحو والإثبات ، فكان إذا قال قولاً لا بدّ أن يقع على الصفة التي قال ، وكنت أرسل له الناس يشاورونه عن أحوالهم فما كان قطّ يحوجهم إلى كلام بل كان يخبر الشخص بواقعته التي أتى لأجلها قبل أن يتكلّم فيقول : طلّق مثلاً ، أو شارك ، أو فارق ، أو اصبر ، أو سافر ، أو لا تسافر ، فيتحيّر فيقول : من أعلم هذا بأمري (٤) ؟ ! إلى ما ذكره فراجعه حتّى تعرف مقام العارفين بالمهدي .

__________________

(١) طبع بهذا العنوان في مصر سنة ١٣٧٤ بمطبعة مصطفى الحلبي .

(٢) طبع بهذا العنوان في القاهرة تحقيق أحمد عبد الرحيم السايح ، وتوفيق علي وهبة .

(٣) انظر لواقح الأنوار في طبقات الأخيار ٢: ١٣٩ / ٢٥ ، واليواقيت والجواهر ٢ : ١٧٨ .

(٤) لواقح الأنوار في طبقات الأخيار ٢ : ١٥٠ /  ٦٣ .

٥٦

الخامس : نور الدين عبد الرحمن الجامي الحنفي العارف المعروف ، ترجمه الكفوي (١) في أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان (٢) ، والدياربكري (٣) في تاريخ الخميس (٤) ، وأثنيا عليه الثناء الجميل ، وعدّا كتابه شواهد النبوّة في الكتب المعتبرة .

وقد نصّ في شواهد النبوّة : أنّ الحجّة بن الحسن العسكري الإمام الثاني عشر هو الذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً ، وذكر حديث حكيمة بنت الإمام محمّد الجواد في ولادته في ليلة النصف من شعبان بالجملة ، وعدّ جملة من غرائبه وكراماته وجملة من نصوص أبيه الحسن العسكري عليه بالإمامة ، وأنّه المنتظر الموعود ، وقد طبع مرّات بمطبعة الهند وغيرها (٥) .

السادس : أبو الخير فضل اللَّه بن روزبهان (٦) شارح الشمائل للترمذي ، ومصنّف أبطال الباطل في نقض نهج الحق للشيخ ابن مطهّر الحلّي شيخ الشيعة ، وقد ذكر في ردّه عند قول ابن المطهّر : المطلب الثاني في زوجته وأولاده : كانت فاطمة سيّدة نساء العالمين زوجته (٧) ما لفظه :

__________________

(١) محمّد بن سليمان الرومي الكفوي ، قاض من أهل بلدة كفّه التركيّة ، توفّي سنة ٩٩٠ ه . الأعلام ٧ : ١٧٢ .

(٢) كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان ) مخطوط ( .

(٣) الشيخ حسين بن محمّد بن الحسن الدياربكري ، مؤرّخ ، ولي القضاء في مكّة المكرّمة ، وتوفّي بها سنة ٩٦٦ ه . الأعلام للزركلي ٢ : ٢٥٦ .

(٤) تاريخ الخميس ١ : ٢ـ ٣ .

(٥) شواهد النبوة : ٢٧٦ .

(٦) الخنجي الشيرازي الشافعي ، المعروف بخواجه ملّا ، مؤرّخ مشارك في بعض العلوم ، فرغ من بعض تصانيفه بعد سنة ٩٠٩ ه ومن البعض الآخر سنة ٩١٧ ه . الذريعة للطهراني ١ : ٣٥٧ ، معجم المؤلِّفين ٨ : ٦٨ .

(٧) نهج الحقّ وكشف الصدق : ٢٥٤ .

٥٧

ومن هو قادر على أن ينكر على جماعة هم أهل السداد ، وخزّان معدن النبوّة ، وحفّاظ آداب الفتوّة ، صلوات اللَّه وسلامه عليهم ؟ ! ونعم ما قلت فيهم منظوماً :

سلام على المصطفى المجتبى

سلام على السيد المرتضى

سلام على ستّنا فاطمة

من اختارها اللَّه خير النساء

سلام من المسك أنفاسه

على الحسن الألمعي الرضا

سلام على الأوزعي الحسين

شهيد ثوى جسمه كربلا

سلام على سيّد العابدين

علي بن الحسين المجتبى

سلام على الباقر المهتدي

سلام على الصادق المقتدى

سلام على الكاظم الممتحن

رضي السجايا إمام التقى

سلام على الثامن المؤتمن

عليّ الرضا سيد الأصفياء

سلام على المتّقي التقي

محمّد الطيّب المرتجى

سلام على الأريحي النقي

عليّ المكرّم هادي الورى

سلام على السيّد العسكري

إمام يجهّز جيش الصفا

سلام على القائم المنتظر

أبي القاسم القرم نور الهدى

سيطلع كالشمس في غاسق

ينجيه من سيفه المنتقى

ترى يملأ الأرض من عدله

كما ملئت جور أهل الهوى

سلام عليه و آبائه

وأنصاره ما تدوم السماء (١)

وقال المولى حسين بن معين الدين الميبدي الترمذي (٢) شارح

__________________

(١) ابطال الباطل المطبوع ضمن احقاق الحقّ ( الحجري ) : ٢٠٩ ، ودلائل الصدق ٦ : ٤٥٦ ، وانظر احقاق الحق مقدمة السيد المرعشي ١ : ٨٠ .

