قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

دستور الأخلاق في القرآن

دستور الأخلاق في القرآن

دستور الأخلاق في القرآن

تحمیل

دستور الأخلاق في القرآن

390/962
*

الذكاء. إنّ إضطراب الهوى يصدىء مرآة الفكر ، ويشوه إدراكها للحقيقة : (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) (١) ، على حين أنّ التّوازن النّاشىء عن الصّلاح يجعل الإنسان قادرا على تمييز الحقّ ، والباطل ، والخير ، والشّر : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً) (٢).

٤ ـ النّفس بأكملها : وهكذا تتلقى كلّ قوة من قوانا نصيبها من الجزاء الأخلاقي ، فنفسنا بأكملها إذن هي الّتي نعمل على أن ننقذها ، ونكملها ، أو نضللها ، ونجردها : (وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) (٣).

ولكي نقول ذلك كلّه في كلمة واحدة : إنّ الجزاء الأخلاقي الثّوابي يتمثل في الحسنة ، والسّيئة ، أي في كسب القيمة ، أو خسارتها : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ـ كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) (٤).

٢ ـ الجزاء القانوني :

حين ننتقل من النّاحية الأخلاقية إلى النّاحية القانونية ، يكون الجزاء الثّوابي قد فقد نصف معناه ، فهو لا يحتفظ من طابعه المزدوج ، الثّوابي والعقابي ، سوى بالطابع الثّاني. والجزاء [Sanction] هنا يعني أساسا (العقوبة) بالمعنى الواسع

__________________

(١) المطففين : ١٤.

(٢) الأنفال : ٢٩.

(٣) الشّمس : ٧ ـ ١٠.

(٤) المطففين : ٧ و ١٨.