(٢) كذا في النسخ وكشف الظنون ، والظاهر هو تصحيف : اليزدي .

٥٨

الهداية في الحكمة والديوان لعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، العارف المعروف بمير حسين بن مير معين الدين الحسيني (١) في آخر شرح حديث الحسن ابن علي العسكري ما لفظه : وتوفّي ـ أي الحسن العسكري ـ في سرّ من رأى وهو المشهور بالسامره سنة ستّين ومائتين ، وتولّد ابنه الإمام محمّد صلوات اللَّه عليه في سرّ من رأى في الثالث والعشرين من رمضان سنة ثمان وخمسين ومائتين ، وذهب الإماميّة إلى أنّه المهدي الموعود بلسان النبوّة ، وهو الآن حي و يظهر بعد هذا واللَّه اعلم ، حرّره مؤلِّفه حسين بن معين الدين في جمادى الأوّل لسنة ثمان وتسعمائة وهو خوزمان ، انتهى بلفظه و بحروفه (٢) .

السابع : الشيخ العارف المشهور شيخ الإسلام الشيخ أحمد الجامي الذي ذكره نور الدين الجامي في كتابه النفحات ، وذكر أنّه كان اُ مّياً لا يعرف الحروف ولا الكتاب ، دخل الغار قرب بلد جام بجذب قوي من اللَّه جلّ شأنه ، واستقام في الغار ثمان عشر سنة من غير طعام يأكل أوراق الشجر .

إلى أن قال : ثمّ أمره اللَّه بإرشاد الناس ، وصنّف كتاباً قدره ألف ورقة تحيّر فيه العلماء والحكماء من غموض معناه وهو عجيب في هذه الاُ مّة ، وبلغ عدد من دخل في طريقته من المريدين ستمائة ألف (٣) . وهو ممّن يعتقد أنّ الإمام الثاني عشر هو المهدي الموعود ذكر ذلك في شعره .

وفي ينابيع المودّة في صفحة ٤٧٢ المطبوع بالأستانة ما لفظه : وأمّا

__________________

(١) كمال الدين اليزدي ، تلميذ الجلال الدواني ، المتلخص بمنطقي ، توفّي سنة ٩١٠ ه أو ٩١١ ه ، وفي كشف الظنون ١ : ٨٠٢ : المتوفّي سنة ٨٧٠ ، ألّف في الحكمة والنحو وغير ذلك . الأعلام للزركلي ٢ : ٢٦٠.

(٢) شرح حديث « صعدنا ذرى الحقيقة » للميبدي مخطوط في مكتبة المؤلِّف .

(٣) نفحات الاُنس : ٤٠ ـ ٤٠٨ / ٤٣١ .

٥٩

المشايخ العظام أعني : حضرت شيخ الإسلام أحمد الجامي النامقي ، والشيخ عطّار النيسابوري ، وشمس الدين التبريزي ، وجلال الدين مولانا الرومي ، والسيّد نعمت اللَّه الولي ، والسيد النسيمي وغيرهم قدّس اللَّه أسرارهم ووهب لنا عرفانهم وبركاتهم ، ذكروا في أشعارهم في مدائح الأئمّة من أهل البيت الطيّبين y مدح المهدي في آخرهم متّصلاً بهم ، فهذه أدلّة على أنّ المهدي ولد أوّلاً رضي‌الله‌عنه ، ومن تتبّع آثار هؤلاء الكاملين العارفين يجد الأمر واضحاً عياناً ، انتهى .

وذكر في هذه الصفحة وما بعدها جملة من أشعار هؤلاء العلماء العارفين المصرّحين بأنّ المهدي وهو محمّد بن الحسن العسكري ثاني عشر أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام (١) .

ومنهم : العارف الربّاني شيخ الشيوخ سعد الدين الحموي (٢) حكى عنه النسفيّ (٣) أنّه قال ما معناه بالعربي : إنّه لم يكن اسم الولي في الأديان السابقة و إنّما جاء من اللَّه في دين محمّدنا صلى‌الله‌عليه‌وآله ، واللَّه تعالى اختار اثنى عشر وليّاً من أهل بيت محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجعلهم ورثة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ونوّابه ، وحديث : « العلماء ورثة الأنبياء » (٤) في حقّهم ، قال : وكذلك حديث :

__________________

(١) ينابيع المودّة ٣ : ٣٤٨ ـ ٣٥٢ .

(٢) محمّد بن المؤيد البحرآبادي الجويني ، سافر إلى حماة فنسب إليها ، من مؤلَّفاته سجنجل الأرواح ، وهو والد صدر الدين الجويني مؤلِّف فرائد السمطين ، توفّي سنة ٦٥٠ ه . العبر في خبر من غبر ٣ : ٢٥٦ ، مجالس المؤمنين ٢ : ٧٥

(٣) عزيز الدين بن محمّد النسفي النخشبي ، من أعلام الصوفية المعاصر لجلال الدين خوارزمشاه ، من مصنّفاته : الإنسان الكامل ، توفّي سنة ٦٨٦ ه . كشف الظنون ٢ : ١٨٠٥ ، هدية العارفين ١ :٥٨٠ .

(٤) مسند أحمد ٥ : ١٩٦ ، البخاري ١ : ٩٩ / ٥٣ ، سنن الدارمي ١ : ٩٨ .

٦٠